باحثون يحذّرون: الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تتغلغل في جسم الإنسان
باحثون يحذّرون: الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تتغلغل في جسم الإنسان
يواصل العلماء تحذيرهم من التأثيرات السلبية للمواد البلاستيكية الدقيقة التي وُجدت في جميع أعضاء جسم الإنسان تقريبًا، بدءًا من الرئتين ووصولًا إلى الكلى والدم، رغم عدم التأكد التام بعد من حجم هذه المخاطر.
وأفادت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء، بأن العلماء رصدوا جزيئات بلاستيكية دقيقة، يقل حجمها عن 5 ميليمترات، في الهواء والماء والطعام والملابس ومستحضرات التجميل، ويومياً يبتلع الإنسان هذه المواد أو يتنفسها أو يحتك بها.
وقالت فابيان لاغارد، الباحثة في معهد لومان، في جلسة أمام البرلمان الفرنسي، إن "إنسان اليوم يحتوي على جزيئات بلاستيكية في معظم أعضاء جسمه"، محذرة من أن الأجيال القادمة قد تواجه تأثيرات أسوأ.
دراسات حديثة
عثر الباحثون في السنوات الأخيرة، على هذه الجزيئات في أعضاء متعددة مثل الرئتين، الكبد، وحتى في المشيمة.
وقد كشفت دراسات حديثة عن صلات بين تراكم هذه الجزيئات في الأوعية الدموية وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وأشارت البروفيسور تريسي وودروف من جامعة كاليفورنيا إلى أن الأبحاث تكشف عن آثار صحية مقلقة، بما في ذلك التأثير السلبي على الخصوبة وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي.
وأضافت أن وجود الجزيئات البلاستيكية في أعضاء متعددة من الجسم، مثل الدماغ، يعد "مؤشر إنذار" على المخاطر المحتملة.
لم يتم بعد إثبات علاقة سببية بين تعرض الإنسان للمواد البلاستيكية الدقيقة وتلك المخاطر، حيث تجرى معظم الأبحاث في المختبرات وعلى نماذج حيوانية، لكن الدراسات على الحيوانات، والتي غالبًا ما تعتمد للكشف عن المواد السامة، تظهر نتائج تشير إلى مخاطر محتملة.
تدابير وقائية
أشار "تحالف العلماء من أجل معاهدة فعالة بشأن المواد البلاستيكية" إلى أن أكثر من ربع المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع البلاستيك تشكل مخاطر صحية، تتضمن العقم والسمنة والأمراض غير المعدية.
في حين أن تقريرًا لمنظمة "وورلد وايد فاند فور نيتشر" عام 2019 قدّر أن الإنسان يبتلع نحو 5 غرامات من البلاستيك أسبوعيًا، وهو ما يعادل حجم بطاقة ائتمان، إلا أن الدراسات اللاحقة أشارت إلى تقديرات متفاوتة بناءً على الموقع الجغرافي.
ويؤكد الخبراء أهمية مواصلة الأبحاث لتحديد التأثيرات الصحية للبلاستيك بشكل دقيق. وتشير موريل مرسييه بونان، مديرة الأبحاث في المعهد الوطني الفرنسي، إلى ضرورة الحذر في ظل احتمالية تعرض الإنسان للبلاستيك من خلال الأكل أو التنفس.
وللحد من هذه المخاطر، يشدد الباحثون على أهمية اتخاذ تدابير لتقليل إنتاج البلاستيك، وأوصوا بالحد من التعرض له عن طريق تجنب العبوات البلاستيكية، وتجنب تسخين الطعام في أوعية بلاستيكية، وتفضيل الملابس الطبيعية، مع تهوية المنازل لتحسين جودة الهواء الداخلي.