مجلس الأمن الدولي يناقش تطورات الوضع الإنساني في سوريا

مجلس الأمن الدولي يناقش تطورات الوضع الإنساني في سوريا
إحدى جلسات مجلس الأمن الدولي- أرشيف

عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، أول اجتماع له لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، مستمعاً إلى إحاطتين عبر الفيديو من دمشق قدمهما المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر.

ووفق تقرير لموقع أخبار الأمم المتحدة، زار المسؤولان الأمميان العاصمة السورية حيث التقيا قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع ورئيس حكومة تصريف الأعمال محمد البشير، وأكد بيدرسون أن سوريا تواجه "واقعاً جديداً كلياً" بعد 54 عاماً من حكم النظام السابق، مشيراً إلى أن الوقت قد حان للسوريين لتولي زمام القيادة وتحقيق تطلعاتهم.

تطلعات السوريين

ودعا بيدرسون إلى وضع ترتيبات انتقالية موثوقة وشاملة تضمن حقوق جميع السوريين، مؤكداً أهمية صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، كما شدد على ضرورة إشراك النساء في العملية الانتقالية لتحقيق شمولية حقيقية.

وعبّر بيدرسون عن تضامنه مع الأسر التي فقدت أحباءها أو تعرضت للمعاناة خلال سنوات الصراع أو في ظل النظام السابق، كما أشار إلى لقائه مع نساء سوريات ومعتقلين سابقين في سجن صيدنايا، واصفاً المكان بأنه شاهد على جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان.

تحديات إنسانية واقتصادية

من جانبه أكد توم فليتشر أن الأزمة الإنسانية في سوريا لا تزال هائلة، حيث يعيش 90% من السوريين تحت خط الفقر، فيما أدى النزاع إلى نزوح أكثر من مليون شخص خلال أسبوعين فقط، ومع ذلك أشار إلى تحسن تدريجي في الأوضاع، بما في ذلك إعادة فتح الأسواق والمدارس والمرافق الصحية.

التزامات ودعم دولي

تعهدت السلطات الجديدة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك إصدار تأشيرات لعمال الإغاثة وضمان حركة الإمدادات إلى جميع المناطق، حتى تلك الخارجة عن سيطرتها، كما دعا فليتشر المجتمع الدولي إلى زيادة التمويل لدعم العمليات الإنسانية وتوفير الموارد لإعادة بناء سوريا وتقليل الاعتماد على المساعدات الخارجية.

اختتم فليتشر بالتأكيد على أهمية دعم جهود التعافي والتنمية وإزالة العقبات مثل العقوبات التي تعيق العمل الإنساني، وشدد على أن اللحظة الحالية تمثل فرصة تاريخية لتصحيح الأخطاء ودعم الشعب السوري لبناء مستقبل أكثر سلاماً واستقراراً.

وكانت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) وفصائل حليفة لها، قد شنت هجوما واسعا انطلاقًا من شمال سوريا، تمكنت خلاله من دخول دمشق فجر الأحد 8 ديسمبر وإعلان إسقاط النظام بعد 13 عامًا من النزاع.

وأعلنت الهيئة تكليف محمد البشير، رئيس "حكومة الإنقاذ" السابقة في إدلب، بتولي رئاسة حكومة انتقالية، في خطوة تشير إلى بدء مرحلة جديدة في البلاد.

وتواجه سوريا واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث نزح نحو 6.6 مليون شخص داخل البلاد وهناك ما لا يقل عن 7.2 مليون لاجئ مسجل في البلدان المجاورة بخلاف آلاف المفقودين.

ويقع غالبية السوريين اليوم تحت خط الفقر ويعاني أكثر من 12,4 مليون شخص منهم من انعدام الأمن الغذائي ومن ظروف معيشية قاسية، في ظل اقتصاد منهك. بحسب بيانات الأمم المتحدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية