القادة الروحيون البوذيون يطالبون باستقالة الحكومة السريلانكية
القادة الروحيون البوذيون يطالبون باستقالة الحكومة السريلانكية
طالب القادة الروحيين البوذيين في سريلانكا، الاثنين، الرئيس غوتابايا راجاباكسا، بتشكيل حكومة مؤقتة، بعدما باتت البلاد على شفير "الإفلاس" نتيجة الأزمة الاقتصادية الحادة.
وقال الأمين العام للتيار البوذي في اسغيريا بمنطقة كاندي الراهب البوذي ميداغاما داماناندا، إن "زعماء الطوائف البوذية الثلاث الرئيسية تقدموا بطلب مشترك من الرئيس لتشكيل حكومة مؤقتة لإخراج البلاد من هذه الأزمة"، وفق فرانس برس.
وتتطلب هذه الخطوة رحيل أو إقالة شقيق رئيس البلاد، رئيس الحكومة ماهيندا راجاباكسا.
وتشكل البوذية الديانة الرئيسية في البلاد البالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة.. ويشكل رجال الدين الطرف الرئيسي الداعم للرئيس راجاباكسا.
وتعاني الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها عام 1948 تشمل نقصا في الدولارات لتمويل استيراد منتجات أساسية مثل المواد الغذائية والمحروقات والأدوية.
وأدت الأزمة المعممة إلى تظاهرات يومية في كل أرجاء البلاد.
انهيار البورصة
أغلقت بورصة سريلانكا مجددا الاثنين إثر تراجع كبير بلغت نسبته 12,6 % في مؤشر الأسهم الرئيسية خلال الجلسة الأولى، بعد إغلاق استمر أسبوعين.
وأعلنت بورصة كولومبو في بيان "أوقفت السوق وستبقى مغلقة بقية النهار".
وكانت هذه أول جلسة مداولات في البورصة منذ عطلة رأس السنة السريلانكية التي استمرت أسبوعا وتوقف المداولات لمدة خمسة أيام بعد رفع نسب الفائدة والإعلان عن تخلف البلاد عن تسديد دين خارجي قيمته 51 مليار دولار.
وتراجع مؤشر "أس آند بي" المحلي بنسبة 7% في الدقيقة الأولى للمداولات.
وبعد استئناف الجلسة لفترة وجيزة استمرت الأسهم بالتراجع ما دفع السوق إلى إعلان التوقف مجددا لبقية اليوم.
ويشهد اقتصاد البلاد انهيارا بعد الأزمة الناجمة عن جائحة كوفيد-19 التي قضت خصوصا على قطاع السياحة المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية لخزينة الدولة.
وزار مسؤولون سريلانكيون واشنطن الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع صندوق النقد الدولي لمساعدة البلاد، لكن مصادر رسمية أفادت بأن أي تمويل طارئ لن يحصل.
سنوات مؤلمة
وحذر وزير المال علي صبري الذي شارك في المباحثات، الجمعة من أن البلاد ستعاني هذا الوضع الاقتصادي المتردي لسنوات عدة.
وأكد صبري للصحفيين أن الوضع سيتفاقم قبل أن يتحسن، مضيفاً: "ستكون السنوات القليلة المقبلة مؤلمة".
وتعتمد كولومبو الآن على مساعدة ثنائية من كل من الهند والصين واليابان لتجنب الإفلاس، على ما قال مصدر في وزارة المال لـ(فرانس برس).
وتصاعد الغضب الشعبي مع ارتفاع الأصوات المطالبة باستقالة الحكومة. وتجمع آلاف الطلاب الأحد قرب مقر إقامة ماهيندا راجاباكسا في كولومبو.
وتسلق البعض السور المحيط بدارة راجاباكسا بعدما نصبت الشرطة حواجز على طرق رئيسية حول العاصمة لمنع أي احتكاك بين المحتجين ومتظاهرين آخرين.
وقالت الشرطة إن ماهيندا راجاباكسا لم يكن في مقر إقامته خلال التظاهرة وقد تفرقت الحشود بشكل سلمي.
والسبت رفض رئيس الوزراء الرحيل، رغم تأييد وزير الإعلام في حكومته ومسؤولين في حزبه للمتظاهرين المنادين باستقالته.
والأسبوع الماضي قتل رجل برصاص الشرطة خلال تظاهرة في رامبوكانا في وسط البلاد.
تعاني سريلانكا أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها عام 1948 فيما يستمر انقطاع التيار الكهربائي منذ أشهر إلى جانب النقص الحاد في الغذاء والوقود والمواد الضرورية الأخرى.
وتسببت الأزمة باندلاع احتجاجات في جميع أنحاء البلاد ويخيم المتظاهرون الغاضبون خارج مكتب راجاباكسا منذ أكثر من أسبوعين.
وبضغط الشارع، عزل الرئيس اثنين من أشقائه -هما شامال وباسيل- وابن أخيه نامال من مجلس الوزراء هذا الشهر، لكن المتظاهرين رفضوا التغييرات باعتبارها شكلية.
ولجأت الحكومة إلى تقنين الغذاء والوقود والكهرباء منذ شهور فيما تواجه البلاد مستوى قياسيًا من التضخم.
بدورها، تفتقر المستشفيات إلى الأدوية الأساسية وقد ناشدت الحكومة السريلانكيين في الخارج التبرع للمساهمة في حل الأزمة.