وسط أكثر البيئات جفافًا.. «الفاو» تدعم «شعب وايو» للتكيف مع تغيرات اللمناخ

وسط أكثر البيئات جفافًا.. «الفاو» تدعم «شعب وايو» للتكيف مع تغيرات اللمناخ

في لغة الوايوناكي، التي يتحدث بها شعب وايو، لا يوجد مصطلح يعبر عن "تغير المناخ"، ربما لأنهم يواجهون قسوة الظروف المناخية منذ زمن بعيد. 

يُعتبر هذا الشعب، الذي يقيم على الطرف الشمالي من قارة أمريكا الجنوبية، في منطقة صحراوية تمتد على 20,848 كيلومترًا مربعًا، في كولومبيا وفنزويلا، واحدًا من أكثر المجتمعات تعرضًا لظروف بيئية قاسية، وفقا لتقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة الفاو، اليوم السبت.

تتميز منطقة غوجيرا، التي تجمع بين الغابات الجافة ورمال الصحراء ومياه البحر الكاريبي الزرقاء، بأنها واحدة من أكثر البيئات جفافًا في المنطقة، حيث تسجل درجات حرارة تتراوح بين 35 و40 درجة مئوية على مدار السنة. ومع ذلك، يتمسك شعب وايو بالأمل من خلال زراعة نوع فريد من الفاصوليا يُعرف بـ"الواجيرو" (Vigna unguiculata L.)، الذي يتأقلم مع الظروف الصعبة ويعد رمزًا للمرونة.

إمدادات الغذاء

يقول مانويل مونتييل، أحد سكان مجتمع إيباشارراين: “فاصوليا الواجيرو مهمة جدًا بالنسبة لنا، لأنها تنمو بسرعة وتتحمل الحرارة والفيضانات”، هذه الفاصوليا تقدم إمدادًا مستمرًا من الغذاء، حتى في أوقات الجفاف، مما يساعد المجتمع على البقاء قويًا ومتماسكًا.

تتميز الفاصوليا الواجيرية بقدرتها العالية على التكيف، إذ تُعتبر مصدرًا غنيًا بالبروتينات والمعادن، وتبرز آنا غريسيلدا غونزاليس، إحدى الفلاحات، أهمية هذا المحصول، موضحة كيف تُستخدم الفاصوليا في العديد من الوصفات المحلية، مثل "الشابولانا"، وهو حساء يجمع بين الفاصوليا ولحم الماعز.

تعتبر النساء الوايو حارسات الحكمة التقليدية في مجتمعاتهن، حيث يلعبن دورًا محوريًا في اتخاذ القرارات الزراعية حيث يقمن باختيار وحفظ أفضل بذور الفاصوليا، مما يضمن استمرارية هذا المحصول الحيوي. تعبر آنا عن امتنانها لتوافر هذه البذور، التي كانت مصدر غذاء أسلافهم حتى في أصعب الظروف.

تأثير التغير المناخي

على الرغم من مرونتهم، يواجه شعب وايو تحديات جديدة نتيجة لتغير المناخ، بما في ذلك تغيّر أنماط هطول الأمطار، ويصف مانويل كيف تغيرت الظروف الزراعية في السنوات الأخيرة، مما أثر سلبًا على إنتاج المحاصيل. ومع استمرار الجفاف، اضطُر العديد من الوايو للانتقال إلى المدن بحثًا عن العمل.

وفقا لتقرير الفاو عانت منطقة غوجيرا بين عامي 2012 و2016، من جفاف حاد أثر على حياة أكثر من 900,000 شخص، بمن في ذلك حوالي 450,000 من شعب وايو، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية.

مبادرات لمواجهة التحديات

ويعد مجتمع إيباشارراين، حيث تعيش آنا ومانويل وعائلات أخرى من الوايو، واحدا من نحو 50 مجتمعًا استفادوا من مبادرة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وشركائها، التي تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي، من خلال استخدام نظام ري مبتكر يستخدم مضخات الطاقة النظيفة لاستخراج المياه من بئر تحت الأرض، لزراعة الأغذية.

وتستمر جهود شعب وايو في التكيف مع التغيرات المناخية، حيث يبقى ارتباطهم بالأرض وبالثقافة وبالتراث قويًا، مما يعكس إرادتهم في مواجهة التحديات القادمة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية