«واشنطن بوست»: عودة ترامب قد تشكّل عائقاً أمام جهود مكافحة تغير المناخ
«واشنطن بوست»: عودة ترامب قد تشكّل عائقاً أمام جهود مكافحة تغير المناخ
اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن جهود مكافحة تغير المناخ العالمية تشهد حالة من "التخبط" في مواجهة العديد من التحديات، حيث يشكل فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية عقبة جديدة أمام التحركات الدولية لمكافحة هذا التحدي البيئي.
وأشار الكاتب إيشان ثارور، في مقال نشرته "واشنطن بوست"، اليوم الأحد، إلى أن الوضع لم يكن يسير بسلاسة حتى قبل احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فقد كانت جهود مكافحة التغير المناخي العالمية تواجه عقبات كبيرة بالفعل، حيث توجد فجوات كبيرة بين البلدان المتقدمة والنامية حول كيفية خفض الانبعاثات بشكل جماعي.
وقال ثارور، تزداد الصعوبة في إيجاد حلول للتخفيف من الآثار الكارثية الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وتمويل هذه الجهود على مستوى عالمي.
اعتراضات على السياسات الخضراء
وأوضح ثارور، أن في بعض الديمقراطيات الغربية، تزايدت ردود الفعل العنيفة ضد السياسات البيئية، مع تزايد الاستياء من فرض الضرائب الباهظة على الكربون، وتخفيف الإعانات الوقودية، وزيادة لوائح بيئية أكثر صرامة قد ترفع التكاليف على الأسر.
وأشار الكاتب إلى التحذيرات العلمية المتزايدة التي تشير إلى أن عام 2024 سيكون الأشد حرارة على الإطلاق، متفوقًا على عام 2023، وهو ما يعكس اقتراب الأرض من تجاوز العتبة الحاسمة التي حددتها اتفاقية باريس بشأن الحد من ارتفاع درجات الحرارة بـ1.5 درجة مئوية.
وحذر العلماء من أن تجاوز هذه العتبة قد يؤدي إلى تأثيرات مناخية متطرفة يصعب التراجع عنها.
قمة “كوب 29”
تزامنًا مع هذه التحذيرات، يعقد ممثلو الحكومات والشركات الكبرى من مختلف أنحاء العالم قمة "كوب 29" في باكو، عاصمة أذربيجان، لمناقشة سبل التصدي لتغير المناخ.
رغم ذلك، أشار ثارور، إلى غياب عدد من القادة البارزين مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج، مما يعكس أولوية لقاءات أخرى مثل قمة مجموعة العشرين في البرازيل.
وأضاف ثارور، أن قمة "كوب 29" تسير ببطء، حيث يشعر المشاركون بالإحباط من التأخير في إتمام اتفاق جديد لتمويل المناخ للدول الفقيرة، في وقت تواجه فيه القمة ضغطًا إضافيًا من جماعات الضغط المدعومة من صناعة الوقود الأحفوري.
ترامب وقمة المناخ
وأشار كاتب المقال إلى تأثير ترامب المباشر على محادثات تغير المناخ العالمية، ففي ولايته الأولى، انسحب ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، وقد تعهد بالقيام بذلك مجددًا في حال عودته للسلطة، وسخر من علم تغير المناخ واعتبره "خدعة"، كما حاول سحب التمويل من الأبحاث المناخية، وتجاهل التشريعات البيئية مثل "قانون بايدن لخفض التضخم"، واصفًا إياها بأنها "خدعة".
وتركت هذه التصريحات والقرارات الصادرة عن دونالد ترامب في فترة ولايته الأولى، أثرًا كبيرًا على التوجهات الأمريكية والعالمية في مجال المناخ.
وأشار ثارور، إلى أن التحديات التي تواجه جهود مكافحة تغير المناخ لا تقتصر على التباين بين الدول أو السياسات المحلية في الدول المتقدمة، بل تشمل أيضًا تأثيرات سياسية محورية مثل الدور الذي قد يلعبه ترامب في العودة إلى البيت الأبيض.