محمد يونس: الدول النامية تعاني بسبب التغير المناخي وتُذل بطلب التمويل
محمد يونس: الدول النامية تعاني بسبب التغير المناخي وتُذل بطلب التمويل
اعتبر رئيس السلطة الانتقالية في بنغلاديش، محمد يونس، أن مطالبة الدول النامية بتمويلات في مؤتمر المناخ كوب 29 يمثل "إذلالاً" لتلك الدول، خاصة أنها الأكثر تأثراً بتداعيات التغير المناخي رغم عدم مساهمتها الكبرى في حدوثه.
أمر مهين
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية نشرتها الخميس، قال يونس الحائز جائزة نوبل للسلام، من باكو، حيث يشارك في المؤتمر: "إن مطالبة الدول الفقيرة بتمويل لحل مشكلات سببتها أطراف أخرى أمر مهين للغاية".
وتساءل يونس: "لماذا نضطر للحضور إلى هنا للتفاوض؟ فنحن نفهم المشكلة جيداً"، ويهدف المؤتمر المنعقد في باكو إلى إيجاد آلية مالية لدعم الدول النامية في تبني الطاقة المتجددة ومواجهة الكوارث الطبيعية. إلا أن الدول الغربية، في ظل إجراءاتها التقشفية، تبدي تردداً في تقديم تمويلات إضافية، وتفضل جمع الموارد عبر القطاع الخاص.
مساعدات ومنح
من جانبها، تطالب الدول النامية بتعهد سنوي من الدول الغنية لا يقل عن 1300 مليار دولار، مع الدعوة لمنح هذه المساعدات بشكل منح وليس كقروض، وقد وزع المفاوضون في المؤتمر نسخة جديدة لمشروع اتفاق حول التمويل تتضمن عدة خيارات، دون التوصل لحل نهائي للخلافات.
وضع حلول عاجلة
وأعرب يونس، المعروف بجهوده في تمويل المشاريع الصغيرة، عن استيائه قائلاً: "لسنا في سوق للسمك"، مؤكدًا أن الدول الغنية يجب أن تقدم التزامات مالية واضحة في المحادثات، إذ يتطلب الوضع حلولا عاجلة بدلاً من التفاوض المطول.
يذكر أن بنغلاديش من الدول الأكثر تأثراً بتغيرات المناخ، إذ تواجه مخاطر متزايدة من الفيضانات والأعاصير مع ارتفاع حرارة الكوكب.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
وسبق أن حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري وحان عصر الغليان العالمي".