الأمم المتحدة: نقص التمويل يهدد ملايين اليمنيين وسط تفاقم الاحتياجات
الأمم المتحدة: نقص التمويل يهدد ملايين اليمنيين وسط تفاقم الاحتياجات
أكدت الأمم المتحدة أن الاحتياجات الإنسانية في اليمن ما زالت كبيرة رغم انخفاض مستوى الأعمال العدائية خلال هذا العام.
وذكرت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، ستيفاني ترمبلاي، في بيان، اليوم الخميس، أن أكثر من نصف سكان البلاد، أي نحو 17 مليون شخص، يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، فيما لا يزال الملايين يعانون من النزوح القسري.
وأشارت ترمبلاي إلى أن الوضع الاقتصادي المتدهور وانهيار الخدمات الأساسية هما المحركان الرئيسيان للأزمة الإنسانية في اليمن، وأوضحت أن نصف المرافق الصحية فقط تعمل بشكل كامل، في حين أن شبكة المياه في البلاد تعاني من أوضاع حرجة تهدد حياة السكان وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
خطة الاستجابة الإنسانية
وأوضح البيان أنه رغم الجهود المبذولة، لم تحصد خطة الاستجابة الإنسانية سوى 55% من التمويل المطلوب والبالغ 4.27 مليار دولار، مما يشكل فجوة كبيرة تعيق العمليات الإغاثية التي تدعم 10.5 مليون يمني شهرياً بالمساعدات المنقذة للحياة.
وقالت ستيفاني ترمبلاي: "نحن ممتنون للجهات المانحة، ولكن لا يزال هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الدعم لضمان استمرار تقديم المساعدات لسكان اليمن الأكثر ضعفاً".
تحديات على الأرض
أوضحت الأمم المتحدة أن إيصال المساعدات يواجه تحديات متزايدة بسبب القيود على الحركة، والتدخلات البيروقراطية، وانعدام الأمن في العديد من المناطق، مما يزيد من صعوبة الوصول إلى المحتاجين في اليمن بشكل يومي.
مع اقتراب نهاية العام، دعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى تعزيز دعمه لليمن، لضمان استمرار العمليات الإنسانية التي تشكل شريان حياة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات في ظل واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، قد ذكر في النداء التمويلي للعام المقبل، الذي أطلقه، الأربعاء، أنه بحاجة إلى مبلغ 2.5 مليار دولار أمريكي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2025.
أزمة إنسانية حادة
وأضاف النداء أن اليمن، الذي دخل عامه العاشر من الصراع، يواجه أزمة إنسانية وحماية حادة تفاقمت بسبب الصدمات الاقتصادية المتكررة، وضعف الخدمات الأساسية، والمخاطر المناخية، والصراع الإقليمي، ونقص التمويل المزمن، "ومن المتوقع أن يحتاج ما يقدر بنحو 19.54 مليون شخص إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية في عام 2025".
وأشار "أوتشا" إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام المقبل تستهدف تلبية احتياجات 10.5 مليون شخص، و"ستعطي الأولوية للأنشطة المنقذة للحياة والمستدامة، مدعومة بتحديد الأولويات، ويظل هذا النهج مكملاً لإطار عمل الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، كما ستركز الجهود الإنسانية على تحسين التدخلات المستهدفة والاستجابة لمعالجة الاحتياجات المتطورة والبيئة التشغيلية والقدرات المحدودة".
وأكد المكتب الأممي أن الظروف المعيشية ستظل مزرية لمعظم اليمنيين مزرية في عام 2025، حيث "سيظل انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية مرتفعان، وتشير التقديرات إلى أن 17 مليون شخص (49% من السكان) سيواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف طارئة، كما سيؤثر سوء التغذية الحاد على حوالي 3.5 مليون شخص، بما في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد".
وأردف أن النظام الصحي في اليمن يعاني من ضغوط شديدة، مما يترك الملايين دون رعاية كافية وسط تفشي العديد من الأمراض، وسيحتاج أكثر من 16 مليون شخص إلى المساعدة في مجال الحماية، إضافة إلى 3.2 مليون طفل في سن الدراسة (6 - 17 عاماً) خارج المدرسة، كما أثرت الصدمات المرتبطة بالمناخ على أكثر من 1.3 مليون شخص في عام 2024، بزيادة قدرها 68% على عام 2023.