«الأونروا» وكالة أممية تدعم ملايين الفلسطينيين.. وإسرائيل تعتبرها «عدوة»
«الأونروا» وكالة أممية تدعم ملايين الفلسطينيين.. وإسرائيل تعتبرها «عدوة»
تعتبر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أهم المؤسسات التي تقدم خدمات لا غنى عنها لملايين اللاجئين الفلسطينيين في مناطق مثل قطاع غزة والضفة الغربية، إضافةً إلى وجودها في لبنان وسوريا والأردن.
منذ تأسيسها في ديسمبر 1949، عملت الأونروا على تقديم خدمات التعليم والصحة والإغاثة الاجتماعية، وتقوم اليوم بتقديم المساعدات لأكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني، وفق وكالة "فرانس برس".
أقر الكنيست الإسرائيلي، أمس الاثنين، قانوناً يحظر أنشطة الأونروا، متهمًا إياها بالتحيز ودعم الإرهاب. تستند هذه الاتهامات إلى مزاعم بمشاركة بعض موظفي الأونروا في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، ما أشعل فتيل الحرب المستمرة في قطاع غزة، وصوّت الكنيست على القرار بأغلبية ساحقة، وسيبدأ تنفيذه بعد 90 يومًا.
أزمة إنسانية في غزة
صرح المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني بأن الوكالة تمثل شريان حياة حيويًا، خاصة في ظل التدهور السريع للوضع الإنساني في قطاع غزة.
وذكرت الأمم المتحدة في تقاريرها الأخيرة أن 63% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع ارتفاع معدلات الفقر إلى أكثر من 80%.
وتفاقم الوضع بشكل كارثي منذ بدء الحرب، حيث دمرت ثلثي البنى التحتية للقطاع، وتضررت أو دُمرت مئات المدارس والمرافق الصحية التابعة للأونروا.
انتقادات إسرائيلية مستمرة
لطالما كانت الأونروا موضع انتقاد من قبل إسرائيل وداعميها الذين يعتبرون أن مدارس الوكالة تروّج للكراهية ضد إسرائيل.
وزادت هذه الانتقادات بعد أحداث 7 أكتوبر، حيث اتهمت إسرائيل الأونروا بأنها غطاء لحركة حماس، زاعمة أن عشرات الموظفين متورطون في الهجوم أو ينتمون إلى الحركة.
وأدى تعليق بعض الدول المانحة لتمويل الأونروا وسط الحرب إلى أزمة مالية حادة، رغم أن معظمها استأنف الدعم لاحقاً.
وأعرب لازاريني عن أمله في أن تتمكن الوكالة من جمع 80 مليون دولار تحتاج إليها بحلول نهاية 2024، بفضل تبرعات استثنائية من الجمهور.
مستقبل غير واضح
رغم تزايد الضغط المالي والهجمات السياسية، تبقى الأونروا في صميم الأزمة الإنسانية التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين، لكن مستقبلها يظل محاطًا بالشكوك والتحديات، خاصة مع استمرار الحرب والتوترات السياسية.