«كلاب الإرشاد».. مشروع جديد لإعادة تأهيل السجناء في التشيك

كوسيلة لإعادة دمجهم في المجتمع، يشارك سجناء داخل سجن في شمال شرق براغ بدولة التشيك، في تدريب جروين صغيرين من نوع لابرادور، "زوس" و"زيركون"، ليصبحا مرشدين للمكفوفين. 

ويتلقى الجروان تدريبات مكثفة داخل المؤسسة الإصلاحية في ييريتسه، التي تطبق نموذجًا نرويجيًا للسجون المفتوحة. بحسب تقرير نشرته اليوم الأحد وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

يقول السجين دافيد هييني أنه يعيش 29 سجينًا فقط من أصل 800 سجين في غرف بلا قضبان، ويتم اختيارهم بعناية للعمل في الحدائق ورعاية الحيوانات.

ويضيف هييني، المدان بتهريب المخدرات والاتجار بالبشر، إن تدريب الكلاب "مفيد نفسيًا" ويتيح للمشاركين تحقيق "هدف نبيل". 

وأضاف: "رعاية الكلاب تجعلنا نهتم بكائن آخر وتخفف من ضغوط السجن".

فوائد علاجية وتعليمية

يؤكد المشرف رومان فاركاس لوكالة فرانس برس أن البرنامج لا يقتصر على تدريب الكلاب بل يهدف إلى تعزيز التواصل الاجتماعي للسجناء وتقليل توترهم. 

وأشار إلى أن "رعاية الكلاب تحفز القدرات على العمل"، ما يساهم في تأهيل السجناء للاندماج في المجتمع.

تأثير إيجابي على السجناء

ماريك كولار، أحد السجناء المشاركين، يعبر عن حماسه لهذا المشروع، رغم صعوبة تدريب الجرو "زيركون". 

يقول كولار: "سأُطلق سراحي مع الجرو في أكتوبر 2025، وهذا يمنحني شعورًا بالأمل".

ويُظهر البرنامج نجاحًا ملموسًا في تقليل معدلات العودة إلى الإجرام، إذ تنخفض النسبة من 70% على المستوى الوطني إلى 17% فقط في السجن المفتوح في ييريتسه. بحسب الوكالة.

تجربة تغيّر الحياة

بالنسبة لدافيد هييني، فكرة وداع الجرو "زوس" عند انتهاء فترة التدريب تشعره بالحزن، لكنه يؤكد: "عندما أخرج من السجن، سأشتري جرواً".

تُبرز هذه المبادرة إمكانيات إعادة التأهيل عبر العمل مع الحيوانات، مما يفتح آفاقًا جديدة للإنسانية داخل المؤسسات العقابية.