«وضع معقد».. الصليب الأحمر: الاستجابة الإنسانية في لبنان تحتاج لجهود جبارة
«وضع معقد».. الصليب الأحمر: الاستجابة الإنسانية في لبنان تحتاج لجهود جبارة
أكد مستشار الشؤون الإنسانية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الدكتور شوقي أمين الدين، اليوم الجمعة، أن لبنان يواجه حاليًا أزمة إنسانية معقدة للغاية بسبب النزاع القائم، حيث نزح أكثر من 1.2 مليون شخص من جنوب لبنان، إضافة إلى أكثر من 9300 مصاب و1900 قتيل جراء هذا النزاع.
وكشف أمين الدين في مداخلة مع قناة (الحرة) الأمريكية، عن التحديات المتزايدة التي تواجه المنظمات الإنسانية في الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للنازحين.
وأوضح الدكتور أمين الدين، أن الاحتياجات الإنسانية تتغير بسرعة، مما يتطلب جهودًا كبيرة لمواكبة تلك التغيرات، حيث فقدت أعداد كبيرة من النازحين، من بينهم أطفال وكبار السن، الاحتياجات الأساسية مثل المأوى، المياه، الغذاء، والرعاية الصحية.
وأكد أن حجم المعاناة الإنسانية في لبنان هائل، وهو ما يضاعف من حجم الاحتياجات الملحة.
صعوبات الاستجابة الإنسانية
وأشار أمين الدين إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى جانب المنظمات الإنسانية الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في تلبية احتياجات هذا العدد الكبير من النازحين.
ولفت إلى أن القانون الدولي الإنساني يلزم بحماية المدنيين، وكذلك العاملين في المجال الصحي والإغاثة، مطالبًا جميع الأطراف المتنازعة بالالتزام بهذه الالتزامات وعدم استهداف المدنيين أو الأعيان المدنية.
تطرق الدكتور أمين الدين إلى أن القطاع الصحي في لبنان يعاني منذ سنوات طويلة من صعوبات كبيرة، تفاقمت في الأشهر الأخيرة نتيجة النزاع.
وأوضح أن اللجنة الدولية وضعت سلسلة من الأولويات لدعم قطاع الرعاية الصحية، بما في ذلك تأمين الرعاية الطبية للمصابين والجرحى، وتنسيق الجهود مع الهلال الأحمر اللبناني والصليب الأحمر لتقديم الدعم الميداني، مثل نقل المرضى والمصابين، وجمع التبرعات بوحدات الدم.
احترام القانون الدولي الإنساني
وشدد أمين الدين على أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل بتنسيق مستمر مع كل الشركاء الإنسانيين لضمان استمرار تقديم المساعدات الطبية والإنسانية.
وأشار إلى أن اللجنة، وفقًا لاتفاقية جنيف، تحافظ على حوار سري مع جميع أطراف النزاع، لحثهم على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وتجنب استهداف المدنيين أو عرقلة عمل فرق الإغاثة.
ودعا الدكتور شوقي أمين الدين جميع الأطراف المتصارعة إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، مؤكدًا ضرورة السماح لفرق الإغاثة بالوصول إلى المحتاجين دون تعريضهم للخطر أو استهداف البنية التحتية المدنية.
يشهد لبنان تصاعدًا مستمرًا في الأزمة الإنسانية نتيجة النزاع الدائر، حيث تفاقمت معاناة المدنيين بشكل كبير، خاصة في المناطق الجنوبية من البلاد.
أدى النزاع إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص من مناطقهم، معظمهم من جنوب لبنان والبقاع وجنوب بيروت، ما وضع ضغوطًا هائلة على البنية التحتية المتهالكة في البلاد.