«اليوم العالمي لإلغاء الرق».. جهود دولية لتحرير 50 مليون شخص يعانون من العبودية الحديثة
«اليوم العالمي لإلغاء الرق».. جهود دولية لتحرير 50 مليون شخص يعانون من العبودية الحديثة
يحتفل العالم في 2 ديسمبر من كل عام باليوم الدولي لإلغاء الرق، الذي يعد مناسبة هامة لرفع الوعي حول العبودية المعاصرة وتعزيز الجهود العالمية للقضاء على هذه الظاهرة التي لا تزال تؤثر في حياة ملايين البشر حول العالم.
نشأة وتاريخ اليوم
تأسس هذا اليوم في الذكرى السنوية لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 ديسمبر 1949 اتفاقية قمع الاتجار بالأشخاص واستغلال بغاء الغير، حيث كانت هذه خطوة هامة نحو مواجهة أشكال الرق في العالم، ومنذ ذلك الحين، أصبح اليوم الدولي لإلغاء الرق مناسبة سنوية للتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود العالمية لمكافحة كافة أشكال العبودية المعاصرة مثل الاتجار بالبشر، والاستغلال الجنسي، وأعمال العنف ضد الأطفال والنساء.
أهداف وأهمية اليوم الدولي
يهدف اليوم الدولي لإلغاء الرق إلى زيادة الوعي حول أشكال الرق المعاصرة مثل العمل القسري، والاتجار بالبشر، والزواج القسري، والرق المرتبط بالصراعات المسلحة، ويسعى هذا اليوم إلى تفعيل السياسات الدولية التي تعزز حقوق الإنسان وتساعد على إنهاء هذه الممارسات اللاإنسانية.
وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فإن حوالي 50 مليون شخص حول العالم يعيشون في براثن الرق الحديث، ويشمل هذا العدد 28 مليون شخص يعملون في ظروف العمل القسري و22 مليون شخص في إطار الزواج القسري.
تُظهر هذه الأرقام تزايداً مقلقاً في السنوات الأخيرة، إذ ارتفع عدد ضحايا الرق الحديث بمقدار 10 ملايين شخص بين عامي 2016 و2021.
أشكال الرق الحديثة
وفقاً لمنظمة العمل الدولية، تشير الأرقام إلى أن العمل الجبري والزواج القسري قد زادا بنسبة ملحوظة في السنوات الأخيرة، ففي عام 2021، كان هناك 27.6 مليون شخص يعملون في السخرة حول العالم، ما يمثل زيادة قدرها 2.7 مليون شخص مقارنة بعام 2016.
وتشير البيانات إلى أن معظم حالات العمل الجبري (86%) تحدث في القطاع الخاص، حيث تُستغل العمالة في الصناعات المختلفة مثل البناء، والزراعة، والخدمات.
وتعد النساء والفتيات الفئة الأكثر عرضة للاستغلال الجنسي القسري، حيث تمثل 80% من حالات الاستغلال الجنسي التجاري، ويعد الأطفال أيضاً من أكثر الفئات عرضة للعمل القسري، حيث يُقدّر أن واحداً من كل ثمانية عمال في السخرة هم من الأطفال، ويتعرض أكثر من نصف هؤلاء للاستغلال الجنسي.
الرق: واقع عالمي في مختلف القارات
لا تقتصر ظاهرة الرق الحديث على دولة أو منطقة معينة، بل تحدث في كل بلدان العالم تقريباً، وتتصدر منطقة آسيا والمحيط الهادئ قائمة المناطق التي تشهد أكبر عدد من حالات العمل الجبري، حيث يوجد حوالي 15.1 مليون شخص في هذه المنطقة يعملون تحت ظروف قسرية، أما في الدول العربية، فيقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من العمل القسري بنحو 900 ألف شخص، وهي نسبة منخفضة نسبياً مقارنة ببقية المناطق، لكن الواقع يكشف عن انتشار هذه الظاهرة في مختلف البلدان دون استثناء.
جهود منظمة العمل الدولية
اعتمدت منظمة العمل الدولية في نوفمبر 2016 بروتوكولًا ملزمًا قانونًا يهدف إلى تعزيز الجهود العالمية للقضاء على العمل الجبري، وهو جزء من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى منع هذه الممارسات والحد من انتشارها، وقد دخل هذا البروتوكول حيز التنفيذ كجزء من تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الرق الحديث.
بيئة خالية من الاستغلال والقهر
يشكل اليوم الدولي لإلغاء الرق فرصة هامة لتسليط الضوء على الظلم المستمر الذي يعاني منه ملايين البشر بسبب الرق الحديث، ومن خلال تعزيز الوعي وتفعيل الإجراءات القانونية الدولية، يمكننا أن نحقق تقدماً نحو القضاء على هذه الظاهرة، والتأكد من أن جميع الأفراد يعيشون في بيئة خالية من الاستغلال والقهر.
تستمر الجهود العالمية لرفع الوعي وإجراء التغييرات القانونية الضرورية حتى نضمن أن الرق الحديث لا مكان له في العالم المعاصر.