«بعد عام على الحرب».. الأونروا: 625 ألف طفل بغزة يعانون صدمات نفسية شديدة
«بعد عام على الحرب».. الأونروا: 625 ألف طفل بغزة يعانون صدمات نفسية شديدة
أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، الأربعاء، أن أكثر من 625 ألف طفل يعيشون في قطاع غزة يعانون صدمات نفسية شديدة، في ظل ظروف معيشية قاسية بين الأنقاض وغياب التعليم.
يأتي ذلك بعد مرور قرابة عام على تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أضاف أبعاداً جديدة لمعاناة الأطفال الفلسطينيين، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأوضحت الوكالة الأممية، أن عددًا كبيرًا من الأطفال في الضفة الغربية يواجهون أيضًا تصاعدًا في العنف، ما يترك آثارًا سلبية على حياتهم اليومية وتعليمهم.
وبيّنت أن الأطفال الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية يعانون خسائر فادحة جراء تدهور الأوضاع الإنسانية، حيث تعرّضوا لصدمات مستمرة منذ بداية العدوان في العام الماضي.
أوضاع إنسانية متدهورة
أشارت "أونروا" إلى أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة قد بدأت حتى قبل الحرب الأخيرة، إذ كانت معظم العائلات تعاني من صعوبات كبيرة في تأمين الغذاء الأساسي.
وقالت إنه مع استمرار الصراع، ازداد الوضع سوءًا بشكل كبير، ما أدى إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية وانتشار الأمراض التي تؤثر بشكل خاص على الأطفال، مشيرة إلى زيادة في حالات الوفيات بسبب التدهور الصحي والاقتصادي في المنطقة.
حصار طويل الأمد
تعاني غزة من حصار طويل الأمد فرضته إسرائيل منذ عام 2007، والذي أدى إلى تدمير البنية التحتية وعرقلة عمليات الإعمار، ما جعل من الصعب على الأسر الفلسطينية توفير متطلبات الحياة الأساسية لأطفالها.
وتذكر التقارير أن ما يقارب 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية، في وقت يعاني الأطفال من انعدام الاستقرار النفسي نتيجة لتكرار الهجمات والغارات الإسرائيلية.
وتعكس هذه الأرقام واقعًا مأساويًا حيث إن عددًا كبيرًا من الأطفال في غزة لا يمكنهم العودة إلى مدارسهم بسبب تدمير البنية التعليمية، إضافة إلى أن جزءًا كبيرًا منهم يعيشون في ظروف غير إنسانية في مراكز الإيواء أو بين الأنقاض.
وفقًا لممثلة "أونروا" في قطاع غزة، لينا هيرنانديز، فإن "الواقع الذي يواجهه الأطفال الفلسطينيون يفوق قدرتهم على التحمل، وقد تكون لهذه الصدمات النفسية تأثيرات طويلة الأمد على جيل كامل".
تدمير واسع النطاق
شهد قطاع غزة العديد من الاعتداءات العسكرية منذ اندلاع الحرب الأولى في عام 2008، وتكررت هذه الحروب بشكل دوري في الأعوام 2012، و2014، و2021، ما أدى إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية وتفاقم معاناة المدنيين، وخصوصًا الأطفال.
اختتمت "أونروا" تقريرها بمطالبة المجتمع الدولي بتقديم دعم أكبر لقطاع غزة، وضمان توفير الحماية للأطفال والمدنيين من ويلات الحرب.
وشددت على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي لضمان توفير المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، خاصة في مجالات الصحة والتعليم.