البنك الدولي: وفاة 576 شخصاً وتشريد 1.9 مليون آخرين بسبب الفيضانات في تشاد
البنك الدولي: وفاة 576 شخصاً وتشريد 1.9 مليون آخرين بسبب الفيضانات في تشاد
تأثرت تشاد بشكل كبير بالفيضانات التي اجتاحت البلاد في 2024، ما أسفر عن وفاة 576 شخصاً وتشريد نحو 1.9 مليون آخرين منذ بداية شهر يوليو الماضي، وفق بيانات حديثة للبنك الدولي.
وأفاد "البنك الدولي"، في بيان له، أمس الجمعة، بأن العاصمة نجامينا لم تكن بمنأى عن تأثيرات هذه الكارثة، إلا أن التدابير الوقائية التي تم اتخاذها جعلت المدينة أكثر صموداً في مواجهة الأمطار الغزيرة والفيضانات الاستثنائية التي اجتاحت أنهار شاري ولوجون.
استعدادات مسبقة
نجحت نجامينا في الصمود بشكل أفضل مقارنة بالسنوات السابقة، بفضل الدعم الذي قدمه مشروع "التحكم في الفيضانات والمرونة الحضرية" (PILIER) الذي تدعمه المؤسسة الدولية للتنمية (IDA)، وهي ذراع البنك الدولي للبلدان منخفضة الدخل.
وقامت السلطات المعنية منذ بداية عام 2024، بتنظيف أكثر من 250 كيلومتراً من شبكة الصرف الصحي التي كانت تعاني من تراكمات الطين والنفايات، شمل ذلك تنظيف جميع مخرات المياه على نهر شاري، مما ساعد في تحسين التدفق وتجنب تراكم المياه في الأحياء السكنية، بالإضافة إلى ذلك، وفرت مضخات مياه ذات سعة عالية لدعم جهود الصرف خلال موسم الأمطار الغزيرة.
التعامل مع الفيضانات
أدى موقع نجامينا بين نهري شاري ولوجون إلى تعرضها للأمطار الغزيرة التي تسببت في ارتفاع مستويات المياه، في بداية شهر أكتوبر 2024، بلغ منسوب مياه نهر شاري 8.18 متر، بزيادة متر واحد على مستويات المياه في عام 2022، وهو العام الذي شهد آخر فيضان كارثي في المنطقة، في ظل هذه الظروف، تعرضت العديد من المناطق في تشاد لفيضانات غير مسبوقة منذ ستينيات القرن الماضي.
وعملت الحكومة التشادية، بالتعاون مع مشروع PILIER، منذ أكتوبر 2023، على تنفيذ خطة طوارئ بقيمة 13 مليون دولار (أي ما يعادل 8 مليارات فرنك إفريقي) لمواجهة احتمالية الفيضانات.
شملت هذه الخطة تنظيف شبكة الصرف الصحي بالكامل على امتداد 250 كيلومتراً، بالإضافة إلى إعادة تشكيل الطرق المتضررة لتحسين تصريف المياه، وأسهمت هذه التدابير الوقائية بشكل كبير في تقليل آثار الفيضانات، حيث كانت هذه أول مرة يتم فيها تنظيف شبكة الصرف بالكامل في تاريخ نجامينا.
التدابير الوقائية
وقال مدير الطرق في بلدية نجامينا، سرمدجي عمر، إن أعمال التنظيف التي نفذها مشروع PILIER ساعدت بشكل كبير في تفريغ أحواض المياه وتسهيل تدفق المياه في المدينة.
وأضاف أن المدينة نجحت في تجنب الفيضانات الكارثية التي تعرضت لها في عام 2022، حيث أصيب أكثر من 70 ألف شخص في ذلك العام، بينما كانت الأضرار في 2024 أقل بكثير، مع تضرر أقل من 3 آلاف أسرة فقط.
دور المضخات
ساهمت المضخات المتنقلة التي تم توفيرها من قبل مشروع PILIER في مراقبة ارتفاع منسوب المياه بشكل مستمر، وفقاً لآبكار مصطفى، أحد موظفي الطرق في نجامينا، فقد كان العاملون في الطرق في حالة تأهب مستمر طوال ساعات اليوم والليل، حيث كانوا يتناوبون على المراقبة والتدخل فور حدوث أي زيادة في منسوب المياه، ساعدت هذه المضخات في تصريف المياه بسرعة من الأحياء المتضررة، مما قلل من آثار الفيضانات بشكل ملحوظ.
إلى جانب الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل مشروع PILIER، عملت الحكومة التشادية على رفع السدود الطارئة وتعزيز الحماية على ضفاف نهر شاري، خاصة في المناطق الضعيفة مثل الأحياء السابعة والتاسعة، شملت هذه التدابير تعزيز الحماية من الفيضانات التي ضربت العاصمة في أوقات سابقة.
آراء السكان حول التحسينات
عبر الشيخ آدم إسماعيل، إمام مسجد إداري في الدائرة الخامسة، عن شكره لله على تحسن الوضع في المدينة قائلاً: "منذ سنوات لم نشهد تنظيفاً بهذه الكفاءة لشبكة القنوات.. اليوم، أصبح الوصول إلى المسجد سهلاً للمصلين".
كما أبدت رِمادجي آلين، بائعة في السوق، إعجابها بعملية تنظيف قنوات الصرف، وقالت إن هذه الإجراءات ساعدت في تحسين حركة الزبائن في السوق رغم الأمطار الغزيرة.
التخطيط المستقبلي
تجاوزت خطة الطوارئ التي أعدها مشروع PILIER مجرد تقليل مخاطر الفيضانات إلى أنشطة استجابة للطوارئ تشمل توفير معدات مثل القوارب، وأدوات الاتصال، وسترات النجاة، التي تم توزيعها على السلطات المحلية.
وتم تجهيز محطات لإمدادات المياه الصالحة للشرب وإدارة النفايات، بالإضافة إلى تحضير مستلزمات الطوارئ مثل الحصائر والبطانيات والأدوية التي يتم توزيعها على المتضررين.
تعاون المشروع مع الجمعيات المحلية والمنظمات غير الحكومية لزيادة الوعي بمخاطر الفيضانات ولإعادة تأهيل المدارس والمراكز الصحية التي تعرضت للغرق أو استُخدمت كملاجئ للمتضررين.