المبعوث الأممي: اليمن لا يمكنه انتظار خريطة السلام إلى ما لا نهاية
المبعوث الأممي: اليمن لا يمكنه انتظار خريطة السلام إلى ما لا نهاية
أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن الأطراف المتحاربة والشعب اليمني المحاصر لا يمكنهم الانتظار إلى ما لا نهاية لتطبيق خريطة طريق للسلام، محذرًا من أن استمرار التأخير قد يدفع البلاد مجددًا إلى دوامة الحرب.
وشدد غروندبرغ في تصريح لوكالة "فرانس برس" السبت على هامش منتدى حوار المنامة في البحرين، على أن حل الصراع في اليمن "لا يزال ممكنًا"، رغم التحديات الإقليمية التي زادت تعقيد المشهد بسبب الأزمات الناتجة عن الحرب في غزة.
وقال غروندبرغ: "الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر إلى الأبد... في مرحلة ما، يجب أن نرى تنفيذًا عمليًا للالتزامات، إذا لم يحدث ذلك، فهناك خطر بفقدان الزخم الضروري لتحقيق السلام".
الجهود السياسية وعرقلة الوساطة
يشهد اليمن منذ عام 2014 نزاعًا حادًا عقب سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران على مناطق واسعة من شمال البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء، وزاد النزاع تعقيدًا مع تدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية عام 2015 لدعم الحكومة اليمنية، مما أسفر عن مئات آلاف القتلى وإغراق البلاد في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا.
ورغم التوصل إلى هدنة إنسانية في أبريل 2022 عبر وساطة أممية، والتي استمرت حتى أكتوبر من العام نفسه، فإن الجهود السياسية تعثرت، وفي يناير الماضي، أدى تصاعد الهجمات الحوثية على سفن الشحن في البحر الأحمر إلى ضربات أمريكية وبريطانية مضادة، مما ضيّق مساحة الوساطة الدولية.
وأوضح غروندبرغ أن هذه التطورات عطّلت تنفيذ الالتزامات المتفق عليها في عام 2023 بموجب خريطة الطريق للسلام، مضيفًا: "لا يمكننا المضي قدمًا بخريطة الطريق الآن، لكن النزاع بين اليمنيين يظل قابلًا للحل".
تهديدات إقليمية ومخاطر التصعيد
تزامنًا مع النزاع الداخلي، أصبح اليمن جزءًا من التوترات الإقليمية المتصاعدة، حيث أطلق الحوثيون طائرات مسيّرة وصواريخ باتجاه إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، واستهدفوا سفن شحن يُعتقد أنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن، مما عطل هذا الممر التجاري الحيوي بشكل كبير.
واختتم غروندبرغ تصريحاته بالتحذير من أن الأزمات الإقليمية المستمرة تزيد من تعقيد جهود الاستقرار في اليمن، داعيًا جميع الأطراف إلى تفادي التصعيد، مؤكدًا: "من الممكن حل هذا النزاع، لكن ذلك يتطلب التزامًا حقيقيًا من الجميع".