«تقترب من اللاعودة».. خبير برازيلي يحذّر من اتساع الحرائق بمنطقة الأمازون

«تقترب من اللاعودة».. خبير برازيلي يحذّر من اتساع الحرائق بمنطقة الأمازون
الخبير البرازيلي - كارلوس نوبري

حذّر الخبير البرازيلي، كارلوس نوبري، الذي شغل سابقًا منصب عضو في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي، من أن الحرائق المستعرة في منطقة الأمازون قد تُسرع من الوصول إلى "نقطة اللاعودة"، ما يُهدد أكبر غابة استوائية في العالم بتحويلها إلى سهول سافانا.

وأعرب نوبري، في مقابلة له مع وكالة فرانس برس، الثلاثاء،عن "قلق كبير" إزاء الزيادة المتسارعة في درجات الحرارة العالمية.

أوضح نوبري أنه بداية من يونيو 2023، تم تجاوز عتبة الاحترار بزيادة تصل إلى درجة مئوية ونصف مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.

 وبيّن أنه "يجب العودة 120 ألف سنة إلى الوراء للعثور على درجات حرارة مشابهة"، مشيرًا إلى أن جميع الأرقام القياسية لدرجات الحرارة قد حُطمت.

ارتفاع سريع في درجات الحرارة

وفي ما يتعلق بارتفاع درجات الحرارة، أوضح نوبري أن "آلاف العلماء يحاولون تفسير السبب وراء هذا الارتفاع السريع". 

وأكد أن "الحرائق التي شهدتها الغابات وزيادة حرارة المحيطات لا يمكن أن تُعزى إلى ظاهرة ال نينيو وحدها"، مشددا على أن انبعاثات غازات الدفيئة لم تنخفض، بل استمرت في تحطيم الأرقام القياسية في عام 2023.

وتوقع نوبري أن يؤثر الاحترار على حياتنا بشكل كبير، حيث أشار إلى أن بمجرد الوصول إلى عتبة 1.5 درجة مئوية، ستتزايد الظواهر المناخية المتطرفة مثل "موجات الحر، والأمطار الغزيرة، والجفاف، وحرائق الغابات". 

وأكد أن سنة 2024 بدأت تكشف عن تسارع أكبر في وتيرة هذه الظواهر، مما يثير القلق.

الحرائق في أمريكا الجنوبية

وعن تأثير الحرائق في أمريكا الجنوبية، لفت نوبري إلى أن "أكثر من 95% من الحرائق في البلدان التي تضم الأمازون سببها البشر".

وعبّر عن قلقه من أن الجريمة المنظمة تلعب دورًا في إشعال الحرائق كوسيلة لإزالة الغابات بغرض الاستيلاء على الأراضي، خاصة لتربية المواشي.

الأمازون "تقترب من نقطة اللاعودة"

وحذر نوبري من أن استمرار ظاهرة الاحترار المناخي وإزالة الغابات قد يؤديان إلى الوصول إلى "نقطة اللاعودة" بحلول عام 2050.

وأوضح أن في تلك المرحلة، قد نخسر ما لا يقل عن 50% من الغابات الاستوائية، مما سيؤدي إلى إطلاق ما بين 250 و300 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

ورغم التحذيرات، أعرب نوبري عن أهمية أن يتحسن الوضع، مشددًا على أنه "ليس هناك حل آخر". 

وأوضح أن إذا استمر الاحترار إلى 2.5 درجة مئوية بحلول عام 2050، فإن ذلك قد يؤدي إلى تجاوز نقاط اللاعودة الأخرى، ما يجعل المناطق الاستوائية غير صالحة للسكن.

تشير تحذيرات نوبري إلى التحديات الكبيرة التي تواجه منطقة الأمازون والعالم في مواجهة التغير المناخي، ما يتطلب استجابة عاجلة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وحماية الغابات الاستوائية. 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية