«بعد أمطار غزيرة».. مياه الفيضانات تجرف امرأة ألمانية وطفلاً وسط إيطاليا
«بعد أمطار غزيرة».. مياه الفيضانات تجرف امرأة ألمانية وطفلاً وسط إيطاليا
تسببت الفيضانات في منطقة توسكانا وسط إيطاليا بفقدان امرأة ألمانية وحفيدها البالغ من العمر خمسة أشهر بعد أن جرفتهما مياه الأمطار الغزيرة.
وأكد متحدث باسم فرق الإطفاء الإيطالية اليوم الأربعاء أن الاثنين في عداد المفقودين، وهما جدة وحفيدها، وكانا في عطلة مع عائلتهما في بلدة مونتيكاتيني فالي دي سيسينا القريبة من بيزا، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.
فيضانات مفاجئة
تمكن باقي أفراد العائلة الألمانية، وهم والدا الطفل وجده، من الهروب إلى سطح المنزل الريفي الذي كانوا يقيمون فيه.
وكانت العائلة، التي تنحدر من مدينة ميونخ، تقضي إجازتها في توسكانا لمدة أسبوع قبل أن تتفاجأ بالفيضانات.
وتعرضت المنطقة المحيطة ببيزا وليفورنو في توسكانا ليلة الاثنين لأمطار غزيرة، أدت إلى فيضان نهر ستيرزا وغمر البلدة.
وأفاد رئيس منطقة توسكانا، أوجينيو جياني، بأن المنطقة شهدت 226 مليمترا من الأمطار في ست ساعات فقط، وهو معدل يتجاوز ما يسقط عادة في شهر كامل.
ما زالت عمليات البحث جارية عن المفقودين، وفقًا لما ذكره جياني في تصريحاته الأخيرة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وسبق أن حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
وتضاعف عدد الكوارث تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030، وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.