«فايننشال تايمز»: تداعيات قضية الرشوة ضد الملياردير الهندي أدياني تتوقف على ترامب
«فايننشال تايمز»: تداعيات قضية الرشوة ضد الملياردير الهندي أدياني تتوقف على ترامب
وجهت الحكومة الأمريكية اتهامات ضد الملياردير الهندي، غاوتام أدياني، بالتورط في خطة رشوة تهدف إلى الحصول على تسهيلات حكومية لمشاريع للطاقة الشمسية في الهند.
وادعت السلطات الأمريكية أن أدياني شارك في تقديم رشى لمسؤولين هنود مقابل عقود تقدر بأكثر من ملياري دولار، وهو ما أسفر عن توجيه تهم له ولسبعة آخرين، وفقا لتقرير نشرته الأحد صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وقالت الصحيفة البريطانية إنه وفقًا للتهم الموجهة، فإن هؤلاء الأشخاص كانوا قد دفعوا أكثر من 250 مليون دولار على مدار أربع سنوات (2020-2024) للحصول على تسهيلات لشركة "أدياني غرين للطاقة".
تفاصيل القضية
تم توجيه التهم لأدياني إلى جانب سبعة أشخاص آخرين، من بينهم ابن شقيقه ساغار أدياني، والذي يشغل منصبًا تنفيذيًا في فرع الشركة للطاقة المتجددة، بالإضافة إلى ثلاثة موظفين سابقين في "CDPQ"، وهو صندوق التقاعد الكندي، تم اتهام هؤلاء بتقديم رشى بأكثر من 250 مليون دولار للمسؤولين الحكوميين في الهند لتسهيل إبرام صفقات الطاقة الشمسية لصالح شركة أدياني، وكانت الخطة قد أُخفيت عن المستثمرين الأمريكيين والبنوك التي تم جمع المليارات منها، ما يعكس مدى تعقيد القضية وتداعياتها.
ركز الادعاء الأمريكي على التهم التي تتعلق بالاحتيال في الأوراق المالية، في حين تم توجيه تهم التآمر لانتهاك قانون مكافحة الفساد، والذي يحظر رشوة المسؤولين الحكوميين الأجانب.
وقال المدعون إن أدياني كان قد التقى مع مسؤول حكومي في ولاية "أندرا براديش" الهندية لتعزيز الخطة التي كانت تهدف إلى التأثير على عقود الطاقة الشمسية.
وتحمل القضية أبعادًا تتجاوز الجانب الاقتصادي، حيث تثير تداعيات دبلوماسية قد تؤثر على العلاقات بين الهند والولايات المتحدة.
التأثير الاقتصادي والسياسي
تمثل هذه القضية واحدة من أبرز القضايا التي يتابعها قسم العدالة الأمريكي في السنوات الأخيرة، ويعكس ذلك تطورًا ملحوظًا في استراتيجية ملاحقة الشركات الكبرى في قضايا الفساد على الصعيد الدولي.
وبينما يواجه أدياني وآخرون تهماً بالفساد المالي، فإن القضية تفتح المجال لتأثيرات اقتصادية ودبلوماسية، قد تؤدي إلى توتر العلاقات بين حكومات متعددة، يضاف إلى ذلك تأثير هذه القضية على سمعة أدياني الذي يُعتبر من أبرز رجال الأعمال في الهند، والذي يعتبر أحد أقوى المقربين لرئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي.
عودة ترامب للبيت الأبيض
أثارت قضية أدياني تساؤلات حول توقيتها، حيث تأتي قبل أشهر قليلة من عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير المقبل، هذا التوقيت يحمل احتمالية أن تتغير قيادة وزارة العدل الأمريكية، وهو ما يثير تساؤلات بشأن مصير القضية.
قال المدعي الفيدرالي السابق، دانيال ريحمان، إن تقديم التهم قبل التغيير الإداري قد يكون محاولة لضمان نشر القضية، بحيث يظل التحقيق في المجال العام حتى لو حدثت تغييرات سياسية قد تؤثر على سير المحاكمة.
اتهامات إضافية ضد "أدياني"
تمثل القضية ضد أدياني تطورًا آخر في سلسلة من الاتهامات التي وُجهت ضد مجموعة أدياني في الماضي، حيث كانت هناك اتهامات بالتلاعب في أسعار الأسهم والاحتيال المالي في تقرير نشرته شركة "هيندنبيرغ للأبحاث" العام الماضي.
كانت هذه الاتهامات قد تسببت في نزاع قانوني مستمر، حيث نفت مجموعة أدياني جميع التهم المرتبطة بهذه القضايا، وأكدت أنها ستسعى لمتابعة كافة الإجراءات القانونية لإثبات براءتها.
أعلن كل من "CDPQ" و"Azure Power Global" عن تعاونهم مع السلطات الأمريكية في التحقيقات الجارية، وقالت "CDPQ" إنها على علم بالتهم الموجهة ضد بعض موظفيها السابقين الذين تم فصلهم في 2023، وأنها مستمرة في التعاون مع المحققين الأمريكيين.
في الوقت ذاته، أكدت شركة "Azure Power" أنها قد انفصلت عن بعض المديرين السابقين في وقت مبكر وأنها تواصل التعاون في التحقيقات.
تحديات قانونية
من المتوقع أن يواجه المدعون تحديات قانونية معقدة لإثبات القصد الجنائي في القضية، حيث يتطلب قانون مكافحة الفساد إثباتًا واضحًا بأن المتهمين كانوا على علم بأنهم يقومون بدفع رشى بشكل متعمد.
وأكدت المحامية ترايسي بيرنت أن المدعين سيحتاجون إلى تقديم أدلة قاطعة على وجود نية متعمدة في ارتكاب الفعل الإجرامي.