«فاينانشيال تايمز»: شركات هندية تقود معركة حقوقية لتوفير علاج السمنة للجميع
«فاينانشيال تايمز»: شركات هندية تقود معركة حقوقية لتوفير علاج السمنة للجميع
تتهيأ صناعة الأدوية الهندية، المعروفة بقدرتها على إنتاج الأدوية الجينية المقلدة، لإحداث تأثير كبير في سوق الأدوية بالمملكة المتحدة مع استعدادها لإطلاق أدوية جينية لفقدان الوزن خلال الأسابيع المقبلة.
ويتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى "حرب أسعار ضخمة"، ما يسهم في توسيع نطاق الوصول إلى هذه الأدوية التي أصبحت تحظى بشعبية كبيرة، وفقًا لما نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وتعد شركة بايوكون، التي تتخذ من مدينة بنغالور الهندية مقرًا لها، من أوائل الشركات التي حصلت على ترخيص في المملكة المتحدة لإنتاج نسخة جينية من عقار ساكسيندا، الذي تنتجه شركة نوفو نورديسك الدنماركية، ومن المتوقع أن تبدأ مبيعات النسخة الجينية بحلول شهر نوفمبر المقبل.
يعتبر عقار ساكسيندا من الأدوية التي تعتمد على GLP-1، وهي الفئة الدوائية نفسها التي تشمل أدوية شهيرة أخرى مثل أوزيمبيك وويجوفي اللذين يستخدمان في علاج مرض السكري وفقدان الوزن.
ويعد دخول الأدوية الجينية الهندية إلى هذا المجال خطوة من شأنها أن تخفض أسعار الأدوية الأصلية وتزيد من المنافسة في السوق.
آفاق جديدة للصناعة الجينية
رفض الرئيس التنفيذي لشركة بايوكون، سيدهارث ميتال، الكشف عن تفاصيل استراتيجية التسعير الخاصة بالنسخة الجينية من ساكسيندا، لكنه توقع أن تحقق شركته مبيعات تصل إلى 18 مليون جنيه إسترليني سنويًا في المملكة المتحدة بعد انتهاء حماية براءات الاختراع الخاصة بالعقار الشهر المقبل.
وأشار ميتال إلى أن الشركة تتوقع أيضًا الحصول على موافقة الاتحاد الأوروبي على العقار الجيني هذا العام، فيما ستسعى للحصول على ترخيص من الولايات المتحدة بحلول عام 2025.
وأكد ميتال أن دخول الأدوية الجينية إلى السوق سيشعل حرب أسعار، مع ارتفاع الطلب على هذه الأدوية حال طرحها بأسعار مناسبة.
وأطلقت شركة تيفا الإسرائيلية في الولايات المتحدة، في يونيو الماضي نسخة جينية من عقار فيكتوزا، الذي يعتمد على نفس المكون النشط في ساكسيندا.
تأثير واسع على سوق الأدوية
يتوقع المحللون أن يكون طرح النسخ الجينية من عقار ساكسيندا بمثابة "اختبار تجريبي" لأدوية أخرى تعتمد على سيماجلوتيد، المكون النشط في عقاري أوزيمبيك وويجوفي.
وأشار محامي الملكية الفكرية في شركة بينسنت ماسونز، كريستوفر شارب، إلى أن المنافسة بين الشركات المصنعة للأدوية الجينية ستكون قوية نظرًا لارتفاع حجم السوق المرتبط بهذه الأدوية.
وتنتظر الشركات الهندية الكبرى، مثل سيبلا ودكتور ريديز وصن فارماسوتيكالز، انتهاء براءات الاختراع التي تحمي منتجات نوفو نورديسك، وخاصة سيماجلوتيد، في مختلف الأسواق العالمية بدءًا من 2026.
ومن المتوقع أن تشهد هذه الشركات نموًا كبيرًا مع انتهاء الحصرية التي تتمتع بها نوفو نورديسك في هذا المجال.
تحديات القدرة الإنتاجية
على الرغم من نجاح نوفو نورديسك في تحقيق مبيعات قياسية بفضل عقاري أوزيمبيك وويجوفي، فإن التحديات المتعلقة بالقدرة الإنتاجية تظل قائمة.
وتركز الشركة الدنماركية حاليًا على زيادة إنتاج سيماجلوتيد لتلبية الطلب المتزايد في الأسواق الحالية مثل الولايات المتحدة، وللتوسع في أسواق جديدة.
وأكد مدير شركة أمبيت كابيتال في مومباي، براشانت ناير، أن الشركات الهندية تمتلك القدرات التصنيعية اللازمة لسد الفجوة التي تعاني منها الشركات العالمية الكبرى.
وأشار إلى أن الهند يمكن أن تستفيد بشكل كبير من هذا المجال، خاصة في ظل الطلب المتزايد في الأسواق الناشئة.
نمو قطاع الأدوية الجينية
تعد الهند من الأسواق الرئيسية التي يُتوقع أن تلعب دورًا محوريًا في نمو مبيعات GLP-1 على مستوى العالم.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني نحو 77 مليون بالغ في الهند من مرض السكري من النوع الثاني، وتظهر مسوحات الصحة الحكومية أن ما يقرب من ربع السكان يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
وأعلنت الحكومة الهندية دعمها لتصنيع أدوية علاج مرض السكري وفقدان الوزن فور انتهاء صلاحية براءات الاختراع الخاصة بـسيماجلوتيد في البلاد في عام 2026.
ويشير الخبراء إلى أن سوق الأدوية في الهند سيشهد انتعاشًا كبيرًا بفضل هذه الأدوية، مع توقعات بأن تشكل البلاد سوقًا ضخمًا نظرًا لحجم قاعدة المرضى.
نهاية حصرية الأدوية الأصلية
مع قرب انتهاء براءات الاختراع التي تحمي أدوية سيماجلوتيد في مناطق عديدة حول العالم، من المتوقع أن تهيمن الأدوية الجينية على السوق بشكل تدريجي.
قد يؤدي هذا التحول إلى انخفاض الأسعار بشكل كبير، ما يعزز من قدرة المرضى في مختلف أنحاء العالم على الحصول على العلاجات الضرورية لفقدان الوزن ومرض السكري.