اللاجئون السوريون في لبنان.. معاناة وحياة مع إيقاف التنفيذ
اللاجئون السوريون في لبنان.. معاناة وحياة مع إيقاف التنفيذ
«جسور بوست» تستطلع آراء لاجئين سوريين في لبنان
نعيش ما يعيشه فقراء لبنان ويزيد علينا التمييز والوصم والتحرش
كل لبناني لديه حظيرة أو جراج أجَّره لنا على أنه بيت ومع الوقت رفعوا أسعار الإيجار
لم تشفع لي شهادتي الجامعية في إيجاد عمل إلّا بعد معافرة طويلة وعملت مدرسة بأجر أقل من زميلاتي اللبنانيات
في التعليم يلزموننا بأوراق رسمية ومصاريف.. نحن لاجئو حرب إذا وفرنا الأموال كيف سنوفر الأوراق؟!
السوري تتم استباحته والاستهانة به ونتعرض للتحرش وأحياناً للابتزاز الجنسي
أثرت الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والصحية التي يشهدها لبنان بشكل خاص على العائلات السورية اللاجئة والتي تعد الأكثر فقراً.
وفي تقرير لها لعام 2021، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" عن قلقها البالغ إزاء التدهور السريع في الظروف المعيشية للاجئين السوريين في لبنان.
فجميع اللاجئين السوريين تقريباً باتوا عاجزين عن توفير الحدّ الأدنى من الإنفاق اللازم لضمان البقاء على قيد الحياة.
ووفقًا للتقرير السابق، واصل غالبية اللاجئين الاعتماد على إستراتيجيات مواجهة سلبية للبقاء على قيد الحياة، مثل التسول أو اقتراض المال أو التوقف عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة أو تقليص النفقات الصحية أو عدم تسديد الإيجار.
ويشير هذا التقييم إلى أنه في عام 2021، ازداد عدد أفراد الأسر الذين اضطروا إلى قبول وظائف زهيدة الأجر أو شديدة الخطورة أو نوبات عمل إضافية لتأمين الدخل نفسه الذي كانت الأسرة قادرة على توفيره في عام 2020.
وتؤثر إستراتيجيات المواجهة هذه بشكل سلبي على القدرة على التأقلم وعلى توليد الدخل في المستقبل، مما يجعل أسر اللاجئين أكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي وأكثر اعتماداً على المساعدات الإنسانية.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان، المليون، وفق سجلات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما تقدر الحكومة اللبنانية عددهم بـ1.5 مليون، يعيشون على أرض لبنان منذ اندلاع الحرب في بلادهم عام 2011.
وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، أياكي إيتو: "إنه على مدى الأشهر الـ18 الماضية، فقدت العملة اللبنانية أكثر من 85% من قيمتها، فارتفعت الأسعار بشكل كبير، وأصبح مجرد البقاء على قيد الحياة بعيداً عن متناول عائلات اللاجئين السوريين، سيكون لهذه الأزمة تأثير طويل الأمد على رفاه اللاجئين ومستقبل أطفالهم.
«جسور بوست» استطلعت آراء لاجئين سوريين، للوقوف على مشكلاتهم وما يتعرضون له من وضع يصعب معه الحياة.
حياة كالموت
تقول نوال لاجئة سورية بلبنان: "جئت إلى لبنان في 2011، وعمري 15 عامًا، أي أنني عشت فيها كل مراحل عمري من تعليم وعمل، وهو ما يؤهلني للحكم على التجربة بشكل جيد، إنها حياة كالموت، نحن نعاني استغلالًا ومعاناة كبيرة، بداية من السكن، فكل من لديه حظيرة أو جراج، أجّره لنا على أنه بيت، ومع الوقت رفعوا أسعار الإيجار وبشكل خيالي بحجة ارتفاع الأسعار، إما الدفع أو الطرد، وقبلها تحدث مضايقات من قطع المياه والكهرباء، الاشتراك بالأساس مثل الحلم لتكلفته الباهظة، ومع ازدياد عدد اللاجئين تتفاقم الأزمة، إنهم يرون أن لدينا شجرة تثمر أموالًا تسمى شجرة الأمم المتحدة".
وتضيف نوال: "لم تشفع لي شهادتي الجامعية في إيجاد عمل إلا بعد معافرة طويلة عملت كمدرسة بأجر أقل من زميلاتي اللبنانيات، وهذه هي الحال معنا كلاجئين، ففي حال وجدت عملا، لا يعطونك أجرك كاملًا، على اعتبار أنه ليس هناك حكومة ولا قانون يحاسبهم، من سيناصر لاجئًا، هذا غير التمييز والوصم، والفتيات غير المتعلمات حالهن أصعب، حيث يتزوجن اللبنانيين مجانًا، لأن الفتاة اللبنانية تقدم لها الهدايا والبيت وغيرها من أمور العرس".
شماعة تُعلق عليها الانهيارات
ويضيف أمجد سعد لاجئ سوري بلبنان: “اللاجئ السوري هو مصدر كل بلوى، هكذا يظن اللبناني، فنحن شماعة يعلق عليها الفشل والاقتصاد وما آلت إليه الأمور، لذلك نواجه كراهية وعنفاً وظلماً في المعاملات اليومية من الناس ومن الحكومة نفسها”.
ويتابع: “حتى إن الالتحاق بالتعليم أمر بالغ الصعوبة يصل حد الحرمان، وذلك لطلباتهم الكثيرة من أوراق رسمية ومصاريف، نحن لاجئو حرب، إذا وفرنا الأموال، كيف سنوفر تلك الأوراق الرسمية، وإذا تم قبولك بعد كل هذا، يعيدونا للوراء صفاً أو صفين، كذلك شرط من شروط استكمال التعليم البراعة في اللغة، حتى حرية اختيار الجامعات غير موجود، لارتفاع مصاريف الجامعات وللمنحة شروط من أهمها اللغة، لقد خرج أخي من التعليم بسبب ذلك”.
ويضيف:" يتجلى الرفض اللبناني للاجئين، في تكرار الدعوات خلال السنوات الماضية، من قبل ساسة لبنانيين، بضرورة عودة اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان إلى بلادهم، بزعم أن لبنان لم يعد بإمكانه استضافة هذا العدد الكبير منا، على اعتبار أننا عبء على خدماته العامة، ما يؤدي إلى ازدياد نسب البطالة، وهو ما رفضه العديد من النشطاء المدافعين عن حقوق اللاجئين مرارا، ورأوا فيه تحريضا ضدنا، كما دفعوا بأنه لا يمكن إجبار أي لاجئ على العودة إلى بلاده، إذا كانوا يرى في ذلك خطرا على حياته".
ابتزاز وتحرش
تقول صافي محمد، لاجئة سورية: “إن ما فعلته الحروب بنا هو الجحيم بعينه، بخلاف ما نعانيه ويعانيه معنا الشعب اللبناني من انهيار ودمار، إلا أن السوري تتم استباحته والاستهانة به، فإذا خرجنا للعمل نتعرض للتحرش وأحيانًا للابتزاز الجنسي، ومن كبار السن، لكن الله كريم، لن نبيع أنفسنا ولو متنا جوعًا”.
وتضيف: في آخر عامين زاد الرفض اللبناني للسوريين، رغم احتياجهم هم أيضًا إلا أنهم أفضل حالًا بسبب أقاربهم المغتربين، حيث يرسلون لهم شهريًا أموالًا تساعدهم على مواجهة فقر يعاني منه الجميع هنا، نحن نتأقلم مع الوضع، العالم يتطور أما نحن فنعود للخلف.