«مخاوف داخلية».. خبراء يحذّرون من تأثير سياسات ترامب الاقتصادية

«مخاوف داخلية».. خبراء يحذّرون من تأثير سياسات ترامب الاقتصادية

ركز الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في تجمع انتخابي أقيم في توسون بولاية أريزونا، في وقت سابق من هذا الشهر، على التحديات الاقتصادية التي يواجهها الأمريكيون، وعبر عن عزمه على إنهاء "الفوضى والبؤس" الناتجين عن إدارة جو بايدن. 

واستعرض المرشح الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة، في خطابه المخاوف المتعلقة بتكاليف المعيشة والاقتصاد، مشيراً إلى أن العديد من الأمريكيين يشعرون بأنهم تحت ضغط اقتصادي كبير.

ووفقاً لصحيفة "فايننشيال تايمز"، تعهد ترامب خلال التجمع بأنه سيحقق ضرائب منخفضة، ولوائح تنظيمية أقل، وتكاليف طاقة منخفضة، وأسعار فائدة أقل، وتضخما منخفضا، ما سيتيح للجميع القدرة على شراء مستلزماتهم الأساسية مثل البقالة والسيارات والمنازل الجميلة، وقد اعتبر هذا التعهد بمثابة استجابة للغضب الشعبي المتزايد حيال الظروف الاقتصادية الحالية.

أزمة تكاليف المعيشة

وانتقد ترامب إدارة بايدن-هاريس، مرارا منذ أن أطلق حملته الانتخابية للعودة إلى الرئاسة، بسبب أزمة تكاليف المعيشة. 

وشدد على أن السياسات الحالية أدت إلى زيادة أسعار المواد الغذائية والوقود، مما أثر على الأسر الأمريكية بشكل كبير، وفي أريزونا، قدم ترامب العلاج التقليدي الذي يقدمه الجمهوريون، والذي يتضمن تخفيضات ضريبية جديدة تشمل الدخل من العمل الإضافي والإكراميات ومزايا التقاعد، بالإضافة إلى تخفيضات كبيرة للأفراد والشركات.

وقدم ترامب هذه المرة أيضاً أجندة اقتصادية أكثر شعبية تهدف إلى تقديمه كمدافع عن مصالح العمال العاديين والصناعات المحلية.

حماية الصناعات الأمريكية

تتضمن العناصر الرئيسية لما يسميه ترامب "اقتصاديات الجذب" فرض تعريفات جمركية أكثر صرامة على الواردات من جميع أنحاء العالم، وخاصة من الصين، حيث يعكس هذا التوجه رغبته في حماية الصناعات الأمريكية وتعزيز الإنتاج المحلي.

ويسعى ترامب إلى زيادة نفوذه على السياسة النقدية والدولار، حيث يعتقد أن هناك حاجة إلى استعادة السيطرة على السياسات الاقتصادية لمواجهة التحديات العالمية. 

ويدعم هذا التوجه بعض الشخصيات السياسية البارزة في الحزب الجمهوري، مثل جيه دي فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس، الذي يعتقد أن استثمار الأموال في تصنيع محلي هو أفضل طريقة للحفاظ على الوظائف الأمريكية.

تحذيرات من الأجندة الاقتصادية

ويحذر منتقدو ترامب من أن هذه السياسات قد تكون ضارة للغاية بالاقتصاد، حيث يوضح الخبير الاقتصادي السابق في البيت الأبيض، جيسون فورمان، الذي يعمل الآن أستاذاً في جامعة هارفارد، أنه "إذا نفذ دونالد ترامب نصف ما يعد به، ستكون النتائج سلبية على الاقتصاد الأمريكي". 

ويُشير فورمان إلى أن الأجندة الاقتصادية التي يدعو إليها ترامب قد تؤدي إلى فوضى في السوق وتضر بالنمو الاقتصادي.

ويدعو الديمقراطيون، الذين يواجهون انتقادات بسبب سجلهم في التضخم، إلى اتخاذ موقف حازم ضد هذه السياسات. 

وأكدت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، في وقت سابق أن خطط ترامب الاقتصادية، التي وصفها 16 حائزًا على جائزة نوبل بأنها ستؤدي إلى زيادة التضخم، قد تؤدي أيضاً إلى ركود اقتصادي بحلول منتصف العام المقبل.

القضايا الدولية والاقتصاد الأمريكي

ويعبر بعض أنصار ترامب عن قلقهم بشأن العواقب الدولية المرتبطة بتبني هذا النهج الحمائي العدواني. 

ويقول الخبير الاقتصادي المقرب من الرئيس السابق، آرثر لافر: "إنك بحاجة إلى التجارة، وخاصة مع أعدائك.. إن كل هذه الأشياء المتعلقة بالعقوبات والتهديدات بالرسوم الجمركية ليست هي الطريق الصحيح"، معتبرا أن التجارة تعزز التواصل والتفاهم بين الدول.

تُظهر استطلاعات الرأي أن جزءًا من القاعدة الانتخابية لترامب تدعمه قوى التصنيع في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان، حيث إن هناك مخاوف من أن تبني السياسات الحمائية قد يعرض العلاقات التجارية مع الدول الأخرى للخطر، مما يؤدي إلى تقلبات اقتصادية قد تؤثر على العمالة والنمو في الولايات المتحدة.

ويمثل خطاب ترامب وتوجهاته الاقتصادية جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى استعادة الأصوات في الانتخابات المقبلة، بينما يسعى إلى استقطاب الناخبين الذين يشعرون بالإحباط بسبب الظروف الاقتصادية الحالية، فإنه يواجه تحديات كبيرة من جانب الخبراء الذين يحذرون من العواقب المحتملة لأجندته. 

ويعتمد دونالد ترامب على الدعم من مؤيديه، بينما يستمر النقاش حول التأثير الفعلي لهذه السياسات على الاقتصاد الأمريكي والمنافسة العالمية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية