آلاف النازحين يعودون لمناطقهم بعد وقف إطلاق النار في لبنان

آلاف النازحين يعودون لمناطقهم بعد وقف إطلاق النار في لبنان
آلاف النازحين يعودون لمناطقهم في لبنان

عادت أعداد كبيرة من النازحين اللبنانيين إلى مناطقهم بعد دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ، فجر أمس الأربعاء. 

وشهدت المناطق الجنوبية والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع حركة كثيفة للعائدين، حيث رصدت فرق وكالة الأنباء "فرانس برس" مواكب السيارات والحافلات المحملة بالعائلات واحتياجاتهم الأساسية.

وأنهى الاتفاق، الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، نزاعًا دام أكثر من عام واشتدت حدته قبل شهرين، موقعًا آلاف القتلى ومئات الآلاف من المهجرين.

وبدأت الهدنة عند الرابعة فجرًا (02:00 ت غ) الأربعاء، عقب فتح حزب الله جبهة مع إسرائيل إثر اندلاع الحرب بين الأخيرة وحركة حماس في غزة. 

مشاهد الفرح والدمار

أعرب العائدون عن مشاعر مختلطة بين الفرح بالعودة والصدمة من حجم الدمار، ففي الضاحية الجنوبية لبيروت، جابت دراجات نارية الأحياء المتضررة، ورفع المشاركون رايات حزب الله مرددين هتافات مؤيدة للأمين العام حسن نصرالله، الذي أُعلن عن اغتياله في سبتمبر الماضي.

على طول الطريق الساحلي بين بيروت والجنوب، ارتفعت زحمة السيارات المحملة بالعائدين، وسط أجواء احتفالية، وقال أحد السائقين العائدين إلى الجنوب: "شعورنا لا يوصف، انتصر لبنان.. هذه العودة هي انتصار الشعب والدولة".

صمود ونصر

أعلن حزب الله تحقيق "نصر" على إسرائيل، مؤكدًا في بيان أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أهدافه أو تثبيت وجوده في الجنوب. 

وشدد على فشل إسرائيل في إقامة منطقة أمنية عازلة أو إحباط إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من لبنان.

في المقابل، أكدت إسرائيل أنها ألحقت خسائر كبيرة بحزب الله، بما في ذلك اغتيال قيادات بارزة، وتدمير البنى التحتية العسكرية للحزب.

تفاصيل الاتفاق

ونص الاتفاق، الذي لم تُعلن بنوده حتى الآن رسميًا، على انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا خلال 60 يومًا، مقابل انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني. 

ستتولى قوات الجيش اللبناني والقوى الأمنية السيطرة على المناطق التي كانت تحت سيطرة الطرفين، بمشاركة لجنة ثلاثية تضم إسرائيل ولبنان وقوة اليونيفيل، مع إشراف أمريكي وفرنسي.

ورحبت قوة اليونيفيل بالاتفاق، مشيرة إلى تعديل عملياتها لمواكبة الوضع الجديد. من جهته، دعا الجيش الإسرائيلي السكان في الجنوب لتجنب الاقتراب من مواقعه.

رغم الدمار الكبير في مناطق الجنوب، أكد العائدون تمسكهم بأرضهم… الأستاذة الجامعية حوراء بزيع، التي عادت إلى قريتها زبقين بعد 64 يومًا من النزوح، قالت: "المهم أننا عدنا بخير.. سنبقى في منازلنا ونرممها، هذه أرضنا ولن نغادرها".

أبعاد إقليمية ودولية

ولقي وقف إطلاق النار ترحيبًا دوليًا واسعًا، وسط دعوات لاستغلال الزخم لتحقيق هدوء مشابه في غزة، وأكدت حماس استعدادها لإبرام اتفاق تهدئة إذا وافقت إسرائيل.

يبقى السؤال حول استدامة الاتفاق في لبنان، حيث تعتبر إسرائيل وجود حزب الله وسلاحه تحديًا دائمًا لها وتطالب بإبعاده عن الحدود.

و في الوقت ذاته، تتجه الأنظار إلى قطاع غزة الفلسطيني، مع تكثيف الجهود الدولية بقيادة بايدن لإنهاء النزاع المستمر.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية