«وفا»: الجيش الإسرائيلي يواصل عدوانه على شمال غزة لليوم الـ26 على التوالي

يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته المكثفة على محافظة شمال قطاع غزة لليوم السادس والعشرين على التوالي، مصعّدا عمليات القصف الميداني وإزالة المنازل وتعطيل الخدمات الأساسية، ومنع وصول الإمدادات الغذائية والطبية للمحاصرين، حيث نتج عن هذه الحملة استشهاد نحو 1000 مواطن، إضافة إلى مئات الجرحى.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" اليوم الأربعاء، بأن هذه العمليات تأتي ضمن مساعي الجيش الإسرائيلي لإفراغ الشمال من سكانه، الذين رفضوا الاستجابة لإنذارات الإخلاء. 

وأضافت الوكالة الفلسطينية، أنه في بلدة جباليا وبيت لاهيا، دمرت قوات الجيش أحياء سكنية كاملة، وسط حصار يمنع دخول الغذاء والماء والأدوية.

شلل المنظومة الصحية

تسببت الضربات الإسرائيلية في خروج المنظومات الصحية والإغاثية عن الخدمة، وتعطيل آبار المياه والمرافق الأساسية، ويعد هذا الاجتياح الثالث لمنطقة جباليا منذ بدء التصعيد العسكري على قطاع غزة، بعد اجتياحين في ديسمبر 2023 ومايو 2024.

وفي سياق متصل، أُعلنت مدينة بيت لاهيا "منكوبة"، وأطلق سكانها "نداء استغاثة عاجلاً" مطالبين بوقف الهجوم وفتح ممر آمن لإدخال المستلزمات الطبية والغذائية، وتوفير الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه ومحطات التحلية ومضخات الصرف الصحي، إضافة إلى إدخال الآليات الثقيلة لإزالة الركام وفتح الطرق.

دعوات أممية واستغاثة دولية

وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأوضاع في شمال غزة بأنها "غير محتملة" بسبب حجم الدمار وارتفاع أعداد الشهداء والمصابين. 

وأشار غوتيريش إلى أن تأخير وصول الإمدادات الإنسانية، بما فيها الغذاء والدواء، يزيد من معاناة المدنيين، ويضع العديد من الأرواح في خطر.

من جانبه، حذر مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن الهجمات المستمرة والقيود المفروضة قد تؤدي إلى "إنهاء الوجود الفلسطيني في المنطقة"، وأشار إلى أن السكان يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والماء والرعاية الطبية، مما يهدد بمجاعة وشيكة.

تضييق على المدنيين

وفي تطورات ميدانية، شنّت قوات خاصة إسرائيلية في الخامس من أكتوبر الجاري، عملية عسكرية واسعة، حيث حاصرت جباليا ومخيمها من جهتي الشرق والغرب، وسط غارات مكثفة. 

وأعقبت العملية توزيع منشورات تحث السكان على النزوح جنوبا، دون منحهم مهلة كافية، ما أسفر عن استشهاد عدد من النازحين في الطرق المغلقة بركام المباني.

وحاصرت القوات الإسرائيلية مراكز إيواء النازحين في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، وقامت بتدمير بعضها واعتقال عدد من النازحين، واستهدفت المستشفيات العاملة في المنطقة، مثل مستشفى كمال عدوان والإندونيسي والعودة، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة.

ويعاني نحو 100 ألف مواطن ممن تبقوا في الشمال من أوضاع مأساوية في ظل نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وترقب مستمر لوصول القوات الإسرائيلية وتهجيرهم قسرا.