الأمم المتحدة تحذّر من تصاعد العنف في الشرق الأوسط
الأمم المتحدة تحذّر من تصاعد العنف في الشرق الأوسط
حذّرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، السبت، من احتمال تحوّل النزاع الحالي بين إسرائيل وحزب الله اللبناني إلى صراع إقليمي كارثي.
يأتي هذا التحذير في ظل تواصل التصعيد العسكري بين الطرفين، إذ تتزايد حدة الاشتباكات على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية، ما يهدد بأزمة إقليمية أوسع نطاقاً قد تمتد آثارها إلى دول أخرى، وفق وكالة "فرانس برس".
وكشفت وزارة الصحة اللبنانية، السبت، عن مقتل 15 شخصًا على الأقل جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت ثلاث مناطق في جنوب لبنان، وهذه المناطق لا تُعد من المعاقل التقليدية لحزب الله.
جاءت هذه الضربات الإسرائيلية كجزء من حملة عسكرية موسعة تشنها إسرائيل منذ اندلاع المواجهات مع حزب الله.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية أصابت السوق التجاري في مدينة النبطية الكبيرة بجنوب البلاد، وهو موقع يشهد عادة ازدحامًا كبيرًا، ما أسفر عن وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة.
تحذير للسكان من العودة
من جانب آخر، حضّ الجيش الإسرائيلي سكان جنوب لبنان يوم السبت على عدم العودة إلى منازلهم "حتى إشعار آخر".
وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أن الجيش "يواصل استهداف مواقع حزب الله في القرى أو قربها"، داعياً السكان إلى البقاء بعيداً عن منازلهم حفاظاً على سلامتهم، في إشارة إلى استمرار العمليات العسكرية في المنطقة.
وأعلن حزب الله أنه نفذ هجمات جديدة بصواريخ ومسيّرات على مواقع إسرائيلية امتدت من الشريط الحدودي وصولاً إلى مدينة حيفا، وذلك في يوم الغفران، الذي يُعتبر أقدس الأعياد اليهودية.
وردت إسرائيل على هذه الهجمات بإطلاق صفارات الإنذار في شمال البلاد، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض عدداً من المقذوفات التي أُطلقت من لبنان.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن حزب الله أطلق نحو 320 مقذوفًا على إسرائيل خلال يوم الغفران، وأن القوات الإسرائيلية ردّت بقصف نحو 280 "هدفاً إرهابياً" في كل من لبنان وقطاع غزة.
تدهور الأوضاع الأمنية
أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، في تطور آخر، عن تحويل خمس بلدات على طول الحدود اللبنانية إلى "مناطق عسكرية مغلقة"، وهي خطوة تؤكد خطورة الوضع وتدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان.
وقال المتحدث باسم اليونيفيل، أندريا تيننتي، إنّ النزاع بين حزب الله وإسرائيل قد "يتحول قريبًا جدًا إلى نزاع إقليمي" له "آثار كارثية على الجميع".
ووفقاً لما أفادت به القوة الأممية، فقد أُصيب خمسة من عناصرها في جنوب لبنان خلال يومين فقط، وسط تقارير عن تعرض مواقعها لأضرار كبيرة نتيجة القصف الإسرائيلي.
وواجهت إسرائيل ردود فعل دبلوماسية قاسية، خاصة بعد اتهام اليونيفيل لها بإطلاق النار "عمداً" على مواقعها.
وبحسب بيان من الجيش الإسرائيلي، فقد أطلق الجنود النار على "تهديد فوري" كان على بعد 50 متراً من مقر اليونيفيل في منطقة الناقورة.
وعلى الرغم من تعهد الجيش الإسرائيلي بإجراء "مراجعة شاملة" للحادث، فإن رئيس أركان الجيش الإيرلندي شون كلانسي صرّح بأن الهجوم "لم يكن حادثاً عرضياً"، فيما أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتقاده أن قوة حفظ السلام "استُهدفت عمداً".
أوضاع إنسانية قاسية
وأفادت الأمم المتحدة بأن عدد النازحين داخل لبنان تجاوز 700 ألف شخص منذ بدء التصعيد في سبتمبر الماضي، بينما فر نحو 400 ألف شخص، معظمهم من السوريين، إلى داخل سوريا هرباً من القصف.
ومع تزايد الأزمات الإنسانية، يتعرض النازحون في لبنان لأوضاع إنسانية قاسية، حيث تفتقر العديد من المناطق إلى أبسط مقومات الحياة.