«فورين بوليسي»: الإصلاحات الدستورية بالمكسيك تعكس التزامها بالمساواة بين الجنسين

«فورين بوليسي»: الإصلاحات الدستورية بالمكسيك تعكس التزامها بالمساواة بين الجنسين
المكسيك تقدم نموذجا يُحتذى في تمثيل النساء في السياسة

أشارت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى أن المكسيك قدمت نموذجا يُحتذى في تمثيل النساء في السياسة، حيث تفوقت على العديد من الدول في هذا المجال، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت "فورين بوليسي" في تقرير لها اليوم الأحد، إنه نظراً لهذه السياسات، تصدرت المكسيك العديد من الدول في نسبة تمثيل النساء في البرلمان، حيث جاءت في المرتبة الرابعة عالميًا، وفي المقابل، أظهرت الولايات المتحدة تراجعًا في تمثيل النساء في المناصب السياسية.

انتخابات 2024

اختار المكسيكيون في تحول تاريخي غير مسبوق، في انتخابات 2024 كلوديا شينباوم لتصبح أول رئيسة امرأة في تاريخ البلاد، وقد فازت شينباوم بفارق حاسم بلغ 32 نقطة عن منافسيها، في انتخابات جرت في وقت حساس للغاية للمكسيك.

وأدت حملتها الانتخابية التي كانت تحت شعار "حان الوقت للنساء" إلى تحفيز مشاعر المواطنين المكسيكيين ودعمهم الكبير لها، وفي العاصمة مكسيكو سيتي، شهدت الساحة الرئيسية تجمعًا حاشدًا من المؤيدين الذين رددوا اسم شينباوم "رئيسة"، معبرين عن فخرهم بهذا الإنجاز التاريخي

وبينما شهدت المكسيك تقدماً كبيراً في مجال تمثيل النساء في السياسة، ما زالت الولايات المتحدة بعيدة عن تحقيق هدف مماثل، فعلى الرغم من محاولات هيلاري كلينتون في 2016، التي كانت تسعى للوصول إلى الرئاسة، فإن نائبة الرئيس كامالا هاريس قررت عدم الترشح في الانتخابات المقبلة.

وفي الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة لزيادة تمثيل النساء في الكونغرس، فقد استطاعت المكسيك تحقيق تكافؤ بين الجنسين في مجلسي الكونغرس منذ ثلاث سنوات، ما جعلها تحتل المرتبة الرابعة عالمياً في هذا المجال، بينما تقبع الولايات المتحدة في المرتبة 75.

التكافؤ بين الجنسين

بدأت المكسيك في تنفيذ خطوات نحو تعزيز تمثيل النساء في السياسة منذ عام 1996، مع إدخال قوانين حصص تحث الأحزاب على تعيين 30% من مرشحيها من النساء، وفي عام 2002 أصبح هذا الإجراء إلزامياً، وفي عام 2008 ارتفع إلى 40%.

وفي عام 2014، تم تعديل الدستور لتضمين التزام بالتمثيل النسائي لا يقل عن 50% في الهيئات التشريعية الفيدرالية والمحلية، هذه الإصلاحات ساعدت في تعزيز وجود النساء في البرلمان، مما جعل المكسيك تتقدم على العديد من الدول في المنطقة.

أدت الإصلاحات الدستورية مثل تعديل عام 2019 المعروف بـ"التكافؤ في كل شيء" (Paridad en todo) إلى وضع قانون يلزم تحقيق 50% من التمثيل النسائي في كافة المجالات السياسية، على الرغم من أن المجتمع المدني والنساء من مختلف الأحزاب السياسية كانوا يعملون بشكل استراتيجي لتحقيق هذا الهدف، واجهت المكسيك تحديات في تطبيق هذه الإصلاحات على أرض الواقع.

دور منظمات المجتمع المدني

ساهمت منظمات المجتمع المدني في المكسيك بشكل رئيسي في تعزيز تمثيل النساء في السياسة، وعلى مدار عقود، ضغطت هذه المنظمات والناشطات السياسيات على الأحزاب السياسية لتخصيص المزيد من المناصب القيادية للنساء.

كما لعبت الأكاديميات ووسائل الإعلام دورًا محوريًا في دعم هذه الحركات عبر التأكيد على أهمية المساواة بين الجنسين في كافة المجالات السياسية والاجتماعية.

رغم هذه المكاسب السياسية، لا تزال المكسيك تعاني من معدلات مرتفعة من العنف ضد النساء، على الرغم من أنه يتم التحقيق في 4% فقط من الجرائم المتعلقة بالعنف ضد المرأة، فإن معدل الإفلات من العقاب يصل إلى 98.6%، ونتيجة لذلك، يستمر قتل حوالي 10 نساء يومياً في المكسيك، مما دفع العديد منهن للنزول إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهن ووقف العنف.

الرؤية المستقبلية للنساء

بينما أحرزت المكسيك تقدماً كبيراً في مجال تمثيل النساء في السياسة، تبقى الحاجة ماسة إلى اتخاذ خطوات عملية لتطبيق القوانين التي تم إقرارها، وأمام الرئيسة المنتخبة شينباوم تحديات كبيرة في تنفيذ الإصلاحات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين، بما في ذلك القضاء على فجوة الأجور وحماية النساء من العنف، لكن من غير المؤكد ما إذا كانت هذه التغييرات ستتحقق على أرض الواقع.

ورغم تقدم المكسيك، الكبير في تمثيل النساء على الصعيدين السياسي والتشريعي، فإنها تواجه تحديات في تطبيق هذه القوانين، حيث لا تقتصر القضية على التشريع فحسب بل على التنفيذ الفعلي لتلك القوانين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية