بعد إلغاء الانتخابات الرئاسية.. أمريكا تدعو إلى عملية ديمقراطية سلمية في رومانيا

دعت الولايات المتحدة، إلى إجراء "عملية ديمقراطية سلمية" في رومانيا، بعد قرار المحكمة الدستورية إلغاء الانتخابات الرئاسية، قبل يومين من الجولة الثانية، وسط مخاوف من تدخلات روسية في الشأن الداخلي.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان، الجمعة، أن واشنطن تُشدد على ضرورة التمسك بالنظام الدستوري في رومانيا. 

وأضاف ميلر، أن جميع الأطراف يجب أن يلتزموا بـ"عملية ديمقراطية سلمية خالية من التهديدات بالعنف والترهيب، وتعكس الإرادة الديمقراطية للشعب الروماني".

خلفية القرار الدستوري

جاء قرار المحكمة الدستورية إلغاء الانتخابات الرئاسية في وقت حساس، حيث كانت البلاد تستعد لجولة حاسمة من الانتخابات، وتزايدت الشكوك حول وجود تدخلات روسية، مما زاد من تعقيد الوضع السياسي الداخلي.

وتُعبر واشنطن من خلال دعواتها عن قلقها من التوترات المتزايدة والتأثيرات المحتملة للتدخلات الخارجية، وعلى رأسها التدخل الروسي، في التلاعب بالنتائج أو التأثير في مجريات الانتخابات.

في ظل هذه الظروف، تدعو الولايات المتحدة جميع الأطراف الرومانية إلى الحوار والعمل معًا لضمان إجراء انتخابات نزيهة تُعبر عن إرادة الشعب وتُسهم في الاستقرار السياسي في البلاد.

إلغاء العملية الانتخابية

وأعلنت المحكمة الدستورية في رومانيا إلغاء العملية الانتخابية برمتها، في خطوة مفاجئة قبل يومين فقط من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، وجاء القرار في خضم اتهامات بتدخل روسي لصالح مرشح اليمين المتطرف، كالين جورجيسكو، الذي تصدر الجولة الأولى بشكل أثار مفاجأة سياسية.

وأكدت المحكمة في بيان رسمي، الجمعة، أنها قررت إلغاء الانتخابات لضمان صحة العملية الانتخابية وقانونيتها، مطالبة ببدء العملية الانتخابية من جديد.

وأوضحت أن الحكومة ستتولى تحديد موعد جديد للانتخابات، وذلك بعد أن صادقت على نتائج الجولة الأولى سابقاً عقب إعادة فرز الأصوات بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

مشهد مضطرب

تزامناً مع قرار المحكمة، كشفت السلطات الرومانية وثائق استخبارية تشير إلى دور كبير لمنصة "تيك توك" في دعم حملة المرشح القومي جورجيسكو، إلى جانب اتهامات بتورط روسي في هذه الجهود، وكانت هذه التطورات قد أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية.

يشكل هذا القرار تصعيداً جديداً في المشهد السياسي المضطرب في رومانيا، حيث أصبحت العملية الانتخابية مثار جدل دولي، ومع استمرار الشكوك حول التدخلات الخارجية، يبدو أن البلاد مقبلة على تحديات أكبر في سبيل استعادة الثقة في العملية الديمقراطية.