«أرواحنا على المحك».. إسرائيليون يروون كيف تأثرت حياتهم بعد عام من 7 أكتوبر (صور)
«أرواحنا على المحك».. إسرائيليون يروون كيف تأثرت حياتهم بعد عام من 7 أكتوبر (صور)
مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لأحداث السابع من أكتوبر والتوغل البري داخل قطاع غزة، التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "السيوف الحديدية"، تحدث عدد من الإسرائيليين حول كيفية تأثر حياتهم نتيجة لهذا الصراع المستمر.
توجه العقيد الاحتياطي إيريز ريجيف إلى غزة للقتال في الأيام الأولى من الحرب، تاركًا خلفه مزرعته ومتجره للخضراوات ومطعمه في رعاية زوجته، وفق وكالة "فرانس برس".
يقول ريجيف، وهو أب لخمسة أطفال: "لم نذهب حتى إلى المنزل خلال الأشهر الأربعة الأولى".
يملك ريجيف مزارع كبيرة من التمر والمانجو والطماطم في مرتفعات الجولان، وهي منطقة استولت عليها إسرائيل من سوريا في عام 1967.
يشغل اهتمامه العشرات من الأفدنة التي تُعد استثمارًا ضخمًا بمئات الآلاف من الشواكل، ولكن رغم ذلك، يبقى القتال في غزة أكثر حضورًا في ذهنه.
يقول ريجيف إنه مشغول بالحملة العسكرية والقتال، حيث "كل شيء هناك دراماتيكي ومصيري، الأرواح على المحك".
ورغم عودته إلى منزله في إجازات قصيرة، فإنه يعاني من الأرق بسبب تفكيره في رجاله الذين يقاتلون في الميدان.
يعيش ريجيف في عالمين مختلفين تمامًا، بين واجباته العسكرية ومسؤولياته الزراعية، ويقول: "في النهاية، أريد فقط العودة إلى مزرعتي، وأخذ طفلي في الصباح لقطف المانجو".
يعتقد أن الحرب ضد حماس هي السبيل الوحيد لاستعادة الاستقرار الذي يحتاج إليه، مضيفًا: "الحرب طويلة بالفعل، ولكن في النهاية نريد الأمن".
ناجية من مهرجان الموسيقى
كانت نيتسان بيري، البالغة من العمر 33 عامًا، في مهرجان نوفا للموسيقى في جنوب إسرائيل عندما هاجمه مسلحون من حماس.
قالت بيري إنها لم تستوعب ما حدث بالكامل وما زالت غير قادرة على التواصل مع محيطها.
انطلقت هي وصديقتان لها بالسيارة فور سقوط الصواريخ على أرض المهرجان، دون أن يدركن أن المسلحين الفلسطينيين كانوا يقتربون من موقعهن.
استغرقت رحلة بيري إلى منزلها 12 ساعة، حيث كانت تسلك طرقًا وعرة لتجنب المخاطر، حيث عانت منذ ذلك الحين من الوحدة والحزن والخسارة والكوابيس.
فقدت بيري خطيبها، إذ انفصلا بعد هذه الأحداث المؤلمة. كما أغلقت محل تصفيف الشعر الخاص بها لعدة أشهر، غير قادرة على مواجهة الحياة اليومية.
تعاملت بيري مع نوبات من القلق والحزن وتقلبات المزاج التي يعاني منها العديد من الناجين من الصدمات.
تحاول حاليًا الشفاء من خلال البقاء مشغولة، حيث تمارس ركوب الأمواج مرتين في الأسبوع وتأمل في العثور على السلام الداخلي والوفاء المهني.
الأمل في التغيير
ترى كالانيت شارون، البالغة من العمر 33 عامًا ومؤسسة مجموعة الناشطين "Pink Front"، أن الوضع السياسي في إسرائيل لم يتحسن بل أصبح أسوأ.
وقالت شارون إن نشاطها ازداد أهمية بعد السابع من أكتوبر، حيث تواصل مجموعتها تنظيم احتجاجات ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ عام 2020.
تعتقد شارون أن المأزق بشأن مصير الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة يعكس فساد الحكومة الإسرائيلية.
رغم الألم الذي يعاني منه الإسرائيليون، تؤكد شارون أن مجموعتها تهدف إلى إلهام الأمل، وأنها حضّرت احتجاجات تطالب بقبول اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن.
ترتدي مجموعة "Pink Front" الملابس الوردية وترفع الأعلام الوردية كرمز للأمل في مستقبل أكثر إشراقًا.
تقول شارون إن مجموعتها قدمت المساعدة للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بعد الهجوم، حيث وفرت لهم الغذاء والمأوى.
لا تخطط شارون للتوقف عن نشاطها، مؤكدة: "نعتقد أنه يتعين علينا الاستمرار في ما نفعله حتى ترحل هذه الحكومة".
تعكس هذه القصص واقعًا مريرًا يعيشه الإسرائيليون تحت وطأة الحرب والصراع المستمر، حيث يعيش البعض بين جبهات مختلفة، سواء في الحقول أو ساحات المعركة، بينما يحاول آخرون التعافي من صدمات نفسية لم تفارقهم منذ ذلك اليوم، أما الناشطون، فهم في مهمة لتحقيق التغيير وسط أجواء سياسية مشحونة.