«كريستيان إيد»: المجتمع الدولي عجز عن حماية الفلسطينيين من الانتهاكات الإسرائيلية

«كريستيان إيد»: المجتمع الدولي عجز عن حماية الفلسطينيين من الانتهاكات الإسرائيلية
آثار الحرب الإسرائيلية في غزة

أكدت منظمة “كريستيان إيد” الإنسانية الدولية، أن القادة الدوليين عجزوا عن حماية أبسط حقوق الفلسطينيين، بما في ذلك حقهم في الوجود كشعب ذي سيادة.

وشددت المنظمة الدولية في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن تصويت البرلمان الإسرائيلي على تمرير قانون يمنع الأنشطة الإنسانية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في إسرائيل، بما في ذلك القدس الشرقية حيث يقع مقر الوكالة، يعكس قسوة غير مقبولة.

جاء هذا القرار بعد يومين من تحذير مديرة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، جويس ميسويا، التي أكدت أن "السكان في شمال غزة معرضون لخطر الموت". 

وتشير التحذيرات إلى الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يعيشها سكان غزة، والذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية.

عرقلة العمليات الإنسانية

عرقلت إسرائيل عمليات الأونروا، وهي إحدى المؤسسات الأساسية التي تقدم المساعدات الإنسانية لأكثر من 5.7 مليون لاجئ فلسطيني، بموجب تفويض من الأمم المتحدة.

وأفاد تقرير للأونروا بأن نحو 1.5 مليون شخص في غزة يعتمدون على المساعدات الغذائية من الوكالة، مما يعكس مدى تأثير هذا القرار على حياة آلاف الأسر.

وحذر رئيس منطقة الشرق الأوسط في منظمة "كريستيان إيد"، ويليام بيل، من أن قطع هذه الرابطة الحيوية في غزة مع اقتراب فصل الشتاء يشكل تهديدًا جديًا.

 ووفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، قد يتعرض أكثر من 300 ألف شخص في غزة لخطر النزوح خلال الأشهر المقبلة بسبب تدهور الأوضاع المناخية والإنسانية".

انتهاك حقوق اللاجئين

وخالف القرار التدابير المؤقتة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية، حيث عرّضت هذه الخطوة حقوق اللاجئين الفلسطينيين للخطر، إذ تعرقل الجهود الرامية إلى حماية حقهم في العودة إلى ديارهم.

حماية حقوق الفلسطينيين

وتأتي هذه الأحداث في وقتٍ حرج، حيث تواجه غزة أزمة إنسانية متفاقمة، مع تزايد عدد النازحين واللاجئين، وفقًا للتقارير، يعاني أكثر من 70% من سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي، بينما ترتفع معدلات البطالة إلى مستويات قياسية.

وتفاقم عدم الاستقرار والتوترات الإقليمية من صعوبة الوضع الإنساني، مما يستدعي تدخلًا دوليًا فوريًا لمنع تفشي الأزمات.

الحاجة لدعم دولي

تتطلب الأوضاع المتدهورة في غزة استجابة سريعة من المجتمع الدولي لضمان حقوق الإنسان الأساسية، ويجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إعادة النظر في سياساتها تجاه الأونروا ودعم عملها الإنساني.

ويشدد ويليام بيل على أهمية توفير الدعم اللازم للحفاظ على حياة الملايين من اللاجئين الفلسطينيين في مواجهة التحديات التي تلوح في الأفق، على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل منظمات حقوق الإنسان لتوفير المساعدات الإنسانية، إلا أن الكثير من الدول لا تزال مترددة في اتخاذ خطوات فعالة للتصدي لهذه الأزمة.

وتُعد الحاجة إلى تحرك دولي من أجل إنهاء الحصار على غزة وحماية حقوق الفلسطينيين أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، يجب أن يكون هناك تنسيق دولي فعّال لتقديم الدعم الإنساني، بما في ذلك توفير الموارد الغذائية والمياه النظيفة والرعاية الصحية. إن استمرار هذا الوضع دون أي تحرك جاد سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية ويزيد من معاناة الشعب الفلسطيني.

الرؤية المستقبلية

تواجه غزة في الوقت الراهن تحديات كبيرة تتطلب استجابة فورية، ويتعين على المجتمع الدولي أن يلتزم بدعمه حقوق الفلسطينيين وأن يعمل على توفير المساعدات اللازمة لتخفيف معاناتهم، وتتطلب استعادة الأمل وبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين إرادة سياسية قوية وإجراءات ملموسة لضمان تحقيق حقوقهم، بدلاً من إعاقة عمل الأونروا.

وينبغي على الحكومات والمجتمع الدولي العمل سويًا لضمان تقديم الدعم المطلوب لحماية حقوق الإنسان ورفع المعاناة عن كاهل السكان المدنيين في غزة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية