انقسام داخلي واستقطاب من المرشحين.. الأصوات العربية «حائرة» في الانتخابات الأمريكية

انقسام داخلي واستقطاب من المرشحين.. الأصوات العربية «حائرة» في الانتخابات الأمريكية

في كل دورة انتخابية رئاسية أمريكية، تتجه الأنظار نحو شرائح متعددة من الناخبين الذين يمكنهم ترجيح كفة أي من المرشحين في الولايات المتأرجحة، وفي الانتخابات المقررة يوم 5 نوفمبر من العام الجاري 2024، يبدو أن الأصوات العربية الأمريكية باتت تلعب دوراً بارزاً في هذا المشهد. 

هذا الأمر دفع المرشحين الرئيسيين، الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كمالا هاريس، إلى تكثيف جهودهما لاستقطاب هذه الأصوات الحيوية التي باتت تؤثر بشكل مباشر على النتائج في العديد من الولايات الأساسية.

وفقاً لبيانات "المعهد العربي الأمريكي"، هناك ما يقارب 3.7 مليون عربي يعيشون في الولايات المتحدة، ويُقدر أن حوالي 1.2 مليون منهم مسجلون كناخبين، هذا الرقم الذي يبدو ضئيلاً مقارنة بإجمالي عدد الناخبين الأمريكيين، إلا أن تأثيره يتضاعف في الولايات المتأرجحة، التي تشهد منافسة شديدة بين المرشحين وتحتاج كل صوت للفوز.

ساحات معارك انتخابية

تتواجد الجالية العربية بشكل مكثف في ولايات مثل ميشيغان، فلوريدا، بنسلفانيا، وأوهايو، هذه الولايات تعتبر ساحات معارك انتخابية، حيث تميل النتائج إلى التغيير من انتخابات لأخرى بناءً على توجهات مجموعات الناخبين المختلفة.

وفي الانتخابات الرئاسية لعام 2020، كان للأصوات العربية تأثير كبير على النتائج، خاصة في ولاية ميشيغان، التي فاز بها الرئيس الحالي جو بايدن بفارق ضئيل عن دونالد ترامب، في ميشيغان وحدها، تشير التقديرات إلى أن حوالي 60,000 ناخب من أصل عربي شاركوا في الانتخابات، ولأن فارق الفوز بين بايدن وترامب كان أقل من 3%، فإن هذه الكتلة التصويتية كان لها دور حاسم في تغيير النتيجة، وبالنظر إلى أن العرب يمثلون نحو 5% من الناخبين في هذه الولاية، فإن أي تغيير في توجهاتهم السياسية يمكن أن يحدد هوية الفائز بالولاية، ومن ثم الانتخابات ككل.

هذا ما دفع المرشحين في 2024 إلى التركيز على استقطاب تلك الأصوات، في حالة ترامب، فإنه يحاول تصحيح صورته لدى العرب الأمريكيين بعد فترة رئاسته المثيرة للجدل، التي تخللتها سياسات مثل "حظر السفر" الذي استهدف دولاً ذات أغلبية مسلمة، من بينها دول عربية. 

ورغم إلغاء هذا الحظر من قبل إدارة بايدن، إلا أن آثاره لا تزال ماثلة في أذهان العديد من الناخبين العرب، ترامب يحاول حالياً الترويج لسياساته الاقتصادية والدبلوماسية، لا سيما فيما يتعلق بالشرق الأوسط، من خلال التأكيد على اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، التي يُنظر إليها على أنها إنجاز دبلوماسي كبير في عهده، لكن هذه السياسات تظل مثيرة للجدل في أوساط الجالية العربية الأمريكية، التي لا تزال تحمل بعض الشكوك حول نوايا ترامب تجاه قضايا حقوق الإنسان في المنطقة.

وركزت كمالا هاريس، بشكل كبير على القضايا التي تهم الجالية العربية، مثل مكافحة الإسلاموفوبيا وإصلاح نظام الهجرة.

وفقاً لتقارير "مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR)"، شهدت الولايات المتحدة ارتفاعاً كبيراً في جرائم الكراهية ضد المسلمين خلال فترة رئاسة ترامب، وقد شجعت هذه السياسات الخطابية العدائية ضد المسلمين على تصاعد الإسلاموفوبيا، مما أثار قلق العديد من الناخبين العرب والمسلمين، هاريس وعدت بتقديم سياسات تحمي حقوق المسلمين والمهاجرين، وتطوير برامج لتعزيز التعايش والتعددية في المجتمع الأمريكي، وفي ظل انتشار الجالية العربية في ولايات متأرجحة مثل فلوريدا وبنسلفانيا، تبدو هذه الاستراتيجيات ضرورية لاستمالة هذه الكتلة الانتخابية المهمة.

الهجرة واللجوء وحقوق الأقليات

ولا يمكن تجاهل أن الجالية العربية ليست متجانسة تماماً من حيث التوجهات السياسية، بينما تميل بعض الفئات إلى دعم الحزب الديمقراطي بسبب مواقفه الأكثر ليونة تجاه قضايا الهجرة واللجوء وحقوق الأقليات، فإن فئات أخرى تنظر بإيجابية إلى السياسات المحافظة التي يتبناها ترامب، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والأمن، هناك أيضًا انقسامات داخل الجالية بناءً على الخلفيات الدينية والإثنية، العرب المسيحيون قد يميلون إلى دعم مرشحين يتبنون مواقف أكثر تحفظاً بشأن قضايا الأسرة والدين، في حين أن العرب المسلمين قد يركزون بشكل أكبر على قضايا الإسلاموفوبيا والعدالة الاجتماعية.

وفقاً لتقرير صدر عن "مجلس الهجرة الأمريكي"، فإن قضايا اللجوء والهجرة تأتي على رأس أولويات الجالية العربية في الولايات المتحدة، الجالية تضم نسبة كبيرة من المهاجرين أو اللاجئين الذين فروا من الحروب والصراعات في بلدانهم الأصلية مثل سوريا، اليمن، والعراق، في ظل السياسات الصارمة التي انتهجتها إدارة ترامب تجاه الهجرة، تأثرت الكثير من العائلات العربية، حيث تم فرض قيود على التأشيرات واللجوء، مما زاد من صعوبة إعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة. 

خلال رئاسة بايدن، تم إلغاء بعض هذه السياسات، لكن التحديات لا تزال قائمة، حيث لا تزال إدارة الهجرة تواجه انتقادات بسبب البيروقراطية البطيئة والقيود المفروضة على عدد اللاجئين المقبولين، هاريس وعدت بتحسين هذه السياسات، وزيادة الحصص المخصصة للاجئين، وتسهيل الإجراءات القانونية للمهاجرين العرب الذين يسعون للحصول على الإقامة أو الجنسية.

توزيع الجالية العربية في الولايات المتحدة يؤثر بشكل مباشر على الاستراتيجيات الانتخابية لكل من ترامب وهاريس، ميشيغان، على سبيل المثال، تُعد معقلاً قوياً للعرب الأمريكيين، حيث يُقدر أن أكثر من 200,000 شخص من أصول عربية يعيشون في الولاية. 

معركة استقطاب الأصوات

في انتخابات 2020، كانت ديربورن، التي تضم واحدة من أكبر الجاليات العربية في الولايات المتحدة، ساحة رئيسية لمعركة استقطاب الأصوات، وفي هذه الانتخابات، لا يزال التنافس على هذه الأصوات شديداً، حيث يسعى ترامب لاستعادة بعض الدعم الذي فقده في الدورة السابقة، بينما تسعى هاريس للحفاظ على زخم الدعم الذي حصل عليه بايدن من هذه الجالية.

أما في فلوريدا، التي تُعتبر إحدى أكبر الولايات المتأرجحة، فيُقدر أن هناك حوالي 220,000 عربي أمريكي يعيشون فيها هذه الولاية، التي تميزت بانتخاباتها المتقاربة دائماً، قد تشهد تأثيراً كبيراً للأصوات العربية، لا سيما مع تزايد اهتمام الجالية بالقضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وأيضاً بالسياسات المحلية المتعلقة بالهجرة وحقوق الأقليات، في انتخابات 2020، فاز ترامب بفلوريدا بفارق ضئيل، ولذلك فإن أي تحول في توجهات الناخبين العرب قد يكون حاسماً في تغيير النتائج في هذه الولاية.

بنسلفانيا أيضاً تُعد ولاية رئيسية تضم جالية عربية كبيرة، حيث تقدر الأعداد بحوالي 150,000 شخص، في انتخابات 2020، لعبت الجالية العربية دوراً محورياً في فوز بايدن بالولاية بفارق ضئيل، خاصة في ضواحي فيلادلفيا التي تضم تجمعات كبيرة من العرب الأمريكيين. 

هاريس تدرك أهمية الحفاظ على هذا الدعم في بنسلفانيا، ولذلك تحاول تقديم سياسات تتجاوب مع مطالب الجالية، مثل تعزيز برامج التعليم والرعاية الصحية، وهي قضايا تحظى بأهمية كبيرة لدى العرب الأمريكيين.

قضية الإسلاموفوبيا

لا يمكن الحديث عن تأثير الأصوات العربية في الانتخابات الأمريكية دون التطرق إلى قضية الإسلاموفوبيا، ووفقاً لتقرير صادر عن "مركز بيو للأبحاث"، شهدت الولايات المتحدة ارتفاعاً ملحوظاً في المواقف السلبية تجاه المسلمين خلال العقد الماضي. 

تأثرت الجالية العربية، التي تضم نسبة كبيرة من المسلمين، بشكل مباشر بهذه الظاهرة، السياسات الخطابية والقرارات التنفيذية التي صدرت في عهد ترامب، مثل "حظر السفر"، زادت من المخاوف والقلق بين العرب والمسلمين الأمريكيين وفي هذا السياق، تعمل حملة هاريس على استمالة هذه الشريحة من الناخبين من خلال وعود بتحسين سياسات مكافحة الكراهية وحماية حقوق المسلمين.

من ناحية أخرى، يحاول ترامب التركيز على السياسات الاقتصادية والدبلوماسية التي يدعي أنها تعزز من أمن وازدهار الولايات المتحدة، ويجادل أن سياساته تجاه الشرق الأوسط، بما في ذلك اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، تساعد في تعزيز الاستقرار في المنطقة وتحسين العلاقات الاقتصادية، هذا الطرح قد يجذب بعض الناخبين العرب الذين يهتمون بالقضايا الاقتصادية والدبلوماسية، لكن يبقى السؤال هو ما إذا كانت هذه الإنجازات كافية لتعويض الضرر الذي أحدثته سياساته تجاه المسلمين والمهاجرين.

عنصر لا يمكن تجاهله

ويرى مراقبون أن الأصوات العربية في الولايات المتحدة قد أصبحت عنصراً لا يمكن تجاهله في المعادلة الانتخابية، مع تزايد أعداد الناخبين العرب، وتعمق انخراطهم في السياسة الأمريكية، يتوقع أن يلعبوا دوراً أكبر في تحديد نتائج الانتخابات المستقبلية، قدرتهم على التأثير تعتمد على مدى تنظيمهم كجالية موحدة، وقدرتهم على إيصال مطالبهم إلى المرشحين وتوجيه التصويت نحو القضايا التي تهمهم، سواء كان ذلك في ميشيغان، فلوريدا.

الأصوات العربية قوة انتخابية مؤثرة

وعن تجربته قال الأستاذ الجامعي بجامعة جورجيا في أمريكا: تنقسم الخريطة الانتخابية في الولايات المتحدة إلى ثلاث فئات من الولايات: الولايات الحمراء، وهي التي تصوت غالبًا لصالح الحزب الجمهوري، والولايات الزرقاء التي تميل بأغلبيتها نحو الحزب الديمقراطي، وأخيرًا الولايات المتأرجحة، وعددها خمس ولايات، الصراع الانتخابي الرئيسي يتركز في هذه الولايات المتأرجحة، وهي: أريزونا، جورجيا، ميشيغان، بنسلفانيا، وويسكنسن، في الساحة السياسية الأمريكية، تُعرف هذه الولايات باسم "ولايات أرض المعركة" نظرًا لأهميتها الحاسمة في تحديد نتيجة الانتخابات.

وتابع في تصريحاته لـ"جسور بوست"، المرشح الرئاسي الذي يتمكن من الفوز بثلاث من هذه الولايات الخمس يضمن عمليًا فوزه في الانتخابات الرئاسية، ويُعد عدد العرب والمسلمين الذين يعيشون في هذه الولايات الخمسة ولهم حق التصويت كافيًا للتأثير المباشر على نجاح أو سقوط أي مرشح رئاسي، وفي انتخابات عامي 2020 و2022، توجه 71% من الناخبين المسلمين المسجلين في الولايات المتحدة إلى صناديق الاقتراع، ففي عام 2020، أدلى حوالي 1.1 مليون ناخب مسلم بأصواتهم، وهي أرقام كافية لتغيير مسار الانتخابات الرئاسية في الولايات الرئيسية المتأرجحة.

واسترسل، في ولاية جورجيا، التي فاز بها الرئيس جو بايدن بفارق يقارب 12,000 صوت فقط، شارك أكثر من 61,000 ناخب مسلم في الانتخابات، وفي ولاية بنسلفانيا، التي فاز بها بايدن بفارق 81,000 صوت، توجه حوالي 125,000 ناخب مسلم إلى صناديق الاقتراع، في ولاية أريزونا، شارك 36,000 ناخب مسلم في انتخابات 2020، في حين فاز بايدن بالولاية بفارق 10,000 صوت فقط.

وتابع، إذا توحدت الأصوات العربية والمسلمة في هذه الولايات الثلاثة، فإنها تمتلك القدرة على حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية ولكن، يجب التشديد على كلمة "إذا" هنا، إذ أن الجالية العربية المسلمة تعاني من نفس الانقسامات والتشرذم والتنافس الطائفي الذي تعاني منه الدول العربية، إضافة إلى ضعف التنسيق بينها، أما الجالية العربية المسيحية، فهي أكثر تمركزًا داخل الحزب الجمهوري، وغالبية أصواتها تذهب لصالح مرشحي هذا الحزب.

وأتم، فيما يتعلق بقضايا العنصرية و"الإسلاموفوبيا"، فإنها تظل قضايا بلا حلول فعلية، ولا يسعى أي من الحزبين الرئيسيين لحلها بشكل جذري، يُفضل السياسيون إبقاء الجالية تحت ضغط مستمر من هذه القضايا، حيث تُستخدم كأداة لإصدار وعود سياسية فارغة لجذب الأصوات خلال فترة الانتخابات، وبمجرد انتهاء الانتخابات، تعود الأمور إلى سابق عهدها، وهذا أمر يعرفه الجميع.

تأثير الأصوات العربية في الانتخابات

وقالت خبيرة حقوق الإنسان، مها برجس، إن تأثير الأصوات العربية في الانتخابات الأمريكية يمثل بُعداً حقوقياً وسياسياً مهماً يتجلى في المشاركة الفاعلة لمجموعة كبيرة من المواطنين الأمريكيين ذوي الأصول العربية في عملية ديمقراطية تعتبر من أكثر العمليات السياسية تأثيراً في العالم، يبرز هذا التأثير بشكل خاص في الولايات المتأرجحة، حيث يتم تحديد نتائج الانتخابات بفارق ضئيل من الأصوات، ما يجعل أصوات الناخبين العرب عاملاً حاسماً يمكن أن يغير مسار السباق الرئاسي.

وتابعت برجس، في تصريحات لـ"جسور بوست"، الاهتمام المتزايد من قبل المرشحين الرئاسيين، مثل دونالد ترامب وكمالا هاريس، بالفوز بتأييد الجاليات العربية يعكس إدراكًا واضحًا بأن هذه الأصوات يمكن أن تكون الفارق بين الفوز والخسارة، يشير هذا التنافس إلى أهمية هذه الأصوات من منظور سياسي، لكن أيضًا من منظور حقوق الإنسان، إذ تُعد المشاركة السياسية حقًا أساسيًا تكفله المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي يضمن لكل فرد حق المشاركة في إدارة الشؤون العامة، مباشرة أو عن طريق ممثلين منتخبين بحرية.

وقالت، إنه لا تُعتبر أصوات الجاليات العربية مجرد كتلة انتخابية يمكن استغلالها لتحقيق المكاسب السياسية، بل هي تعبير عن تطلعات وحقوق مشروعة لهذه المجتمعات، من بين أبرز القضايا التي تهم الجاليات العربية في الولايات المتحدة هي قضيتي اللجوء والهجرة، اللتين تمسّان حقوق الإنسان بشكل مباشر، سياسات الهجرة في الولايات المتحدة، والتي شهدت خلال فترة حكم ترامب تشديداً كبيراً، تتعلق بمصير آلاف الأشخاص الذين يسعون للجوء أو الهجرة إلى أمريكا بحثاً عن حياة أفضل، القيود المشددة التي فُرضت، وخاصة الحظر الذي استهدف دولاً ذات أغلبية مسلمة، يشكل انتهاكًا لمبادئ حقوق الإنسان، خصوصاً ما يتعلق بحق اللجوء والحماية من الاضطهاد، تسعى الجاليات العربية لضمان أن تكون هذه السياسات أكثر عدلاً وشفافية، مع احترام كرامة وحقوق كل من يسعى للحماية داخل الولايات المتحدة.

واسترسلت، قضية الإسلاموفوبيا تأتي في مقدمة الأولويات الحقوقية أيضًا. تشهد الجاليات المسلمة، بما في ذلك العرب، تصاعدًا في معدلات الكراهية والتمييز منذ أحداث 11 سبتمبر وحتى اليوم، هذا التمييز يُعتبر انتهاكاً لمبدأ المساواة وعدم التمييز الذي تؤكد عليه القوانين الدولية والمحلية على حد سواء، يُستخدم خطاب الكراهية ضد المسلمين في العديد من الأحيان كأداة سياسية، حيث يستغل بعض السياسيين مشاعر الخوف وعدم الثقة لتمرير أجندات ضيقة، وهذا ما يؤدي إلى تعزيز الظلم الاجتماعي وتقويض الحقوق الأساسية للمسلمين والعرب في الولايات المتحدة.

وأكدت برجس، أن التحدي الذي يواجهه الناخبون العرب والمسلمون هو كيفية استخدام أصواتهم لتحقيق تأثير حقيقي ومستدام في السياسات الأمريكية، في حين تُعتبر الانتخابات فرصة للتعبير عن المطالب وتحقيق المكاسب، فإن التجارب السابقة تظهر أن الكثير من الوعود التي تُقدَّم خلال الحملات الانتخابية لا تُنفَّذ بعد انتهاء السباق، هذا الأمر يؤدي إلى إحباط كبير بين هذه الجاليات، التي تشعر بأن أصواتها تُستغل دون تحقيق التغيير الذي تطمح إليه.

وأتمت، من هذا المنطلق، يمكن القول إن القوة الانتخابية للجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة ليست مجرد قوة عددية، بل هي أيضًا قوة أخلاقية وحقوقية يجب أن تُستثمر بشكل فعّال، الحملة ضد التمييز والإسلاموفوبيا، والدفاع عن حقوق المهاجرين واللاجئين، والمشاركة السياسية الفاعلة هي كلها قضايا تتصل بشكل مباشر بمبادئ حقوق الإنسان التي يجب أن تكون محورية في أي حوار سياسي أو انتخابي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية