الجامعة العربية: ذكرى «إعلان بلفور» تأتي في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون لإبادة جماعية
الجامعة العربية: ذكرى «إعلان بلفور» تأتي في وقت يتعرض فيه الفلسطينيون لإبادة جماعية
أدانت جامعة الدول العربية، استمرار معاناة الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن الذكرى الـ107 لإعلان بلفور تأتي وسط ما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة جماعية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأكدت الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان لها، اليوم السبت، بمناسبة هذه الذكرى أن هذا الإعلان يمثل جرحًا غائرًا في الضمير الإنساني.
طالبت الأمانة العامة، في البيان الصادر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، مجلس الأمن والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم والضغط على إسرائيل لوقف العدوان الإسرائيلي وإدخال المساعدات الإنسانية اللازمة لأهالي القطاع.
وشددت على ضرورة تصحيح الخطأ التاريخي المتمثل في إعلان بلفور ودعت جميع الدول، وخاصة بريطانيا، للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
التأكيد على حل الدولتين
جددت الجامعة العربية تأكيدها أن السلام العادل والشامل يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، جاء ذلك في ظل انتهاكات مستمرة من قبل الجيش الإسرائيلي، والتي تشمل الاستعمار والتهويد وتدنيس المقدسات.
حذرت الجامعة من استمرار إسرائيل في توسيع عدوانها، لتشمل لبنان والجولان السوري المحتل، محذرة من مخاطر انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية.
وأشارت أيضًا إلى قرار الكنيست الإسرائيلي بمنع عمل وكالة "الأونروا"، مما يعد انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة.
إقامة كيان يهودي
يُعتبر "إعلان بلفور" خطوة أولى نحو إقامة كيان يهودي في فلسطين، إذ صدر في الثاني من نوفمبر عام 1917، بعد مفاوضات طويلة بين الحكومة البريطانية والحركة الصهيونية.
كان هذا الإعلان بمثابة استجابة لمصالح الصهيونية العالمية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني الذي عاش في هذه الأرض لآلاف السنين.
تباينت ردود الفعل العربية تجاه إعلان بلفور، حيث تراوحت بين الاستنكار والغضب، وسعت بريطانيا، بعد الإعلان، إلى تهدئة الوضع عبر رسائل توضح أنها لن تسمح بالاستيطان اليهودي إلا بما يتوافق مع مصلحة السكان العرب، لكن هذه الوعود لم تقنع الشعب الفلسطيني، الذي شهد عدة ثورات ضد الاحتلال.
استفادت الحركة الصهيونية من إعلان بلفور كمرجع قانوني لدعم مطالبها بإنشاء دولة يهودية في فلسطين، وقد أكد نص وثيقة الاستقلال الإسرائيلية أهمية هذا الوعد، حيث اعتُبر الأساس الذي بُنيت عليه الدولة الإسرائيلية.
نص إعلان بلفور
نُشر نص إعلان بلفور في الثاني من نوفمبر 1917، والذي جاء فيه: "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين"، بينما أكد الإعلان حقوق الطوائف غير اليهودية، لكن هذه الحقوق لم تُنفذ كما ينبغي.
ويتجاهل هذا الوعد الحقوق السياسية والاقتصادية للشعب الفلسطيني، مما ساهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية، فقد كان عدد العرب في فلسطين حينذاك حوالي 1.650.000، بينما لم يكن هناك سوى 50.000 يهودي، مما يوضح تناقض الوعد مع الواقع التاريخي.
تستمر جامعة الدول العربية في الدعوة لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره، في الوقت الذي تعكس فيه الأحداث المستمرة في الأراضي المحتلة فشل المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته.