«مع تصاعد العمليات العسكرية».. فرنسا تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن حول لبنان

«مع تصاعد العمليات العسكرية».. فرنسا تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن حول لبنان

دعا وزير الخارجية الفرنسي الجديد، جان-نويل بارو، الإثنين، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع لمناقشة الوضع المتدهور في لبنان، حيث تصاعدت الاشتباكات بشكل كبير بين "حزب الله" وإسرائيل. 

جاءت هذه الدعوة بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي تسببت في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، حيث تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترًا غير مسبوق منذ اندلاع الحرب في غزة، وفق وكالة فرانس برس.

وأكد بارو خلال تصريحاته في الأمم المتحدة بنيويورك، أن فرنسا تحث الأطراف المتصارعة والداعمين لهم على وقف التصعيد وتجنب اندلاع نزاع إقليمي قد يكون "مدمرًا للجميع".

وأشار إلى أن تداعيات هذا الصراع ستكون كارثية على المدنيين في المقام الأول، كما أوضح أن بلاده تقدمت بطلب لعقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن هذا الأسبوع بهدف مناقشة الأوضاع في لبنان واتخاذ إجراءات للحد من تفاقم الأزمة.

مقتل المئات من المدنيين

وذكر الوزير الفرنسي أن الشعب اللبناني هو أكثر من يعاني في هذه الأزمة، مشيرًا إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة أدت إلى مقتل المئات من المدنيين، بمن في ذلك عشرات الأطفال. 

وتشكل هذه الضربات، التي استهدفت مناطق على جانبي الخط الأزرق الفاصل بين إسرائيل ولبنان، بالإضافة إلى نطاق أوسع من المنطقة، تهديدًا خطيرًا لحياة المدنيين، وهو ما دفع فرنسا إلى التحرك بسرعة على المستوى الدولي.

لن تقف مكتوفة الأيدي

وأكد بارو، الذي تولى منصبه كوزير للخارجية مؤخرًا، أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الأزمة الكبرى التي تهدد النظام الدولي. 

وشدد على أن فرنسا ستظل في حالة تأهب قصوى وستواصل بذل الجهود لحل هذه الأزمة وغيرها من الأزمات الدولية، مشيرا إلى أن بلاده ستتخذ خطوات دبلوماسية إضافية لضمان استقرار الأوضاع وتجنب تفاقم الصراع.

وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان بشكل مقلق، حيث ارتفعت حصيلة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت جنوب وشرق لبنان منذ صباح يوم الاثنين إلى 492 قتيلًا وأكثر من 1600 جريح، وفقًا للإحصاءات الأخيرة. 

وتعد هذه الأرقام حصيلة يومية غير مسبوقة منذ بدء التصعيد العسكري بين "حزب الله" وإسرائيل قبل نحو عام، بالتزامن مع الحرب الدائرة في قطاع غزة.

صراع تاريخي بين إسرائيل ولبنان

وتعد الحدود اللبنانية الإسرائيلية مسرحًا لصراعات متكررة بين لبنان وإسرائيل، خاصة مع وجود "حزب الله" الذي يُعد طرفًا أساسيًا في المقاومة اللبنانية ضد إسرائيل. 

في عام 2006، شهدت المنطقة حربًا دامية بين الجانبين أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا وتدمير واسع للبنية التحتية في لبنان. 

وفي السنوات الأخيرة، ظلت الأوضاع على الحدود متوترة، لكن التصعيد الحالي يبدو أنه الأعنف منذ ذلك الوقت، ما يثير قلق المجتمع الدولي حول احتمال انفجار حرب شاملة في المنطقة.

تهدئة الأوضاع الراهنة

وتسعى فرنسا، كعضو دائم في مجلس الأمن، إلى لعب دور محوري في تهدئة الأوضاع الراهنة. 

يأتي هذا التحرك الفرنسي في إطار الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حلول دبلوماسية للأزمات المتعددة في الشرق الأوسط، والتي تشمل الحرب في غزة، والنزاع الإسرائيلي اللبناني، بالإضافة إلى التوترات الإقليمية الأخرى التي تهدد الاستقرار في المنطقة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية