بعد دعوة إخلاء.. غارات إسرائيلية على مدينة صور بجنوب لبنان
بعد دعوة إخلاء.. غارات إسرائيلية على مدينة صور بجنوب لبنان
استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مدينة صور في جنوب لبنان، في أعقاب دعوات إخلاء أصدرتها السلطات الإسرائيلية، ما أدى إلى موجة نزوح من المدينة.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، اليوم الأربعاء، بأن "أربع غارات استهدفت المدينة بعد تهديدات إسرائيلية بقصفها".
وفي وقت سابق، ذكرت الوكالة أن "مسيرة معادية استهدفت شارع صوت الفرح في صور"، ما أثار مخاوف جديدة في أوساط السكان.
قلق بين السكان
أظهرت لقطات من وكالة فرانس برس سحب الدخان تتصاعد من المدينة، ما يعكس حجم التدمير الناجم عن الغارات.
وفرّ العديد من المدنيين من صور بعد دعوة الجيش الإسرائيلي لإخلاء أجزاء كبيرة من المدينة، التي تؤوي آلاف النازحين.
وقال مدير وحدة إدارة الكوارث في صور، مرتضى مهنا، إن "الوضع سيئ جداً ونقوم بإجلاء السكان".
وأفاد المسؤول الإعلامي في الوحدة، بلال قشمر، بأن الكثير من الأشخاص يفرّون باتجاه الضواحي، مشيراً إلى أن "مدينة صور بكاملها يتم إخلاؤها".
وكان هناك نحو 14500 شخص لا يزالون في صور، الثلاثاء، بينهم آلاف النازحين من مناطق أخرى في الجنوب.
وشهدت مدينة صيدا، الواقعة شمال صور، حركة كثيفة من السيارات المحملة بالعائلات التي تبحث عن مأوى.
استجابة الطوارئ والإنقاذ
عملت فرق الدفاع المدني اللبناني على نقل المسنين والمواطنين الذين يعانون من ظروف صعبة إلى أماكن آمنة بعد التهديدات الإسرائيلية.
واستخدم المسعفون سياراتهم في أرجاء المدينة، مطالبين السكان بالمغادرة عبر مكبرات الصوت، ما يعكس الحالة الطارئة التي تشهدها المدينة.
وطلب الجيش الإسرائيلي من سكان صور إخلاء مساكنهم قبل "عمل عسكري" ينوي القيام به ضد حزب الله.
وشارك الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس، خريطة توضح المناطق التي ينبغي الابتعاد عنها، مشدداً على أن "كل من يوجد بالقرب من عناصر حزب الله ومنشآته القتالية يعرض حياته للخطر".
مدينة تاريخية
تعتبر مدينة صور من المدن التاريخية المهمة، حيث تحتوي على مواقع أثرية مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
تعود بقاياها الأثرية إلى العصر الروماني، حيث كانت تعتبر المدينة الفينيقية الكبرى في الأزمنة القديمة، وعرفت بجمالها وأهميتها كمركز للتجارة البحرية والبرية في شرق البحر الأبيض المتوسط.
منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في 23 سبتمبر الماضي، أسفرت الضربات على لبنان عن مقتل 1552 شخصاً على الأقل، وفقاً لإحصائيات أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات وزارة الصحة.
ومن المتوقع أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير، ما يثير القلق بشأن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في المنطقة.