جيبوتي تواجه مرض الملاريا بعشرات آلاف البعوض المعدّل وراثياً
جيبوتي تواجه مرض الملاريا بعشرات آلاف البعوض المعدّل وراثياً
تخوض جيبوتي تجربة رائدة في مكافحة الملاريا من خلال إطلاق عشرات الآلاف من البعوض المعدّل وراثياً أسبوعياً، في محاولة لمواجهة موجة انتشار غير مسبوقة للمرض الذي يهدد منطقة شرق إفريقيا.
خطر "أنوفيليس ستيفنسي"
وذكرت وكالة فرانس برس في تقرير لها الثلاثاء أن المنطقة تواجه تهديداً جديداً مع وصول بعوضة "أنوفيليس ستيفنسي"، التي تعود أصولها إلى آسيا والشرق الأوسط وتتكاثر في المدن وتقاوم المبيدات الحشرية.
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أهمية دور هذه البعوضة في ارتفاع حالات الملاريا في جيبوتي وإثيوبيا، بالإضافة إلى رصدها في ست دول إفريقية أخرى.
البعوضة الصديقة
في إطار جهودها، أطلقت جيبوتي 40 ألف بعوضة معدلة وراثياً في مايو، وبدأت عمليات الإطلاق الأسبوعية في أكتوبر، وهي تقنية جديدة طورتها شركة التكنولوجيا الحيوية البريطانية "أوكسيتيك"، لبعوضة ذكر معدلة وراثياً تحمل بروتيناً يمنع تكاثرها وتستهدف البعوض حامل الفيروس المسبب لحمى الضنك.
وبما أن الإناث مسؤولة وحدها عن اللدغ، تتمثل الفكرة في إطلاق الذكور المعدلة وراثيا بأعداد كبيرة من دون تشكيل خطر إضافي على البشر.
ويقول عبد الله أحمد عبدي، المستشار الصحي في رئاسة جيبوتي، إن هذه الخطوة تمثل حلاً مبتكراً ومستداماً ليس فقط لجيبوتي، بل لإفريقيا بأكملها، مع توقع ظهور النتائج بحلول منتصف 2025، كما تعمل البلاد على بناء مصنع لإنتاج البعوض المعدّل وراثياً لتصديره إلى دول إفريقية أخرى.
تحديات وآمال
رغم نجاحات سابقة في دول كالبرازيل والولايات المتحدة، أثارت تقنية "البعوض المعدّل" جدلاً بين علماء البيئة، الذين أبدوا مخاوف تتعلق بتغيير تطور البعوض ونقل الأمراض بطرق غير متوقعة، وأشارت تقارير إلى إمكانية تأثير التقنية على الأنظمة البيئية ودفع البعوض البري إلى مناطق جديدة.
وفي مواجهة هذه التحديات، تعمل منظمة الصحة العالمية على وضع إطار تنظيمي لقياس فاعلية التقنية وضمان استدامتها.
تكلفة الابتكار
تبقى التكلفة من أكبر التحديات التي تواجه هذه المبادرة، خاصة في إفريقيا، التي تتحمل 95% من الوفيات العالمية الناجمة عن الملاريا، والتي تقدر بنحو 600 ألف حالة وفاة سنوياً.
ورغم ذلك، ترى دوروثي أتشو، رئيسة قسم الأمراض الاستوائية والمنقولة عبر الحشرات في إفريقيا، أن النتائج الأولية مشجعة للغاية، لكنها تؤكد أهمية تحقيق استدامة ونتائج طويلة الأمد.
مرض الملاريا
وتنتقل الملاريا عبر طفيل إلى البشر بواسطة لدغة البعوض حامل العدوى، ويَشعُر الأشخاص المصابون بالملاريا بإعياء شديد عادةً مع ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة مصحوبة برجفة، وعلى الرغم من أن المرض غير شائع في المناخات المعتدلة، فلا تزال الملاريا شائعة في البلدان الاستوائية وشبه الاستوائية.