«دويتشه فيله»: انتشار القات بين النساء اليمنيات عادة اجتماعية وأضرار متفاقمة جراء الحرب

«دويتشه فيله»: انتشار القات بين النساء اليمنيات عادة اجتماعية وأضرار متفاقمة جراء الحرب

تعاني النساء اليمنيات من انتشار عادة مضغ القات، حيث أصبح القات جزءاً من حياتهن اليومية، وسط تأثيرات نفسية واقتصادية تفاقمت مع استمرار الحرب والنزاع.

تقول كاتي، وهي معلمة يمنية –وفق لتقرير نشرته شبكة "دويتشه فيله DW" اليوم الأحد- إن ترك عادة القات ليس أمراً سهلاً، فهي ليست مرتبطة بالإدمان بقدر ارتباطها بالثقافة المجتمعية والأنشطة الاجتماعية، مثل حفلات الزواج وأعياد الميلاد وحتى مجالس العزاء.

انعكاسات صحية ونفسية

يحذر الطبيب حميد حسين زياد، مؤسس مبادرة "يمن بلا قات"، من أن الإدمان على القات يضر بالعلاقات الاجتماعية ويؤدي إلى الانطواء، إذ يصبح المدمنون أقل تواصلاً مع محيطهم. 

ويفاقم استخدام المبيدات الحشرية في زراعة القات مخاطر صحية خطيرة، قد تصل إلى الإصابة بالسرطان، كما يؤثر القات على التغذية، حيث يسد الشهية ويؤدي إلى نقص الفيتامينات، مما يؤثر على الصحة العامة للمرأة ويؤثر سلباً على الرضاعة لدى الأمهات.

أسباب انتشار القات 

أوضح التقرير أن الوضع الاقتصادي الصعب يدفع النساء في اليمن لمضغ القات للتقليل من تناول الطعام وخفض النفقات، كما أصبح القات وسيلة للهروب من ضغوط الحياة، خاصة بعد فقدان الكثير من الرجال في ساحات القتال.

وتشير الشابة هايدي إلى أن القات، رغم مشاكله، يوفر لحظات من "النشوة النفسية"، بينما يعبر البعض عن قلقهم من تأثيراته على الروابط الأسرية.

مشروعات مستحدثة 

ابتكرت الشابة مروى مشروع "قاتك علينا" لتوفير القات للنساء عبر وسائل التواصل، مشيرة إلى أن العوائق الاجتماعية تحد من شراء النساء للقات من الأسواق مباشرة، ويعكس هذا المشروع التغيرات في المجتمع اليمني وازدياد الطلب على القات بين النساء الشابات.

محاولات مكافحة القات

 يسعى الطبيب زياد عبر مبادرة "يمن بلا قات" إلى تقليص الاعتماد على القات من خلال التوعية والبحث عن بدائل اقتصادية، ويأمل أن تساهم خطط التنمية، مثل "مؤتمر التمكين الاقتصادي"، في توفير خيارات للمتعاطين والمزارعين على حد سواء، للحد من الاعتماد على هذه النبتة التي باتت متجذرة في الثقافة اليمنية.

 مع وصول نسبة تعاطي القات بين النساء في بعض المناطق إلى 70%، باتت الحاجة ملحة لاتخاذ خطوات جادة للحد من انتشار هذه الظاهرة، خاصة مع تزايد تأثيراتها النفسية والصحية التي لا تقتصر على النساء بل تمتد إلى أسرهن ومجتمعهن بأكمله.

أزمة ومعاناة إنسانية

ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 9 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.

ويسيطر المتمردون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.

وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية