في يومهم الدولي.. 1.3 مليار شخص من ذوي الإعاقة حول العالم يعانون من التمييز
يُحتفل به 3 ديسمبر من كل عام
يحتفل العالم في 3 ديسمبر من كل عام باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، وهو مناسبة مهمة تسلط الضوء على أهمية إدماج هذه الفئة في المجتمع وتعزيز مشاركتهم الفعالة في جميع مجالات الحياة.
كما يُعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة، والاحتفاء بإنجازاتهم، فضلاً عن تعزيز مشاركتهم في عمليات صنع القرار التي تؤثر على حياتهم، وضرورة اتخاذ خطوات ملموسة نحو ضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بما في ذلك تحسين الوصول إلى الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والصحية.
موضوع 2024
تحت شعار "تعزيز القيادة للأشخاص ذوي الإعاقة من أجل مستقبل شامل ومستدام"، يسعى اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة لهذا العام إلى الاعتراف بالدور المهم الذي يلعبه هؤلاء الأفراد في بناء عالم أكثر استدامة وشمولية.
يتمحور هذا الموضوع حول تعزيز قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على القيادة والمشاركة الفاعلة في تطوير سياسات مستقبلية تعزز المساواة والعدالة الاجتماعية.
كما يسلط الضوء على أهمية تمكين هؤلاء الأفراد من التفاعل مع التحديات العالمية الكبرى مثل تغير المناخ، والتكنولوجيا الحديثة، وأزمات الصحة العامة، التي تؤثر بشكل غير متناسب على الأشخاص ذوي الإعاقة.
الاحتفالات والفعاليات
ستُقام العديد من الفعاليات في مختلف أنحاء العالم احتفالاً باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة 2024، تشمل ورش عمل، وندوات، وعروضاً، ومناقشات عامة تتناول قضايا الإعاقة وكيفية تعزيز الشمولية.
ويُعد الحدث الرئيس لهذا العام الذي سيُقام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، جزءاً من سلسلة من الفعاليات التي تهدف إلى مناقشة القضايا المتعلقة بالحقوق والحماية الاجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة، وستكون هذه الفعاليات فرصة للتأكيد على ضرورة تمكين هذه الفئة من التفاعل مع مجتمعاتهم والمساهمة في التنمية المستدامة.
التحديات التي يواجهها ذوو الإعاقة
يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة العديد من التحديات في حياتهم اليومية، بدءًا من الحواجز المادية التي تمنعهم من الوصول إلى الأماكن العامة والخدمات، وصولاً إلى التمييز الاجتماعي والاقتصادي الذي يحد من فرصهم في العمل والتعليم، كما أنهم غالباً ما يعانون من نقص في الدعم الصحي المناسب بسبب ضعف الوصول إلى الرعاية الصحية المتخصصة.
تشير الإحصاءات إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمثلون 15% من سكان العالم، وهو ما يعادل حوالي 1.3 مليار شخص، يعاني العديد من هؤلاء الأشخاص من قلة الفرص الاقتصادية، والتعليمية، والاجتماعية، بسبب الحواجز التي تفرضها الأنظمة الاجتماعية والسياسية غير الشاملة.
التزام الأمم المتحدة
منذ عام 2006، أصبحت اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة جزءًا من التشريعات الدولية، حيث تهدف إلى ضمان حقوق الإنسان لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة.
وقد التزمت الدول الموقعة على الاتفاقية باتخاذ خطوات فعالة لإزالة العوائق التي تحول دون تمتع هذه الفئة بالحقوق الأساسية مثل التعليم، والعمل، والمشاركة السياسية.
في هذا السياق، أطلقت الأمم المتحدة في 2019 استراتيجية إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في كل سياساتها ومشاريعها التنموية، مما يعكس التزامها بتعزيز حقوق هذه الفئة.
رسالة الأمين العام
أكد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة هذا العام بأننا نحتاج إلى قيادة الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر من أي وقت مضى.
وأوضح الأمين العام أن الأشخاص ذوي الإعاقة يتحملون بالفعل بشكل غير متناسب وطأة الأزمات التي تشوه عالمنا -من الصراعات والكوارث المناخية، إلى الفقر وعدم المساواة- بسبب التمييز المستمر والوصمة والحواجز أمام الحقوق والخدمات الأساسية، ولكنهم غالبًا ما يُحرمون أيضًا من حقهم في المساهمة في إيجاد حلول لهذه الأزمات.
وأكد أنه من خلال ميثاق المستقبل الذي تم اعتماده مؤخرًا، التزمت بلدان العالم بتصحيح هذا الظلم للأشخاص ذوي الإعاقة من جميع الأعمار، للأجيال الحالية والمستقبلية.
ويشمل هذا الاعتراف بالدور الأساسي للأشخاص ذوي الإعاقة في تشكيل مستقبل التقنيات الرقمية والمساعدة -مثل تلك التي تعمل بالذكاء الاصطناعي- ودفع التغيير عبر المجتمعات، والدعوة إلى مكانهم الصحيح في عمليات صنع القرار التي تؤثر على حياتهم.
كما أشار غوتيريش إلى أن مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية الذي سيعقد العام المقبل سيكون بمثابة لحظة أساسية للمضي قدماً بهذه الالتزامات وغيرها.
واختتم رسالته قائلا: "في كل مجتمع، يعتبر الأشخاص ذوو الإعاقة صناع التغيير وصانعي السلام.. إنهم أيضاً قادة.. في هذا اليوم المهم، وفي كل يوم، دعونا نعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة لتحقيق مستقبل شامل ومستدام لجميع الناس".
عمليات السلام والتنمية
يعتبر اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة فرصة مهمة لدعوة المجتمع الدولي إلى ضمان إدماج هذه الفئة في عمليات السلام والتنمية المستدامة، حيث تبرز الدراسات والأبحاث أن الأشخاص ذوي الإعاقة قادرون على تقديم حلول مبتكرة للتحديات المعقدة التي يواجهها العالم، مثل قضايا تغير المناخ والكوارث الطبيعية، حيث إن احتياجاتهم الفريدة يمكن أن تسهم في توجيه استراتيجيات مرنة ومستدامة،
ومن خلال تمكينهم، يمكن تحسين تصميم السياسات والبرامج التنموية لتحقيق العدالة والمساواة.
القيادة من أجل المستقبل
يتطلب المستقبل المستدام أن تتاح للأشخاص ذوي الإعاقة الفرصة للقيادة والمشاركة الفاعلة في تشكيل المستقبل، ويتضمن ذلك تمكينهم من الوصول إلى التعليم الجيد، والعمل المناسب، والمشاركة في عمليات صنع القرار على جميع المستويات.
ويجب أن تتبنى السياسات المحلية والعالمية مقاربة شاملة لضمان أن يكون لكل شخص، بغض النظر عن حالته الصحية أو قدراته، دور مهم في تشكيل مجتمعه ومجتمعاته المحلية.. وبتنفيذ سياسات شاملة يمكن إزالة الحواجز وتحقيق التقدم على الأصعدة كافة.
تجديد الالتزام العالمي
يعد اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة 2024 دعوة لتجديد الالتزام العالمي بمستقبل شامل ومستدام للأشخاص ذوي الإعاقة. ويتطلب ذلك جهودًا مستمرة من الحكومات، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني، وكذلك الأفراد أنفسهم، لإحداث تغييرات إيجابية في حياة هذه الفئة، وتعكس الفعاليات التي تُنظم في هذا اليوم التزام المجتمع الدولي بتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية لجميع الأفراد، بما في ذلك الأشخاص ذوو الإعاقة.