"الاختيار 3".. دراما سياسية تسقط الأقنعة عن الجماعات المتطرفة

"الاختيار 3".. دراما سياسية تسقط الأقنعة عن الجماعات المتطرفة

حظي المسلسل الدرامي "الاختيار 3" بمتابعة ومشاهدة واسعة داخل مصر وخارجها، ليس بسبب تطور التقنيات الفنية فحسب، بل لتفجير مفاجآت سياسية تتعلق بأحداث معاصرة شديدة التعقيد.

و"الاختيار 3" مسلسل تلفزيوني مصري، يعرض خلال شهر رمضان، من إخراج بيتر ميمي، وبطولة الفنانين كريم عبدالعزيز، وأحمد السقا، وياسر جلال، وأحمد عز.

ويتطرق العمل الدرامي إلى فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر (2012-2013) وما بعدها من أحداث عصيبة مرت بها البلاد، من خلال كشف كواليس تلك المرحلة والإعلان عن تسجيلات حقيقية بالصوت والصورة تظهر تآمر عناصر تلك الجماعات المتطرفة على استقرار ومستقبل مصر.

ويصنف المسلسل ضمن الدراما السياسية، والتي أشاد النقاد بعودتها إلى الشاشة الصغيرة في مصر، بعد سنوات من تجاهلها مقابل التركيز على الدراما الاجتماعية.

وحقق "الاختيار 3" دعاية سياسية واسعة للنظام المصري، جراء بث مقاطع مصورة تعرض للمرة الأولى لقيادات جماعة الإخوان المسلمين خلال تلك الفترة.

الدراما الخدمية

بدوره، أشاد الناقد الفني رامي المتولي، بمسلسل "الاختيار 3" والذي يندرج تحت تصنيف "الدراما الخدمية" وعادة ما يستهدف إجلاء الحقيقة بشأن أحداث معاصرة.

وقال المتولي لـ"جسور بوست": "مسموح تماما إنتاج أعمال دعائية، تستخدم للرد على أكاذيب وافتراءات اعتاد ترديدها أصحاب الأجندات المعادية للنظام المصري طوال السنوات الماضية".

وأوضح أن الأعمال الدرامية الموجهة عادة ما تعمل على إعلان الرواية الرسمية وسد الثغرات السياسية والإجابة على التساؤلات الخاصة بتلك السنوات الحاسمة في تاريخ مصر.

وأضاف: "الجزء الثالث من مسلسل الاختيار كان إنتاجه ضروريا للرد على أكاذيب اعتادت ترويجها الترسانة الإعلامية للجماعات الإسلامية المتطرفة طوال الـ9 سنوات الماضية".

ومضى المتولي، قائلا: "لم يكن هناك رواية رسمية ترد على افتراءات المعسكر المعادي، وتسقط الأقنعة عن رموز الإخوان المسلمين الذين اكتسبوا تعاطفا واسعا خلال هذه الفترة".

وأكد: "المسلسل الدرامي تحول إلى وثيقة حية لإثبات الخيانة والإرهاب، فلم تكن مشاهده تسريبات، بل تسجيلات جرت بخطة من المخابرات العسكرية التي ترأسها آنذاك الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي".

واستطرد قائلا: "التسجيلات التي تعرض لها العمل الدرامي دحضت بقوة الأكاذيب الواهية التي طالما كانت تروجها الجماعات المتطرفة، كما أنها أسقطت الأقنعة عن قيادات ورموز الإخوان التي حظت بتعاطف المصريين".

واستشهد في هذا الإطار بـ"الرئيس الأسبق محمد مرسي والقيادي المنشق عن الجماعة عبدالمنعم أبوالفتوح، حيث كان الاثنان يحظيان بتعاطف معظم قطاعات المجتمع".

واختتم رامي المتولي حديثه، قائلا: "بعد عرض مسلسل الاختيار 3، لم يعد للتبريرات الواهية مكان أو للجان الإلكترونية المعادية وجود على منصات التواصل الاجتماعي".

انتقادات 

بدورها أكدت الناقدة الفنية حنان شومان، تأثير الدراما السياسية على الحشد الفكري تجاه تيارات أو رموز بعينها، قائلة: "قدرة الأعمال الفنية في التأثير على الرأي العام تفوق عشرات الكتب أو المقالات".

وأوضحت شومان لـ"جسور بوست" أن الدعاية السياسية التي حققها مسلسل "الاختيار 3" نجحت في كشف زيف وخيانة تلك التيارات المتطرفة.

وعابت الناقدة الفنية على التقنيات المستخدمة في المسلسل، خاصة فيما يتعلق بالتمازج والتداخل بين المشاهد التسجيلية والمشاهد الدرامية، معتبرة أن ذلك تسبب في "إرباك المشاهد".

وقالت شومان: "التداخل غير المبرر بين الجزء التمثيلي بأداء الفنانين والجزء التسجيلي بالشخصيات الحقيقية، أدى إلى نوع من التشويش على المنتج النهائي للعمل الفني".

توظيف التسجيلات

ورأى الناقد الفني رامي عبدالرازق، أن الجزء الثالث من مسلسل الاختيار، نجح نسبيا في توظيف الوثائق والتسجيلات بما يخدم العمل الدرامي.

وقال عبدالرازق لـ"جسور بوست" إن هذا الخط الدرامي يعد مؤثرا وفارقا مع الأجيال الجديدة، والتي لم تواكب أو تعايش تلك الأحداث على أرض الواقع.

وجسد الجزء الأول من مسلسل الاختيار، شخصية الشهيد أحمد منسي، ضابط الجيش وقائد كتيبة 103 صاعقة المتمركزة بمدينة العريش في شمال سيناء، والذي استشهد مع عدد من أفراد كتيبته في 7 يوليو 2017 خلال أحداث هجوم كمين البرث.

وتطرق الجزء الثاني من المسلسل إلى جهود وزارة الداخلية أثناء فض اعتصام أنصار جماعة الإخوان في ميداني رابعة والنهضة، شرقي القاهرة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية