بحثاً عن الأمان.. لبنانيون يفرّون من الحرب إلى كربلاء في العراق

بحثاً عن الأمان.. لبنانيون يفرّون من الحرب إلى كربلاء في العراق

تشهد مدينة كربلاء المقدسة في وسط العراق تدفق عائلات لبنانية هاربة من القصف الإسرائيلي المتواصل منذ أيام، حيث فقد العديد منهم أقاربهم ومنازلهم. 

أصبحت المدينة العراقية، التي تستقبل عادة الزوار لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين، ملاذًا للمحتاجين من لبنان في هذه الظروف العصيبة، وفق وكالة "فرانس برس".

يتوافد الآلاف من الحجاج اللبنانيين سنويًا إلى مدينة كربلاء، وفي ظل الوضع الراهن، يفتح العراقيون منازلهم للزوّار ويقدمون لهم الطعام.

ومن بين هؤلاء، يبرز كامل صفي الدين، الذي قرر الهروب إلى كربلاء بعد أن شهد عن قرب حسن الضيافة العراقية خلال زيارته السابقة في وقت سابق من العام. 

وعبّر عن شعوره المتزايد بعدم التحمل تجاه القصف في لبنان، مشيرًا إلى أن الفرار إلى سوريا ليس خيارًا آمنًا بسبب الوضع غير المستقر هناك.

العنف على الحدود

تحولت دائرة العنف عبر الحدود، التي بدأت العام الماضي بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الحرب في غزة، إلى صراع مفتوح في 23 سبتمبر، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي بقصف معاقل الحزب في مختلف المناطق اللبنانية. 

وقُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ بداية أكتوبر، منهم أكثر من 1110 منذ بداية الهجمات الإسرائيلية في 23 سبتمبر.

بسبب هذا التصعيد، نزح أكثر من مليون شخص وفق السلطات اللبنانية، بينما هرب آخرون إلى دول الجوار. 

واستجابة لهذا الوضع، قررت الحكومة العراقية تخصيص ثلاثة مليارات دينار (نحو 2.3 مليون دولار) لتقديم الخدمات للبنانيين الوافدين، بالإضافة إلى تنظيم جهود الإغاثة وإرسال مساعدات طبية وغذائية للبنان.

لجنة لإغاثة الشعب اللبناني

شكّلت العتبة الحسينية لجنة عليا لإغاثة الشعب اللبناني، وبدأت التنسيق مع الجهات المحلية لتأمين سفر اللبنانيين المعرضين لخطر القصف. 

يروي جلال عاصي، الذي فرّ من جنوب لبنان بعد تصعيد القصف، تجربته المؤلمة حيث لم يجد مكانًا آمنًا في بيروت، مما دفعه للقدوم إلى العراق.

يأمل عاصي أن تهدأ الأوضاع في لبنان، ويعود الأمان إلى بلاده حتى يتمكن من العودة إلى منزله. 

مع تكثيف الغارات الإسرائيلية على لبنان منذ 23 سبتمبر، أعلنت الحكومة العراقية عن منح وثائق سريعة للبنانيين الراغبين في السفر إلى العراق، حتى لو لم يكن لديهم جوازات سفر.

استجابة طبية ودعوة للمساعدة

في 26 سبتمبر، أكدت العتبة الحسينية استعداد مستشفياتها لاستقبال إصابات من لبنان، استجابة لدعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني، الذي حث المؤمنين على القيام بواجبهم تجاه اللبنانيين وتقديم المساعدة.

وفقًا لوزارة الداخلية العراقية، دخل نحو 5700 لبناني إلى العراق عبر مطارات بغداد والنجف الدولية ومنفذ القائم الحدودي، ومن بين هؤلاء، يستضيف العراق حاليًا أكثر من 500 شخص في مدينة كربلاء.

تروي رشا نصر الدين، التي هجرت من النبطية إلى الضاحية الجنوبية لبيروت ثم إلى العراق، تجربتها المأساوية، حيث فقدت سبعة من أفراد عائلتها في الغارات الإسرائيلية. 

تشعر رشا بقلق كبير تجاه مستقبلها ومصيرها عند العودة إلى لبنان، حيث تعاني من انعدام الأمن والمخاطر المستمرة.

يبقى اللبنانيون في مدينة كربلاء العراقية، يتطلعون إلى غد أفضل، عازمين على البقاء معًا في مواجهة الأزمات والحروب المشتعلة في الشرق الأوسط.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية