بابا الفاتيكان ينتقد قسوة السياسات الأمريكية بشأن المهاجرين والبيت الأبيض يرد بالنفي

بابا الفاتيكان ينتقد قسوة السياسات الأمريكية بشأن المهاجرين والبيت الأبيض يرد بالنفي
اعتقال أحد المهاجرين في الولايات المتحدة

رفض البيت الأبيض الأربعاء اتهامات بابا الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر التي وصف فيها سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه المهاجرين بأنها "لاإنسانية"، وأكدت المتحدثة باسم الرئاسة كارولاين ليفيت أن واشنطن "تطبق قوانين البلاد بأكثر الطرق إنسانية ممكنة"، مضيفة أن الحديث عن "سوء معاملة" للمهاجرين غير الشرعيين "غير دقيق وغير عادل".

تصريحات الفاتيكان تثير الجدل

جاءت تصريحات بابا الفاتيكان رداً على سؤال حول منح وسام للسيناتور الديمقراطي ديك دوربين، المعروف بدعمه الحق في الإجهاض، وأوضح البابا: “من يقول إنني ضد الإجهاض لكني أقبل بالمعاملة اللاإنسانية للمهاجرين؟ لا أعرف إن كان بالفعل مؤيداً للحياة”، وفق فرانس برس.

وقد سلط كلامه الضوء على التناقض بين بعض المواقف السياسية التي تدّعي الدفاع عن القيم الإنسانية في حين تُتهم في الوقت نفسه بتبني سياسات قاسية تجاه الفئات الأضعف.

سياسة متشددة في ملف الهجرة

بدأت إدارة ترامب بالفعل تطبيق سياسة مشددة تقوم على الاعتقال والطرد الجماعي للمهاجرين غير النظاميين، وهو ما أثار انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية الدولية ومن دوائر داخل الكنيسة الكاثوليكية.

قلق من لغة "الحرب"

لم يقتصر انتقاد البابا على ملف الهجرة، بل شمل أيضاً الخطاب العسكري الذي اعتمده وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث في اجتماع رفيع مع جنرالات وأدميرالات، فقد دعا الوزير إلى "استعادة منطق المحارب" ومنح "تفويض مطلق للمقاتلين" لمطاردة الأعداء والقضاء عليهم.

البابا وصف هذا الخطاب بأنه "مقلق ويعكس تصاعداً خطيراً في حدة التوترات"، كما أبدى تحفظاً على قرار ترامب بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، مؤكداً أن "الواجب الإنساني والديني يحتم العمل دائماً من أجل السلام".

سياسة الهجرة في الولايات المتحدة شكلت على الدوام محوراً للانقسام السياسي والاجتماعي. ففي عهد ترامب، تضاعفت الإجراءات الصارمة بحق المهاجرين غير النظاميين، ومنها سياسات "الفصل الأسري" عند الحدود، وإقامة مراكز احتجاز مثيرة للجدل، هذه الإجراءات وُوْجهت بانتقادات حادة من الأمم المتحدة، منظمات الإغاثة الدولية، والكنيسة الكاثوليكية التي تضم 1.4 مليار تابع حول العالم.

أما على صعيد الأمن والدفاع، فإن خطاب إدارة ترامب الميال إلى عسكرة السياسة الخارجية ورفع نبرة الحرب أثار قلقاً داخل الأوساط الدينية والحقوقية التي ترى فيه تهديداً للاستقرار العالمي وتراجعاً عن قيم الدبلوماسية والحوار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية