أبرزهم غوتيريش وزيلينسكي.. 286 مرشحاً للفوز بجائزة نوبل للسلام 2024

أبرزهم غوتيريش وزيلينسكي.. 286 مرشحاً للفوز بجائزة نوبل للسلام 2024
جائزة نوبل للسلام

يترقب العالم الإعلان عن اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2024، والتي تأتي في وقت تهيمن فيه أجواء الحرب والصراعات على الساحة الدولية. 

ومن المقرر أن تكشف اللجنة النرويجية لجائزة نوبل عن الفائز، غدا الجمعة، وسط توقعات بمفاجآت قد تكون غير متوقعة، بما في ذلك إمكانية عدم منح الجائزة على الإطلاق، كما حدث في بعض الأعوام السابقة، وفق وكالة "رويترز".

وتخيم حربا غزة وأوكرانيا على المشهد العالمي وتؤثران على قرارات اللجنة، ما يفتح الباب أمام ترشيحات منظمات إنسانية تسعى لتخفيف معاناة المدنيين مثل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من بين 286 مرشحاً منهم 197 فرداً و89 منظمة

وتبقى احتمالات فوز الأفراد والجماعات من خارج مجال العمل الإنساني قائمة، ما يعزز التكهنات حول ما إذا كان الناشطون السياسيون أو الشخصيات البارزة قد يحظون بتقدير هذا العام.

الأونروا ودورها الإنساني

برزت الأونروا كأحد أبرز المرشحين لنيل جائزة نوبل للسلام لهذا العام، وذلك بسبب جهودها الكبيرة في دعم اللاجئين الفلسطينيين، خصوصاً في ظل تصاعد الأزمة في غزة منذ أكتوبر 2023. 

تقدم الأونروا، التي تأسست عام 1949، خدمات إنسانية أساسية كالتعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، ورغم الانتقادات والاتهامات الإسرائيلية التي طالتها مؤخراً، وخاصة بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، تظل الأونروا من المرشحين البارزين للجائزة نظراً لعملها المستمر في مناطق النزاع.

وقال مدير معهد أبحاث السلام في أوسلو، هنريك أوردال، إن فوز الأونروا بالجائزة قد يكون مثيراً للجدل، ولكنه يعكس أهمية الدور الذي تلعبه هذه المنظمة في تخفيف معاناة الفلسطينيين.

غوتيريش أبرز المرشحين

قد تختار اللجنة النرويجية السرية المكلفة بتحديد الفائز بجائزة نوبل للسلام هذا العام التركيز على أهمية تعزيز النظام الدولي الذي تأسس عقب الحرب العالمية الثانية، وذلك وسط التوترات والصراعات التي تشهدها الساحة العالمية. 

ويواجه هذا النظام الذي تدعمه الأمم المتحدة، تحديات كبيرة في ظل الصراعات المستمرة في مناطق مثل أوكرانيا وغزة، بالإضافة إلى الأزمات المناخية والإنسانية المتفاقمة، لذا، قد يتجه التفكير إلى تكريم الشخصيات أو المؤسسات التي تعمل على الحفاظ على هذا النظام وتعزيزه.

وقال المؤرخ المعني بجائزة نوبل للسلام، أسل سفين، لرويترز، إن اللجنة قد ترى في الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش شخصية تستحق الجائزة، إما بمفرده أو بالتعاون مع محكمة العدل الدولية، التي تلعب دوراً بارزاً في تطبيق القانون الدولي الإنساني على المستوى العالمي.

يعتبر غوتيريش، الذي يشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة منذ عام 2017، رمزاً للقيم والمبادئ التي قامت عليها الأمم المتحدة منذ تأسيسها. تحت قيادته، سعت المنظمة الدولية إلى التعامل مع التحديات العالمية الكبرى، بدءاً من النزاعات المسلحة وانتهاءً بأزمة التغير المناخي. 

رغم التحديات الهائلة التي واجهته، بما في ذلك النزاعات المستمرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، فقد استمر غوتيريش في الدعوة إلى الحوار والدبلوماسية كوسيلة لحل النزاعات.

يصف سفين غوتيريش بأنه "الرمز الأعلى في الأمم المتحدة"، وهو ما قد يدفع اللجنة النرويجية إلى تكريمه نظير جهوده المستمرة في تعزيز النظام العالمي والسلام الدولي.

محكمة العدل.. حارس القانون الدولي

إلى جانب غوتيريش، قد ترى اللجنة في محكمة العدل الدولية شريكاً يستحق التكريم على جهودها في ضمان تطبيق القانون الدولي الإنساني. 

تلعب محكمة العدل الدولية، التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، دوراً حيوياً في تعزيز السلام من خلال الفصل في النزاعات بين الدول وضمان التزامها بالقوانين الدولية.

وقال سفين، إن "أهم واجبات محكمة العدل الدولية هو ضمان تطبيق القانون الدولي الإنساني عالمياً"، وهو ما يجعلها مرشحاً قوياً للجائزة هذا العام، في وقت يحتاج فيه العالم إلى تذكير بأهمية احترام القانون الدولي.

الرئيس الأوكراني زيلينسكي

يعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من بين الشخصيات التي تحتل موقعاً متقدماً في المراهنات على الفوز بجائزة نوبل للسلام.

حقق زيلينسكي، الذي أصبح رمزاً للصمود في وجه العدوان الروسي منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، شهرة عالمية نظراً لدوره البارز في الدفاع عن بلاده، لكن المعلقين يرون أن فرص فوزه ليست كبيرة بسبب استمرار الصراع المسلح الذي تقوده بلاده ضد روسيا.

ورغم أن زيلينسكي اختير شخصية العام من قبل مجلة "تايم" في عام 2022، فإن احتمالية منحه جائزة نوبل للسلام قد تتضاءل بسبب دوره كقائد في صراع مسلح، وهو ما يتعارض مع بعض القيم التي تقوم عليها الجائزة.

غريتا ثونبرغ والحراك البيئي

تبرز الناشطة السويدية، غريتا ثونبرغ، كواحدة من أبرز الأسماء التي تم تداولها للحصول على جائزة نوبل للسلام لعام 2024. 

واستمرت الشابة التي بدأت نشاطها في مجال المناخ منذ عام 2018 عندما كانت تبلغ من العمر 15 عامًا، في لفت أنظار العالم إلى أهمية حماية البيئة ومواجهة التغيرات المناخية.

ولم تتوقف غريتا ثونبرغ، التي أدرج اسمها في قائمة المرشحين منذ عام 2019، عن ممارسة الضغط على الحكومات والمؤسسات العالمية للتصرف بسرعة لإنقاذ الكوكب. 

في الآونة الأخيرة، تم اعتقال ثونبرغ، في بروكسل أثناء احتجاجها ضد الوقود الأحفوري، ما يبرز استمرار انخراطها النشط في القضايا البيئية، وهو ما يجعلها مرشحة قوية للجائزة.

زعيمة المعارضة البيلاروسية

يبرز اسم سفياتلانا تسيخانوسكايا، زعيمة المعارضة البيلاروسية المنفية، كمرشحة قوية لنيل جائزة نوبل للسلام هذا العام، فعلى الرغم من نفيها القسري عن وطنها، تظل تسيخانوسكايا شخصية فاعلة في المقاومة ضد النظام البيلاروسي. 

اكتسبت تسيخانوسكايا، دعمًا دوليًا كبيرًا بعد انتخابات الرئاسة المثيرة للجدل في بيلاروسيا عام 2020، حيث ادعت تسيخانوسكايا فوزها في الانتخابات التي شهدت احتجاجات واسعة ضد ما اعتبره المعارضون تزويرًا للنتائج.

ورغم المخاطر، لم تتوقف عن العمل على تحقيق الديمقراطية في بلادها، إذ تواصلت مع قادة دوليين في سعيها لدعم السجناء السياسيين وتخفيف حدة القمع الذي يعاني منه الشعب البيلاروسي. 

ومن أحدث تحركاتها لقاء وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، حيث ناقشت معه قضايا حساسة تتعلق بالسجناء السياسيين والمهاجرين البيلاروسيين، بالإضافة إلى سد ثغرات العقوبات الدولية المفروضة على النظام.

تواجه تسيخانوسكايا مجموعة من التهم الخطيرة التي وجهها إليها النظام البيلاروسي، بما في ذلك "الخيانة العظمى" و"التآمر للاستيلاء على السلطة" و"إنشاء وقيادة منظمة متطرفة"، ولم تمنعها هذه التهم من مواصلة نشاطها السياسي في المنفى، حيث تعمل على تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية في بيلاروسيا.

تستمر تسيخانوسكايا في إثارة قضايا الحريات السياسية وحقوق الإنسان في بيلاروسيا، حتى من خارج حدود وطنها، وتعتبر رمزًا للنضال من أجل الحرية والديمقراطية، وتعمل بشكل متواصل على توثيق الروابط مع قادة العالم لضمان استمرار الضغط الدولي على النظام البيلاروسي.

مراقبة الانتخابات ومجلس أوروبا

يرى البعض أن جائزة نوبل للسلام قد تذهب هذا العام إلى مؤسسة تُعنى بتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، مثل مكتب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمراقبة الانتخابات. 

قد تكون هذه المنظمة التي تراقب الانتخابات وتلعب دوراً رئيسياً في تعزيز الديمقراطية في العالم، مرشحاً محتملاً لتكريمها، خاصة في ظل التوترات السياسية التي يشهدها العالم.

وأشار أوردال، إلى أن مراقبي الانتخابات، من خلال تعزيزهم للانتخابات الحرة والنزيهة، يساهمون بشكل كبير في دعم الاستقرار والسلام، وهو ما يجعلهم جديرين بالتكريم.

المدافع عن حقوق الأويغور 

ويبرز اسم الناشط الأويغوري إلهام توهتي، المدافع عن حقوق أقلية الأويغور في الصين، من بين المرشحين للفوز بالجائزة، حيث يحتفل هذا العام بالذكرى السنوية العاشرة لاعتقاله. 

قد يُمنح توهتي، الذي يقضي حالياً عقوبة السجن مدى الحياة، الجائزة كتكريم لنضاله في مواجهة سياسات القمع التي تنتهجها السلطات الصينية ضد الأقليات.

تكريم الجهود الإنسانية والحقوقية

في ظل الحروب والنزاعات المستمرة، قد تختار اللجنة هذا العام تكريم الجهود الإنسانية والحقوقية التي تساهم في تخفيف معاناة الشعوب، سواء كانت الأونروا أو غوتيريش أو غريتا ثونبرغ أو حتى الرئيس الأوكراني زيلينسكي، فإن جائزة نوبل للسلام 2024 ستكون محط أنظار العالم وستحمل في طياتها رسالة قوية للعالم وسط الأجواء القاتمة التي تخيم على الساحة الدولية.


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية