«الأونروا» بين المرشحين.. حرب غزة تلقي بظلالها على جائزة نوبل للسلام
«الأونروا» بين المرشحين.. حرب غزة تلقي بظلالها على جائزة نوبل للسلام
يقترب الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2024، وسط استمرار الصراعات الدامية في الشرق الأوسط، بعد مرور ثلاثين عامًا على منح الجائزة لثلاث شخصيات رئيسية أسهمت في اتفاقيات أوسلو، حيث يبرز الصراع الحالي كعامل مؤثر على الجائزة التي تتضمن مرشحين من هيئات الأمم المتحدة المتورطة في الحرب.
وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز، أن الخبراء حددوا المتنافسين الرئيسيين لنيل الجائزة، ومن بينهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومحكمة العدل الدولية، وهما هيئتان وجدتا نفسيهما في مواجهة الحكومة الإسرائيلية على خلفية الحرب المستمرة في غزة.
وأوضح مدير معهد أبحاث السلام في أوسلو، هنريك أوردال، أن الأونروا تعتبر من بين الفائزين المحتملين، مشيرًا إلى دورها الحيوي في تقديم الدعم للفلسطينيين الذين يعانون من آثار الحرب.
وأكد أوردال أن منح الجائزة للأونروا لا يعني بأي حال من الأحوال دعمًا سياسيًا لحركة حماس، بعدما تعرضت الوكالة لانتقادات شديدة من قبل إسرائيل.
الانتقادات والمساعدات المعلقة
وطردت إسرائيل تسعة من موظفي الأونروا في أغسطس 2024، زاعمة أنهم ربما شاركوا في الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، وفي أعقاب هذه الاتهامات علّق العديد من المانحين الغربيين المساعدات المخصصة للوكالة.
وأكدت الأونروا، التي توظف نحو 13,000 شخص في غزة، أنها أدانت الهجوم، مشيرة إلى أن نحو 220 من موظفيها لقوا حتفهم في الهجمات الإسرائيلية، وأن أكثر من ثلثي مبانيها تعرضت للتدمير.
محكمة العدل وغوتيريش
وأصدرت محكمة العدل الدولية في يناير 2024 أمرًا لإسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع أعمال الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وانضمت جنوب إفريقيا وعدد من الحكومات الأخرى، إلى المحاكمة التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، حيث يُقال إن نحو 42,000 شخص لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب.
واعتبرت مؤرخة جائزة السلام، آسلي سفين، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش هو أيضًا مرشح محتمل للجائزة، خاصة بعد منعه من دخول إسرائيل الأسبوع الماضي.
ردود الفعل العامة
تعكس آراء الخبراء ردود الفعل المتباينة حول ترشيحات الأونروا ومحكمة العدل الدولية، حيث اعتبرت خبيرة الرأي العام في مؤسسة سينتشري، داليا شيندلين، أن الجمهور الإسرائيلي سيرى في هذه الخيارات دليلًا إضافيًا على كراهية العالم لإسرائيل.
واعتبرت المحامية الفلسطينية، ديانا بوتو، أن هذه الترشيحات تمثل جهدًا لتعزيز النظام الدولي الذي زعمت أن إسرائيل تسعى لتقويضه.
تاريخ الجائزة وأهميتها
على مدار العقدين الماضيين، مُنحت ربع الجوائز لأشخاص من الشرق الأوسط أو أشارت إلى المنطقة، حيث فازت الناشطة الحقوقية الإيرانية نرجس محمدي بالجائزة العام الماضي (2023).
تذكِّر هذه الجوائز بتجارب سابقة، مثل جائزة عام 1978 التي تقاسمها رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن والرئيس المصري أنور السادات بعد اتفاقية كامب ديفيد، وجائزة عام 1994 التي منحت للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والإسرائيليين إسحاق رابين وشمعون بيريز بعد توقيع اتفاقيات أوسلو.