فوفتشانسك.. مدينة أوكرانية «مُحيت من الخريطة» بسبب الحرب

فوفتشانسك.. مدينة أوكرانية «مُحيت من الخريطة» بسبب الحرب
مدينة فوفتشانسك الأوكرانية

دفعت مدينة فوفتشانسك الأوكرانية ثمناً باهظاً لقربها من الحدود الروسية، حيث تعرضت لقصف مدمر أدى إلى شبه تدميرها، ويعبر عمدتها تاماز جامباراشفيلي بمرارة عن حجم المأساة، قائلاً، إن "المدينة لم تعد موجودة فعلياً".

تعرضت فوفتشانسك، الواقعة على بعد 5 كيلومترات من الحدود الروسية في شمال شرق أوكرانيا، لقصف مدفعي مستمر منذ العاشر من مايو الماضي، وفق وكالة "فرانس برس". 

تُظهر الصور التي التقطتها مسيّرات عسكرية أوكرانية في مايو وسبتمبر مدى حجم الدمار الذي حول المدينة إلى أنقاض تمتد على كيلومترات عدة. 

ويؤكد جامباراشفيلي، أن 90% من وسط المدينة قد دمر بالكامل، ليبقى معظم سكانها في حالة نزوح إلى خاركيف.

توثيق دمار شامل

أظهرت تحليلات قام بها ائتلاف "بيلينغكات" المستقل، استناداً إلى صور الأقمار الصناعية، أن حوالي 60% من المدينة قد دمر بالكامل، بينما تضرر 18% منها جزئياً حتى نهاية سبتمبر الماضي. 

وعمل صحفيون من وكالات الأنباء، بالتعاون مع "بيلينغكات"، على توثيق حجم الدمار الواسع، حيث تحولت مبانٍ كاملة إلى ركام واحداً تلو الآخر.

قبل بدء الحرب، كانت فوفتشانسك تضم مؤسسات حيوية منها معهدان تقني وطبي، وسبع مدارس، وعدة مصانع ومستشفى تم تجديده حديثاً، وتصف المسؤولة السابقة عن مكتبة البلدية، نيليا سترياكوفا، الحزن العميق على المدينة التي لم يبقَ منها سوى الذكريات.

غياب التحصينات وفشل الدفاع

سقطت فوفتشانسك سريعاً بعد بداية الغزو الروسي في فبراير 2022، وأعيدت السيطرة الأوكرانية عليها في الخريف ذاته، ولكنها أصبحت هدفاً متكرراً للقصف الروسي. 

يشير الضابط دينيس ياروسلافسكي إلى ضعف التحصينات الأوكرانية حول المدينة، حيث لم تُنشأ دفاعات كافية لصد الهجمات، ما أدى لتدمير واسع وخسائر فادحة، تقدر بنحو 17 ألف منزل.

معاناة السكان والنزوح القسري

تحولت حياة السكان إلى جحيم منذ مايو، حيث أجبر القصف العائلات على اللجوء إلى الأقبية طلباً للحماية، كما حدث مع غالينا ياروفا وزوجها اللذين قضيا أسابيع مختبئين قبل أن يتمكنا من الفرار مشياً. 

ودمرت مكتبة البلدية التي كانت تحتوي على نحو 125 ألف كتاب، وهو رمز آخر لفقدان الهوية الثقافية للمدينة.

جعلت الحرب من العائلات المختلطة بين الروس والأوكرانيين أعداء، كيرا جافاروفا، الطبيبة النفسية التي كانت تعيش مع والدتها، لم تعد تسمع عن والدتها بعد تدمير منزلها، بينما وصفت شقيقها المؤيد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"الأخ السابق".

وبقي في فوفتشانسك عدد قليل من السكان، وسط شائعات عن وجود مقابر جماعية، وأصبحت الحياة هنا رمزاً للتدمير الشامل، في مدينة كانت تُعرف بمبادلاتها التجارية مع البلدات الروسية القريبة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية