خوزستان وكرمان في الصدارة.. محافظات إيرانية غنية بالثروات تتصدر "مؤشر البؤس"

خوزستان وكرمان في الصدارة.. محافظات إيرانية غنية بالثروات تتصدر "مؤشر البؤس"
مناطق فقيرة في إيران - أرشيف

تصدّرت ثلاث من أغنى المحافظات الإيرانية قائمة المناطق الأكثر بؤسًا في البلاد، وفقًا لما كشفته وكالة "ركنا" الإخبارية، الاثنين، التي حذّرت في تقرير ميداني من "تدهور غير مسبوق" في مؤشرات المعيشة بمحافظات خوزستان وكرمان وهرمزغان، رغم امتلاكها موارد اقتصادية استراتيجية تشمل النفط والنحاس والموانئ.

استند تقرير "ركنا" إلى أرقام حديثة صادرة عن مركز الإحصاء الإيراني، والتي أشارت إلى أن مؤشر البؤس الوطني –المحسوب من مجموع معدل التضخم السنوي ومعدل البطالة الفصلي– بلغ 42.2% في ربيع 2025، فيما تجاوز هذا الرقم في المحافظات الثلاث 46%، مقتربًا مما وصفه التقرير بـ"الحدود الكارثية".

ويؤكد التقرير أن تصاعد معدل البطالة وتضخم أسعار السلع الاستهلاكية في هذه المناطق أسهم في إضعاف القدرة الشرائية للأسر الإيرانية، وخلق ضغوط معيشية "تهدد الاستقرار الاجتماعي والنفسي"، خصوصًا مع استمرار فجوة التوزيع العادل للثروات.

مدينة النفط تتصدر قائمة البؤس

سجلت محافظة خوزستان –التي تُعد مركز إنتاج النفط والغاز في البلاد– أعلى مؤشر بؤس على المستوى الوطني بنسبة 46.6%، بواقع 35.6% تضخم و11% بطالة.

وأبرز التقرير أن سكان الأهواز –عاصمة خوزستان– يعانون من "أزمات مركبة" تشمل: شح المياه، والعواصف الترابية، وهجرة بيئية واسعة النطاق، وتدهور البنية التحتية في مجالي الصحة والتعليم، إلى جانب فساد مزمن في توزيع الموارد.

وتُعرف خوزستان بثرواتها التي تضم قصب السكر، الصلب، الأنهار، والموانئ، غير أن سكانها يرزحون تحت وطأة معيشية تتناقض جذريًا مع هذه الثروات، وفق ما جاء في التقرير.

فقر في فرص العمل

احتلت كرمان المرتبة الثانية في مؤشر البؤس بنسبة 45.9%، رغم أنها واحدة من أكبر المحافظات الإيرانية إنتاجًا للنحاس والفحم الحجري والطاقة الشمسية.

ويشير التقرير إلى أن "النموذج الاقتصادي القائم على الاستخراج" لم يُترجم إلى تنمية محلية حقيقية، حيث يعاني السكان من أجور منخفضة، وارتفاع أسعار، ونقص فرص العمل، ما أدى إلى هجرة الشباب نحو المدن الكبرى.

ويضيف التقرير أن المناطق الريفية في كرمان تعاني ضعف الوصول إلى التسهيلات المصرفية، وتدني الخدمات العامة، ما يفاقم مؤشرات الفقر البنيوي.

هرمزغان.. بوابة التجارة

أما محافظة هرمزغان الساحلية، المعروفة بموانئها الاستراتيجية مثل بندر عباس، فجاءت ثالثًا بمؤشر بؤس بلغ 45.8%.

 وأبرزت "ركنا" أن هذه المحافظة تعاني من "انتشار العشوائيات، ومساكن غير رسمية، وضعف خدمات التعليم، وغلاء معيشي يضرب الفئات الهشة".

ووفق الإحصاءات الرسمية، فإن التفاوت في الدخل بين سكان السواحل وسكان المناطق النائية في بندر عباس من بين الأعلى على مستوى البلاد، مما يكرس مستويات مرتفعة من عدم المساواة.

واعتبرت وكالة "ركنا" أن تصدر المحافظات الغنية لقائمة البؤس في إيران "يعكس فشل السياسات الاقتصادية، وسوء إدارة الموارد، والتخطيط غير الواقعي"، مؤكدة أن مؤشر البؤس "ليس مجرد رقم"، بل إنذارا اجتماعيا وسياسيا خطيرا.

وأطلقت الوكالة تحذيرات من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تصاعد السخط الاجتماعي، وموجات هجرة داخلية، بل وحتى توترات أمنية، داعية حكومة الرئيس مسعود بزشكيان إلى التحرك السريع وإعادة النظر في تعيينات المحافظين ووضع تنمية هذه المناطق في صدارة أولوياتها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية