«وكالة أممية»: النظام التجاري العالمي يواجه تهديدات غير مسبوقة

أكدت نغوزي أوكونجو-إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، أن النظام التجاري العالمي المفتوح يواجه تهديدات غير مسبوقة، ووصفت البيئة الاقتصادية الحالية بأنها "الأسوأ" خلال مسيرتها المهنية الممتدة لأكثر من 40 عامًا.

ووفقا لما أوردته صحيفة "فايننشال تايمز" الاثنين، أوضحت المسؤولة الأممية، خلال كلمتها في سنغافورة، أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تُفاقم هذه التحديات، لكنها أكدت أن هذا النزاع يمثل أقل من 3% من المعاملات التجارية العالمية.

ودعت أوكونجو-إيويالا الدول المتوسطة الحجم إلى تحمل مسؤوليات أكبر في دعم التجارة العالمية المفتوحة، وشددت على أهمية دور هذه الدول في تحقيق التوازن الاقتصادي والاستجابة للتحديات العالمية المتصاعدة، بما يشمل تأثيرات التضخم وأزمات سلاسل التوريد.

إعادة انتخاب أوكونجو-إيويالا 

وعلى صعيد آخر، أعاد المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية انتخاب أوكونجو-إيويالا بالإجماع لولاية ثانية تمتد أربع سنوات، تبدأ في 1 سبتمبر 2025، وعكست هذه الخطوة الثقة العالمية في قيادتها وقدرتها على مواصلة تحقيق الإنجازات.

أشرف السفير بيتر أولبرغ، رئيس المجلس العام، على عملية إعادة التعيين التي بدأت في 8 أكتوبر 2024، ولم تُقدم أي ترشيحات منافسة بحلول الموعد النهائي في 8 نوفمبر، ما جعل أوكونجو-إيويالا المرشحة الوحيدة للمنصب، وأشاد المجلس بشفافيتها واتباعها للإجراءات المنظمة وفق القواعد الدولية.

وخلال جلسة المجلس العام، استعرضت المديرة العامة رؤيتها المستقبلية، مؤكدة التزامها بتطوير نظام تجاري عادل ومستدام، وأعرب أولبرغ عن تقديره لإنجازاتها، لا سيما النجاحات التي حققتها خلال المؤتمرات الوزارية الأخيرة.

أجندة طموحة للمرحلة المقبلة

ناقشت أوكونجو-إيويالا أولوياتها المستقبلية، مشيرة إلى أهمية تعزيز مشاركة الدول النامية في النظام التجاري العالمي، وركزت على ضرورة إصلاح هيكلي يضمن عدالة التوزيع التجاري، مع مواجهة التحديات الناجمة عن تغير المناخ وتراجع النمو الاقتصادي.

كما طالبت الدول الأعضاء بالعمل المشترك لتقوية أسس الاقتصاد العالمي، وتعزيز التعاون في قضايا مثل الأمن الغذائي، وتقليل الحواجز التجارية التي تعيق التجارة البينية بين الدول النامية.

مسيرة مهنية متميزة

تولت أوكونجو-إيويالا قيادة المنظمة في مارس 2021 كأول امرأة وأول إفريقية تشغل هذا المنصب، وتميزت ولايتها الأولى بقدرتها على تحقيق تقدم ملموس في مواجهة أزمات متعددة، بما في ذلك تأثيرات جائحة كوفيد-19 واضطرابات التجارة العالمية.

وتواجه أوكونجو-إيويالا في ولايتها الثانية تحديات معقدة، لكنها أظهرت عزمًا على تعزيز نظام تجاري عالمي أكثر شمولية وعدالة، ويعكس إعادة انتخابها دعمًا دوليًا لرؤيتها في بناء اقتصاد عالمي قوي، قادر على مواجهة التحديات المستجدة.