«قيود وتهديدات».. وزير الإعلام السوداني الأسبق يكشف أوضاع الصحفيين خلال الحرب
«قيود وتهديدات».. وزير الإعلام السوداني الأسبق يكشف أوضاع الصحفيين خلال الحرب
رسم وزير الثقافة والإعلام الأسبق في السودان فيصل محمد صالح “صورة قاتمة” للأوضاع التي يعيشها الصحفيون السودانيون في ظل الحرب، حيث تحدث عن المخاطر الجسدية والتهديدات على حياتهم وإيقاف المؤسسات الإعلامية عن العمل.
جاء حديثه هذا خلال مائدة مستديرة نظمتها رابطة الصحفيين السودانيين الأربعاء في كمبالا، بهدف تعزيز الحوار والبناء الاستراتيجي، وفق صحيفة “سودان تربيون” حيث أشار إلى العنف الموجه من الأطراف المتحاربة تجاه الصحفيين مثل الاختطاف والتعذيب والإجبار على الكشف عن المصادر، وقال: “تتعرض عائلات الصحفيين للمراقبة المستمرة، ما يحد من حرية التواصل والتعبير، بالإضافة إلى الرقابة الذاتية التي تقيد الإعلام السوداني عن تحقيق الموضوعية”.
حجب المعلومات
أشار صالح إلى أن قطع الإنترنت وتعطيل الاتصالات يضع الصحفيين في معزل عن مصادرهم، ويعطل جهودهم في إرسال التقارير، موضحا أن القيود المفروضة على حركة الصحفيين عند نقاط التفتيش تُعيق وصولهم لمناطق النزاع، حيث يخضعون للاستجواب أو الاعتقال بناءً على محتوى تقاريرهم أو توجهاتهم.
تحديات مالية وضغوط المنفى
وأكد صالح أن الصحفيين السودانيين في المنفى يعانون من عدم الاستقرار المالي، ونقص التمويل اللازم، ما أدى إلى إغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية، وأوضح أن الصحفيين يواجهون صعوبات في كسب دخل ثابت وتحديات قانونية في بلدان اللجوء.
انتقد صالح انتشار المعلومات الكاذبة من قبل طرفي الحرب، مما يصعّب من مهام الصحفيين في التحقق من المصادر، كما أشار إلى صعوبة بناء شراكات مع المؤسسات الإعلامية الدولية بسبب الحواجز اللغوية وضعف التدريب والدعم.
التضامن ودعم الصحفيين
من جانبه، قال رئيس رابطة الصحفيين السودانيين في أوغندا، عز الدين أرباب، إن المائدة المستديرة تهدف لتعزيز الحوار وتحديد الاحتياجات اللازمة لخدمة الصحفيين السودانيين، وأضاف: "نسعى إلى بناء مجتمع صحفي متعاون يرتكز على تبادل الخبرات والدعم المتبادل."
أكدت نقابة الصحفيين السودانيين أن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع أودت بحياة 13 صحفياً، وأشارت إلى تزايد الانتهاكات ضد الصحفيين منذ اندلاع النزاع، حيث يصارعون من أجل إعلاء صوت الحقيقة في زمن الحرب.
منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، تسبب الصراع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، مع تصاعد اتهامات ضد الطرفين بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين.
غياب حلّ للنزاع
رغم جولات التفاوض في جدة التي اتفق خلالها الطرفان على تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، لم يُحرز أي تقدم نحو وقف إطلاق النار، ما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد ويفتح المجال لمزيد من التصعيد دون حلول تلوح في الأفق.