قانون فرنسي جديد يهدد بإبعاد القاصرين عن مصارعة الثيران ويثير الجدل حول الحرية والتقاليد
قانون فرنسي جديد يهدد بإبعاد القاصرين عن مصارعة الثيران ويثير الجدل حول الحرية والتقاليد
يدرس مجلس الشيوخ الفرنسي، الخميس، اقتراح قانون يهدف إلى حظر حضور الأطفال دون سن السادسة عشرة لعروض مصارعة الثيران ومصارعة الديوك، وذلك بهدف "حمايتهم من مشاهد العنف"، إلا أن احتمالية إقرار هذا القانون ضعيفة في ظل رفض واسع من العاملين في هذا القطاع، الذين يعتبرون الحظر انتهاكاً لـ"حرية الاختيار" وإساءة للتقاليد.
وتقول كريستين بانولس، العضو في جمعية "لا إمبيستيدا" لمصارعة الثيران في بويارغ جنوب فرنسا: "يجب أن يملك كل والد وكل طفل حرية القرار"، معتبرةً أن هذا الاقتراح يسعى إلى القضاء على مصارعة الثيران تدريجياً وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
اندثار التقليد
وتضيف: "إذا توقفت عملية نقل قيم مصارعة الثيران إلى الأطفال، فسيتراجع الإقبال عليها مع مرور الوقت، ما يهدد هذا التقليد بالاندثار".
تُنظم جمعية "لا إمبيستيدا" سنوياً في بويارغ عروضاً لمصارعي الثيران الشباب، حيث شارك هذا العام ثلاثة متدربين إسبان في عروض قتلوا خلالها ستة ثيران صغيرة وسط أجواء ممطرة، وعلى المدرجات، جلس نحو عشرة أطفال لمشاهدة هذا العرض، حيث يتمكن القصر من الحضور مجاناً إذا كانوا برفقة شخص بالغ.
حرية التعليم والتربية
ماكسيم، أحد الحضور، اصطحب ابنه البالغ من العمر ثماني سنوات لمشاهدة العرض، يقول: "خفت أن يتأثر طفلي بمشهد قتل الثور، لكنه لم يتأثر بشكل كبير"، ورغم أنه لا يشعر بالغضب من اقتراح القانون، مضيفاً: "إذا أُقرّ القانون، فسنتوقف عن حضور هذه الفعاليات".
بدورها، ترى لوديفين بوير، التي حضرت العرض مع صديقاتها وابنتها ذات الأربع سنوات، أن حضور الأطفال لعروض مصارعة الثيران أمر مهم، مشيرةً إلى أن "مشاهدة ثور يُقتل قد تكون قاسية، لكن الوالدين لهم الحق في اتخاذ القرار ضمن حرية التعليم والتربية".
وتظل فرنسا واحدة من الدول الثماني في العالم التي لا تزال تسمح بإقامة عروض مصارعة الثيران، حيث تقتصر هذه العروض على بعض مناطقها الجنوبية، مثل بايون ومون دو مارسان ونيم وأرل وبيزييه، فيما تخطط كولومبيا لحظر هذه العروض بحلول عام 2027.
وفي بعض الدول التي لا تزال فيها مصارعة الثيران قانونية، يُسمح للأطفال بحضور العروض بشرط مرافقة البالغين، ومع ذلك، توجد استثناءات؛ ففي منطقة غاليسيا الإسبانية، يحظر حضور الأطفال دون سن 12 عامًا لهذه العروض.
مقترح قانون
وفي نهاية عام 2022، أثار اقتراح قانون لحظر مصارعة الثيران نهائياً جدلاً في مجلس النواب الفرنسي قبل أن يُسحب بسبب مئات التعديلات التي قُدمت، في محاولة لعرقلة النقاش، وفق ما قاله مُقدم الاقتراح.
مارك جاميه، أستاذ في مركز مصارعة الثيران في نيم، يرى أن حظر العروض على القاصرين يهدد بوقف نقل هذا التقليد من جيل لآخر، فيما يصف مصارع الثيران السابق ريشار ميليان، مدير مدرسة مصارعة الثيران الوحيدة في جنوب غرب فرنسا، هذا التقليد بأنه جزء من الهوية الثقافية للمنطقة.
ويحلم إلياس، الذي يبلغ من العمر 13 عامًا، بأن يصبح مصارع ثيران محترف، بعد مشاهدته أول عرض وهو في الثالثة من عمره وتدريبه حاليًا في نيم، ويقول إلياس: "عندما كنت صغيرًا، كنت أحلم بأن أكون الرجل الواقف في وسط الحلبة".
ولجذب الشباب، قدم اتحاد مدن مصارعة الثيران الفرنسية (UVTF) أسعارًا مخفضة، حيث أتاح هذا العام أماكن لـ 2300 شخص دون سن 25 بأسعار مناسبة.