لبنان يطالب المجتمع الدولي بحماية 34 موقعاً أثرياً من العدوان الإسرائيلي
لبنان يطالب المجتمع الدولي بحماية 34 موقعاً أثرياً من العدوان الإسرائيلي
كشف مستشار وزير الثقافة اللبناني، وسيم الناغي، عن أن السلطات اللبنانية لجأت إلى المجتمع الدولي والمنظمات الثقافية، ومن بينها اليونسكو، للمطالبة بتوفير الحماية اللازمة لـ34 موقعًا أثريًا في جنوب لبنان، وسط قصف إسرائيلي ممنهج يستهدف التراث الثقافي.
وأشار الناغي، في مداخلة مع قناة "النيل" الإخبارية، اليوم الاثنين، إلى أن القانون الدولي يكفل حماية المواقع الثقافية ويتيح محاسبة الأفراد المتورطين في استهدافها جنائيًا، بشرط عدم استخدام تلك المواقع في أي نشاط عسكري.
وقال إن اليونسكو، كمنظمة مدنية، لا تملك سلطة فرض تنفيذ الشروط، لكنها تعمل على رفع الوعي الدولي ومنح الدول المعتدى عليها حق الادعاء أمام المحاكم الدولية.
التزامات لبنان الدولية
أكد الناغي أن لبنان، كعضو في اليونسكو، يلتزم بالقانون الدولي والاتفاقيات الدولية، لا سيما بروتوكول لاهاي لعام 1954 وتحديثه في 1999، اللذين يضمنان الحماية الخاصة للموروث الثقافي خلال النزاعات المسلحة.
وأوضح الناغي أن المواقع الستة اللبنانية المدرجة على لائحة التراث العالمي، مثل هياكل بعلبك وصور، تواجه تهديدات مباشرة، حيث تعرضت مناطق مجاورة لها للقصف الإسرائيلي، مما يزيد المخاوف من تدمير هذه الكنوز الثقافية.
وشدد على أهمية تحميل المسؤولية الجنائية للأفراد والجهات المتورطة في هذه الهجمات، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، مطالبًا بتحرك عاجل لضمان حماية هذه المواقع التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من هوية لبنان وثقافته.
اجتماع طارئ لليونسكو
من المتوقع أن تعقد لجنة حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح اجتماعًا طارئًا اليوم للنظر في التدابير العاجلة لحماية المواقع اللبنانية الأثرية، خاصة في بعلبك وصور، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي تهدد التراث الثقافي اللبناني كجزء من التراث الإنساني العالمي.
منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ويستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان يقول إنها "دعم" لغزة و"إسناد" لمقاومتها، وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى تحركات مقاتليه.
تفاقم الأوضاع الإنسانية
وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان بسبب القصف المتبادل بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مع توغل إسرائيلي بري في الجنوب اللبناني.
ومنذ 23 سبتمبر، صعّدت إسرائيل من غاراتها الجوية على معاقل حزب الله في بيروت وجنوب لبنان وشرقه، تلتها عمليات توغل بري ووفقًا للأمم المتحدة، أدى هذا التصعيد إلى استشهاد أكثر من 3400 شخص وإصابة أكثر من 14 ألف آخرين وإجبار نحو مليوني شخص على ترك منازلهم.