وزراء المالية والصحة بمجموعة العشرين يطالبون بإصلاحات عالمية لمواجهة الأوبئة
وزراء المالية والصحة بمجموعة العشرين يطالبون بإصلاحات عالمية لمواجهة الأوبئة
اعتبر وزراء المالية والصحة بدول مجموعة العشرين في اجتماعهم بالبرازيل، أن عدم المساواة يعتبر محركًا رئيسيًا للأوبئة، ما يتطلب اتخاذ إجراءات حاسمة لقياس الفجوات ومعالجتها على المستوى العالمي.
وجاء في بيان نشره برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز، الثلاثاء، أن وزراء دول العشرين، دعوا خلال اجتماع نظمته الحكومة البرازيلية بدعم من المجلس العالمي لعدم المساواة والإيدز والأوبئة، إلى دعم الجهود الرامية إلى كسر "دورة عدم المساواة والأوبئة" التي تغذي حالات الطوارئ المرضية المستمرة، وذلك لتمكين العالم من معالجة الأوبئة الحالية والمستقبلية.
تعزيز الإنتاج الصحي
وحث المشاركون في الاجتماع القادة على ضرورة تعزيز تطوير وإنتاج وتوزيع المنتجات الصحية المنقذة للحياة في جميع المناطق، حيث أكدت الأدلة التي جمعها المجلس العالمي حول عدم المساواة وجود حلقة مفرغة تؤدي إلى تفاقم الأزمات الصحية، فيما تؤدي الفجوات داخل البلدان وبينها إلى فقدان الأرواح في الأوبئة الحالية والسابقة، بدءًا من الإيدز وصولًا إلى كوفيد-19، وجدري القرود، والإيبولا.
وأكد المجتمعون أن هذه الفجوات لم تُعالج بشكل كافٍ، مما جعل المجتمعات في جميع أنحاء العالم عرضة لتفشي الأمراض في المستقبل.
الاعتماد على الإنتاج الخارجي
أظهرت الدراسات أن اعتماد الدول في الجنوب العالمي على إنتاج الأدوية في الشمال العالمي يقوض استجابتها للأوبئة، ورغم تحمل هذه الدول عبئاً كبيرًا من الأمراض، فإنها غالبًا ما تتأخر في الحصول على اللقاحات والأدوية المنقذة للحياة، يُعكس هذا الوضع ضرورة تعزيز القدرة الإنتاجية محليًا لضمان توافر الأدوية عند الحاجة.
عبّرت وزيرة الصحة البرازيلية، نيسيا تريندادي، عن أهمية بناء القدرات الإنتاجية في كل منطقة، مؤكدة أنه "من خلال ضمان إنتاج الأدوية للأمراض المنسية، يمكننا التعلم من الأخطاء السابقة".
تُسهم هذه الإجراءات في ضمان توفر الأدوية اللازمة لمواجهة الأمراض وتلبية احتياجات المجتمعات الضعيفة في حالات الطوارئ الصحية.
أهمية الإصلاحات الاقتصادية
أوضح الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد، جوزيف إي. ستيغليتس، أن الإصلاحات في البلدان المتقدمة والنامية، بالإضافة إلى الاستثمارات في المؤسسات الدولية، تُعتبر ضرورية لمعالجة فشل السوق، وشدد على ضرورة تقليل الأسعار لتسريع وصول الأدوية إلى الأشخاص الأكثر حاجة، ما يُبرز أهمية العدالة الصحية لتحقيق استجابة فعالة للأوبئة.
أشار أستاذ علم الأوبئة ومدير معهد العدالة الصحية، السير مايكل مارموت، إلى أن العوامل الاجتماعية تُسهم بشكل كبير في زيادة شدة الأوبئة، وكلما زادت عدم المساواة في المجتمع، ازدادت حدة الوباء، ويمكن التدخل في هذه العوامل عبر التعليم وتطبيق تدابير الحماية الاجتماعية، مما يسهم في تقليل الفجوات الصحية ويعزز من قدرة المجتمعات على مواجهة الأوبئة.
مواجهة عدم المساواة
قالت السيدة الأولى السابقة لناميبيا، مونيكا غينغوس، إن مواجهة الشبكة المعقدة من عدم المساواة تُعتبر ضرورة ملحة لإنهاء وباء الإيدز والاستعداد للأزمات الصحية المستقبلية، ولا تقتصر عدم المساواة على الفجوات الاقتصادية، بل تشمل أيضًا جوانب اجتماعية وسياسية وصحية تتقاطع بطرق معقدة، ويتطلب هذا الوضع الاستجابة من الدول والأطر الدولية لتخفيف الفجوات القائمة وتحقيق العدالة الصحية.
اتفقت الأصوات في الاجتماع على أن معالجة عدم المساواة كمحرك لمكافحة لأوبئة وتعزيز إنتاج المنتجات الصحية الإقليمية يمثلان فرصة فريدة لقادة مجموعة العشرين، حيث تقدّم هذه المبادرات فرصة لتحقيق العدالة الصحية والأمن الصحي العالمي، وهي ضرورية لمواجهة التحديات الصحية العالمية.
أشارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز، ويني بيانيم، إلى أن قادة مجموعة العشرين لديهم فرصة لتغيير استجابة العالم للأوبئة عبر معالجة عدم المساواة.
حذرت من أن عدم معالجة هذه القضايا قد يؤدي إلى تداعيات أشد في المستقبل، وأكدت ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية صحة الجميع، وأهمية تعاون الدول في هذا المجال.
الالتزام المستقبلي
أكد نائب وزير الصحة في جنوب إفريقيا، جو فاهلا، أن بلاده ستواصل تعزيز أجندة التغطية الصحية الشاملة عند تولي رئاسة مجموعة العشرين في عام 2025، يُعكس هذا الالتزام أهمية الاستدامة في السياسات الصحية لضمان حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أنحاء العالم.