«بتهمة ارتكاب أعمال شغب».. توقيف 3 صحفيين في روسيا
«بتهمة ارتكاب أعمال شغب».. توقيف 3 صحفيين في روسيا
أوقفت السلطات الروسية، الاثنين، ثلاثة صحفيين من وسائل إعلام روسية مستقلة في موسكو على هامش تغطيتهم احتفالية موسيقية بمناسبة الذكرى الثانية لضم الكرملين لأربع مناطق في أوكرانيا.
وأعلنت منظمة "أوفد-إنفو"، التي تعنى بحقوق الإنسان، عن توقيف الصحفيين في ظل بيئة تزداد فيها القيود على الإعلام المستقل في روسيا، خصوصًا منذ بداية الحرب على أوكرانيا، وفق وكالة "فرانس برس".
وأوضحت منظمة "أوفد-إنفو"، أن الصحفيين الموقوفين يعمل أحدهم في موقع "ريبابلك" الإخباري، بينما يعمل الآخران في موقع "سوتا فيجن".
وقالت المنظمة، إنه أثناء قيامهم بإجراء مقابلات مع الحاضرين في الحفل الموسيقي بمناسبة ضم المناطق الأوكرانية، تم توقيفهم ومصادرة هواتفهم.
وأشارت إلى أن السلطات منعتهم من حضور الحفلة نفسها واعتقلتهم أثناء مغادرتهم المكان.
وبحسب المنظمة، فقد وُجهت إلى اثنين منهم تهمة ارتكاب "أعمال شغب"، وهي تهمة تستخدمها السلطات الروسية عادة لتبرير الاعتقالات ضد الصحفيين والنشطاء.
ضغوط على الصحافة
تأتي الواقعة في ظل تصاعد الضغوط على الصحافة المستقلة في روسيا، إذ أدرجت السلطات الروسية الموقعين الإخباريين "ريبابلك" و"سوتا فيجن" على قائمة "العملاء الأجانب"، وهي قائمة أعدتها الحكومة لتصنيف وسائل الإعلام والمنظمات التي تتلقى تمويلًا أو دعمًا من الخارج.
وجاءت احتفالات الاثنين بمناسبة مرور عامين على إعلان الكرملين ضم أربع مناطق في جنوب وشرق أوكرانيا، وهي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون.
رغم هذا الضم، فإن السيطرة الروسية على تلك المناطق لا تزال غير كاملة، مع استمرار القتال العنيف بين القوات الروسية والأوكرانية في تلك الجبهات.
وتمثل هذه المناطق أهمية استراتيجية كبيرة لروسيا، حيث تُعتبر بوابة الوصول إلى البحر الأسود وتضمن تواصلا جغرافيا مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014.
الحرب الروسية الأوكرانية
جاءت عملية ضم روسيا للمناطق الأربعة بعد أشهر من بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا في شهر فبراير من عام 2022.
سعت روسيا، من خلال هذه الحرب، إلى بسط نفوذها على مناطق تعتبرها ضرورية لأمنها الاستراتيجي، متذرعة بوجود ما تصفه بتهديدات غربية عبر توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) باتجاه حدودها.
وفرضت السلطات الروسية منذ ذلك الحين، مزيدًا من القيود على الإعلام المستقل، فيما تسعى للسيطرة على الرواية الإعلامية الخاصة بالحرب.
الضم الروسي لمناطق أوكرانية في سبتمبر 2022 جاء بعد استفتاءات وصفتها كييف والدول الغربية بأنها "صورية" ولا تعبر عن الإرادة الحقيقية للسكان.
وتعزز روسيا تواجدها العسكري في تلك المناطق، غير أن القوات الأوكرانية لا تزال تقاوم بشدة في محاولاتها لاستعادة السيطرة، بدعم غربي واسع بالأسلحة والمساعدات الإنسانية.
خلال السنوات الأخيرة، واجه الصحفيون المستقلون في روسيا تحديات متزايدة، حيث أصبحت وسائل الإعلام التي تنتقد النظام السياسي أو العسكري عرضة للملاحقات القانونية والمضايقات.