في اليوم العالمي لمرض السكري.. 537 مليون شخص يواجهون «القاتل الصامت»

في اليوم العالمي لمرض السكري.. 537 مليون شخص يواجهون «القاتل الصامت»
537 مليون شخص يعانون من مرض السكري في مختلف أنحاء العالم

يحيي العالم في 14 نوفمبر من كل عام اليوم العالمي لمرض السكري، والذي يأتي هذا العام في وقت تشهد فيه أعداد المصابين بالمرض ارتفاعاً غير مسبوق، حيث يعاني 537 مليون شخص بالغ من مرض السكري في مختلف أنحاء العالم، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع إلى 643 مليونًا بحلول عام 2030، ويصل إلى 783 مليونًا بحلول عام 2045، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

يعكس الارتفاع الكبير في الإصابات يعكس تزايد عوامل الخطر مثل السمنة والوزن الزائد، وهو ما يؤثر بشكل خاص على البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ففي الوقت الحالي، يُصاب نحو 9% من البالغين حول العالم بهذا المرض المزمن، ويُتوقع أن تستمر أعداد المصابين في الزيادة ما لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة للوقاية والعلاج.

وفي 20 ديسمبر 2007، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 61/225، الذي أعلن فيه يوم 14 نوفمبر من كل عام يومًا عالميًا لمرض السكري، وكان الهدف من هذا القرار هو زيادة الوعي حول مرض السكري، تعزيز الوقاية منه، وتحسين فرص العلاج والرعاية الصحية للمصابين به.

يُعتبر اليوم العالمي فرصة لتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الملايين حول العالم بسبب هذا المرض المزمن، الذي يُسجل كواحد من أكثر الأمراض شيوعًا وأشدها تأثيرًا على الصحة العامة.

انتشار مرض السكري

وتعتبر السمنة والخمول البدني من أبرز العوامل التي تسهم في تطور داء السكري من النوع 2، الذي يمثل 90% من الحالات في جميع أنحاء العالم.

ويمثل السكري أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والفشل الكلوي والعمى، وبالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من 3 من كل 4 أشخاص مصابين بالسكري يعيشون في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

يستمر المرض في كونه تحديًا صحيًا كبيرًا على المستوى العالمي، حيث تسبب السكري في 6.7 مليون حالة وفاة عام 2021، وتتوقع التقارير أن تزداد هذه الأرقام بشكل ملحوظ، خصوصًا في مناطق مثل إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.

اليوم العالمي لمرض السكري

تعتبر مناسبة اليوم العالمي لمرض السكري فرصة سنوية لرفع الوعي حول مرض السكري وأهمية الوقاية منه، حيث يُركز هذا العام على الرفاه النفسي والجسدي لمرضى السكري، وهو موضوع سيظل محورًا للنقاشات حتى عام 2026.

يواجه ملايين الأشخاص المصابين بالسكري تحديات يومية في إدارة حالتهم الصحية، سواء في العمل أو المدرسة أو في حياتهم اليومية.

وفي حين أن التركيز غالبًا ما يكون منصباً على التحكم في مستوى السكر في الدم، إلا أن هناك حاجة ملحة للتأكيد على أهمية رعاية الرفاه العام، بما في ذلك الدعم النفسي والعاطفي.

يشير الخبراء إلى أن مرض السكري لا يقتصر فقط على التأثير الجسدي، بل يمتد إلى الصحة النفسية أيضًا، حيث يعاني العديد من المرضى من القلق والاكتئاب نتيجة التحديات اليومية في إدارة المرض.

السكري.. الأنواع والأسباب

يُعد مرض السكري حالة مزمنة تحدث عندما يفشل البنكرياس في إنتاج كمية كافية من الإنسولين أو عندما يعجز الجسم عن استخدام الإنسولين بشكل فعال، ويُعد الإنسولين هرمونًا حيويًا لتنظيم مستويات السكر في الدم. ويُعد داء السكري من النوع 2 الأكثر شيوعًا في معظم الحالات، حيث يحدث نتيجة لعدم قدرة الجسم على استخدام الإنسولين بشكل مناسب.

بينما داء السكري من النوع 1، الذي عادةً ما يظهر في مرحلة الطفولة أو المراهقة، يتطلب استخدام الإنسولين يوميًا، ورغم أنه لا يمكن الوقاية من النوع 1 باستخدام العلاجات الحالية، فإن النوع 2 يمكن الوقاية منه إلى حد كبير عبر تبني أسلوب حياة صحي يشمل التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم.

مواجهة مرض السكري

تعمل الحكومات والمنظمات الصحية على وضع استراتيجيات لمكافحة مرض السكري والحد من انتشاره، في عام 2007، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يعترف بحاجتها العاجلة للمتابعة والتوسع في جهود الوقاية والعلاج.

وركزت الأمم المتحدة على ضرورة تفعيل السياسات الوطنية التي تسهم في الوقاية من مرض السكري وعلاج المرضى بشكل يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة في الأنظمة الصحية.

يظل مرض السكري تحديًا عالميًا يتطلب تكاتف الجهود الدولية والمحلية لمواجهته من خلال الوقاية والعلاج ورعاية الرفاه بشكل شامل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية