«العالمية للأرصاد»: غازات الاحتباس الحراري سجلت مستويات قياسية العام الماضي

«العالمية للأرصاد»: غازات الاحتباس الحراري سجلت مستويات قياسية العام الماضي
الاحتباس الحراري

كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في تقرير حديث لها، أن تركيزات غازات الاحتباس الحراري تستمر بالوصول إلى مستويات غير مسبوقة، ما يزيد من صعوبة تحقيق الأهداف المناخية العالمية، ويجعل الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جذرية وملحة أمرًا حتميًا.

وأوضحت المنظمة، اليوم الاثنين، أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون بلغت 420 جزءًا في المليون عام 2023، بارتفاع بنسبة 151% عن مستويات ما قبل الصناعة، وهي نسبة تؤكد التراكم المستمر للغاز في الغلاف الجوي، حيث يبقى لعقود طويلة، مما يضاعف تأثيراته على الأجيال القادمة، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط. 

وتذكر هذه المستويات بظروف الأرض قبل ما بين 3 و5 ملايين عام، عندما كانت درجات الحرارة أعلى بمقدار 2-3 درجات مئوية ومستوى البحار أعلى بـ10 إلى 20 مترًا.

الاحتباس الحراري

ووصل تركيز غاز الميثان، الذي يمتاز بقدرة على الاحتباس الحراري تفوق ثاني أكسيد الكربون بنحو 28 ضعفًا رغم عمره الأقصر، إلى مستوى قياسي عند 1934 جزءًا في المليار، مما يعادل 265% من مستويات ما قبل الصناعة.

ويعزى هذا الارتفاع إلى الأنشطة البشرية كاستخراج الوقود الأحفوري والزراعة، بالإضافة إلى مصادر طبيعية كالأراضي الرطبة، أما أكسيد النيتروز، الذي يسهم في الاحترار العالمي ويؤثر على طبقة الأوزون، فقد بلغ تركيزه 336.9 جزءًا في المليار، بزيادة 125% على مستويات ما قبل الصناعة، ويعود جزء كبير من انبعاثاته إلى الاستخدام المكثف للأسمدة الزراعية.

تحدثت المنظمة أيضًا عن حلقات تغذية راجعة تؤدي إلى تراجع قدرة الغابات والمحيطات، المعروفة بمصارف الكربون الطبيعية، على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، حيث تؤدي ظواهر مناخية مثل النينيو إلى جفاف المناطق وتكرار حرائق الغابات، ما يطلق كميات ضخمة من الكربون. 

ارتفاع درجة حرارة المحيطات

وتعاني المحيطات من تشبع بسبب ارتفاع درجة حرارتها، مما يقلل قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ويسهم في تفاقم الاحترار العالمي.

وحذرت المنظمة من أن هذه الظواهر تشكل حلقة مفرغة، حيث تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تراجع قدرة مصارف الكربون، ما يزيد بدوره من تركيزات ثاني أكسيد الكربون ويفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، وإذا استمر هذا الاتجاه، فقد تصبح مصارف الكربون مصادر صافية للانبعاثات، مما يجعل السيطرة على التغير المناخي أمرًا أكثر صعوبة.

المناخ العالمي 

أكدت الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد، سيلست ساولو، أن استمرار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بهذا المستوى يزيد من صعوبة تحقيق أهداف اتفاقية باريس المناخية. 

وأشارت ساولو، إلى أن استمرار الاحترار العالمي قد يمتد إلى عقود مقبلة، حتى مع تخفيض الانبعاثات.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية