فرحة رغم فجوات العدالة.. التبرعات والهدايا تعزز الإنسانية في موسم الأعياد

فرحة رغم فجوات العدالة.. التبرعات والهدايا تعزز الإنسانية في موسم الأعياد
شجرة الكريسماس

يمثل موسم الكريسماس فترة من العام تحمل الكثير من الدلالات الإنسانية والروحية، إنه الوقت الذي يُحتفى فيه بالحب والعطاء، ويُنظر إليه كفرصة لتجديد الأمل في النفوس وترسيخ قيم التضامن والتكافل. 

وتكشف نظرة أكثر تعمقًا في هذا الموسم عن تناقضات صارخة تعكس الفوارق الطبقية والاجتماعية بين مختلف المجتمعات حول العالم، ما يجعل من العطاء فعلًا مليئًا بالمعاني المتداخلة بين الإنسانية والتفاوت

وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن موسم الكريسماس يشهد زيادة ملحوظة في أعمال العطاء والتبرعات، وفقًا لتقرير صادر عن Charities Aid Foundation لعام 2022، فإن أكثر من 70% من سكان العالم يشاركون في شكل من أشكال العطاء خلال الأعياد، سواء عبر التبرعات المالية أو التطوع أو تقديم الهدايا للمحتاجين، هذا الرقم يعكس نزعة جماعية نحو الخير، لكنه في الوقت ذاته يطرح تساؤلات حول مدى توازن هذا العطاء وتأثيره الفعلي على الحد من الفوارق الاجتماعية.

في الدول الغنية، يتخذ العطاء أشكالًا مؤسسية منظمة، إذ تشير الأرقام إلى أن 68% من التبرعات تذهب إلى المؤسسات الكبرى مثل المستشفيات والجامعات والجمعيات الخيرية الكبرى، بينما تتلقى المنظمات التي تخدم الفقراء والمهمشين أقل من 20% من إجمالي التبرعات هذه النسب، التي أوردها تقرير Giving USA 2023، تثير الجدل حول أولويات العطاء وغياب العدالة في توجيه الموارد ففي الوقت الذي تُضخ فيه المليارات لدعم أنشطة غير ملحة، يبقى ملايين الأشخاص حول العالم دون غذاء أو مأوى خلال هذا الموسم الذي يُفترض أنه موسم الفرح والتكافل.

جهود فردية ومساعدات

ويعكس العطاء في الدول الفقيرة مشهدًا مختلفًا تمامًا، في دول مثل بنغلاديش وكينيا تعتمد المبادرات الخيرية على الجهود الفردية أو المساعدات الدولية، حيث لا توجد مؤسسات محلية قوية لتنظيم العطاء وضمان وصوله إلى المستحقين. 

تقرير أعدته Oxfam أشار إلى أن 42% من التبرعات في هذه الدول تُجمع من الطبقات المتوسطة، التي غالبًا ما تكون ذات موارد محدودة، هذا الواقع يعكس عبئًا إضافيًا على هذه الفئات، التي تجد نفسها مطالبة بالمساهمة رغم معاناتها من تحديات اقتصادية ومعيشية كبيرة.

وتتجلى المفارقة الكبرى في موسم الكريسماس في الطريقة التي يُنظر بها إلى العطاء، ففي الدول الغربية، يُعتبر العطاء خلال الأعياد جزءًا من الثقافة العامة، ويُشجع عبر حملات إعلانية ضخمة تسلط الضوء على أهمية التبرع والعمل الخيري. 

ومع ذلك، تُظهر دراسة أجرتها Harvard Business Review أن 55% من المشاركين في حملات التبرع يشعرون بأن هذه الحملات تركز بشكل مفرط على جمع الأموال بدلًا من تسليط الضوء على القضايا الحقيقية التي تحتاج إلى دعم، هذه الديناميكيات تجعل العطاء يبدو كأنه واجب اجتماعي مفروض أكثر من كونه فعلًا إنسانيًا نابعًا من القيم الشخصية.

وفي الدول النامية، يواجه العطاء خلال موسم الكريسماس تحديات مختلفة تتعلق بالثقافة والعادات الاجتماعية، في بعض المجتمعات، لا يزال العطاء يُنظر إليه كواجب ديني أو عائلي، وليس كجزء من المسؤولية الاجتماعية الجماعية. دراسة أجرتها UNDP عام 2021 أظهرت أن 35% من الأفراد في الدول النامية يعتبرون العطاء مقصورًا على مساعدة الأقارب والجيران، مما يعكس نقص الوعي بأهمية العطاء للمجتمع ككل.

تأثيرات على مفهوم العطاء

جانب آخر لا يمكن تجاهله هو تأثير الفوارق الطبقية على مفهوم العطاء، ففي الوقت الذي يُحتفى فيه بالعطاء كقيمة إنسانية، تظهر تناقضات صارخة في كيفية تنفيذه، تقرير من Pew Research Center لعام 2023 كشف أن 60% من الأثرياء يفضلون التبرع لمؤسسات توفر لهم فرصًا للظهور الإعلامي أو تعزز مكانتهم الاجتماعية. هذه الظاهرة تجعل من العطاء وسيلة لتعزيز الفجوة بين الأغنياء والفقراء، بدلًا من أن يكون أداة لتحقيق التكافؤ.

ويستحق الأثر النفسي للعطاء في موسم الكريسماس التوقف عنده، ففي حين يعزز العطاء شعورًا بالرضا لدى المتبرعين، فإنه في بعض الأحيان يولد إحساسًا بالعجز أو الإحباط لدى الفئات غير القادرة على المساهمة. 

وأظهرت دراسة أجرتها World Bank عام 2022 أن 48% من الأفراد ذوي الدخل المحدود يشعرون بالضغط النفسي خلال موسم الأعياد بسبب عدم قدرتهم على المشاركة في أعمال العطاء، مما يجعلهم يشعرون بالتهميش.

وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن هناك نماذج إيجابية تستحق الإشادة. في اليابان، على سبيل المثال، يرتكز العطاء خلال الكريسماس على التطوع بدلًا من التبرعات المالية، حيث يشارك آلاف الأشخاص في تنظيف الشوارع أو تنظيم فعاليات للأطفال؛ هذا النموذج يعكس كيفية تحويل العطاء إلى فعل جماعي مستدام يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس.

إعادة تشكيل مفهوم العطاء

ويلعب الشباب دورًا متزايد الأهمية في إعادة تشكيل مفهوم العطاء، وقد أظهر تقرير صادر عن Deloitte أن 72% من الشباب في الفئة العمرية بين 18 و35 عامًا يفضلون دعم القضايا البيئية والاجتماعية بدلًا من التبرع للأنشطة التقليدية. هذا الاتجاه يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية معالجة جذور المشكلات بدلًا من التعامل مع آثارها فقط.

يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن جعل العطاء خلال موسم الكريسماس أكثر عدالة واستدامة؟ الإجابة تكمن في تعزيز الشفافية في إدارة التبرعات، وضمان وصولها إلى المستحقين الفعليين. تقارير Transparency International تشير إلى أن 30% من الأموال المتبرع بها عالميًا تضيع بسبب الفساد وسوء الإدارة. لذلك، يجب أن تكون هناك أنظمة رقابة صارمة تضمن توجيه الموارد بشكل عادل.

ويتطلب الأمر شراكات قوية بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتطوير سياسات تدعم العطاء المؤسسي. على سبيل المثال، يمكن للحكومات تقديم حوافز ضريبية للشركات التي تستثمر في مشاريع اجتماعية، ما يشجعها على تبني العطاء كجزء من استراتيجياتها.

ويظل العطاء في موسم الكريسماس فرصة لإظهار أجمل ما في الإنسانية، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن عمق التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه العالم. ولكي يكون العطاء أداة للتغيير الحقيقي، لا بد من إعادة النظر في كيفية توجيهه وتنفيذه، مع التركيز على تعزيز قيم العدالة والشمولية والتكافؤ بين جميع الفئات الاجتماعية.

تعزيز الكرامة الإنسانية

وقالت خبيرة حقوق الانسان الأردنية، نسرين زريقات، إن العطاء في موسم الأعياد ومنها الكريسماس، هو رمز عميق للإنسانية والتضامن، لكنه يحمل في طياته تناقضات كبيرة عندما ننظر إليه من زاوية حقوق الإنسان ومدى تحقيقه للتكافؤ الاجتماعي، ففي حين يُحتفى بهذا السلوك كفضيلة نبيلة، فإن التطبيق الواقعي له غالبًا ما يكشف عن فجوات صارخة في العدالة الاجتماعية ويثير تساؤلات حول أثره الحقيقي على تقليص الفوارق بين الفئات المختلفة، وينبغي أن يكون العطاء أداة لتعزيز الكرامة الإنسانية، وهي قيمة جوهرية أكدتها المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لكن في كثير من الأحيان يتحول إلى فعل شكلي لا يتجاوز كونه استجابة عاطفية مؤقتة لحاجات عاجلة.

وتابعت في تصريحات لـ"جسور بوست": هذه الاستجابة، رغم أهميتها، لا تعالج الأسباب الجذرية للفقر والتهميش، بل تُبقي تلك الفئات في حالة من الاعتماد والضعف، ولعل هذا يتضح بجلاء في طبيعة الحملات الخيرية الموسمية، التي تُركز على تلبية احتياجات أساسية مثل الطعام والكساء دون السعي لتحقيق تمكين مستدام يضمن للفرد حقه في حياة كريمة.

وقالت إنه من الضروري أن يرتكز العطاء على مبدأ الإنصاف، وهو جوهر العدالة الاجتماعية، ومع ذلك، نجد أن توزيع الموارد في موسم الأعياد غالبًا ما يخضع لمعايير شخصية أو عشوائية تعكس تحيزات المانحين أكثر مما تعكس احتياجات المستفيدين على سبيل المثال، قد تتجه تبرعات كبيرة نحو مشاريع مرئية أو مؤسسات كبرى تحظى بالدعاية، بينما تظل المجتمعات الأكثر تهميشًا خارج دائرة الاهتمام، هذا الوضع يتعارض مع مبدأ المساواة الذي نصت عليه المادة الثانية من الإعلان العالمي، حيث إن لكل إنسان الحق في الحماية من التمييز بأي شكل كان.

وأوضحت: أحد التحديات الحقوقية المهمة المرتبطة بالعطاء هو ارتباطه بالسياقات الطبقية؛ في كثير من الأحيان يصبح العطاء مناسبة لتعزيز تفاوت القوى بين المانح والمتلقي.. فالمانحون، لا سيما من الطبقات الميسورة، يتمتعون بمكانة اجتماعية واقتصادية تُظهرهم بمظهر الأبطال، بينما يظل المستفيدون عالقين في دور المتلقي السلبي، هذه الديناميكية تُعيد إنتاج منظومة الفوارق الطبقية بدلًا من معالجتها، ما يتناقض مع الحق في الكرامة المتساوية الذي يجب أن يكون أساس أي ممارسة إنسانية.

وذكرت أن العطاء يعاني من انعدام المساواة في السياق الدولي، ففي البلدان ذات الدخل المرتفع، تتحول هذه الممارسات إلى جزء من منظومة مؤسساتية مستدامة نسبيًا، حيث تلعب الحكومات دورًا تكميليًا لدعم الفئات المهمشة، أما في الدول ذات الدخل المنخفض أو التي تواجه أزمات مزمنة، فإن الحملات الخيرية غالبًا ما تكون ضعيفة، مما يزيد من معاناة السكان المحليين ويعمّق الفجوة بين المجتمعات، وهذا يتناقض مع مبادئ العدالة العالمية التي تدعو إلى التضامن بين الشعوب، كما نصت عليه المادة 28 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

واسترسلت قائلة إن جانبا آخر يجب تسليط الضوء عليه هو الأثر النفسي والاجتماعي على المستفيدين في كثير من الأحيان، يشعر هؤلاء الأفراد بالإذلال أو فقدان الكرامة بسبب الطريقة التي تُقدم بها المساعدات، فبينما يُفترض أن العطاء يُكرّس الاحترام المتبادل، فإن الممارسات الواقعية تُظهر أن المستفيدين يُعاملون كأهداف للرعاية بدلًا من أن يكونوا شركاء في تحسين ظروفهم.. وهذا يعيدنا إلى أهمية احترام حق الفرد في المشاركة، وهو ما ورد في المادة 21 من الإعلان العالمي

قضايا أخلاقية وحقوقية

وقالت الخبيرة الحقوقية، إن تسليع العطاء في موسم الأعياد يُثير قضايا أخلاقية وحقوقية أخرى، فالكثير من الشركات تستخدم العطاء كوسيلة لتعزيز سمعتها وزيادة أرباحها، مما يُحوّل العمل الإنساني إلى أداة تسويقية بدلًا من كونه التزامًا أخلاقيًا هذا النوع من العطاء يُفقد المبادرة قيمتها الإنسانية، ويُظهرها كجزء من منظومة استغلالية تُركز على المكاسب بدلًا من إحداث تغيير حقيقي في حياة الأفراد.

وأتمت: يجب أن يكون العطاء في موسمه فرصة لتعزيز العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، لكن هذا يتطلب تحولًا جذريًا في الطريقة التي يُمارس بها، يجب أن يكون العطاء مُنظمًا ومبنيًا على مبادئ حقوق الإنسان، مع التركيز على تحقيق الاستدامة والتمكين بدلًا من الاكتفاء بالمساعدة المؤقتة، وحدها هذه المقاربة يمكن أن تُحوّل العطاء من ظاهرة احتفالية إلى أداة حقيقية لتحقيق التكافؤ بين الفئات الاجتماعية المختلفة.

سماحة الأديان وتحقيق العدالة

وقال الأستاذ المساعد في قسم الدعوة جامعة الأزهر، خالد حمدي، إن  العطاء قيمة إنسانية سامية تتجاوز الحدود الدينية والثقافية، وهو جوهر مشترك بين الأديان السماوية جميعها، بما في ذلك الإسلام والمسيحية. في موسم الكريسماس، الذي يُعد فرصة للتأمل في قيم المحبة والسلام والفرح، يظهر العطاء كأحد مظاهر التعبير عن التعاطف والتضامن ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يحقق العطاء في هذا الموسم التكافؤ بين الفئات الاجتماعية المختلفة؟

وتابع في تصريحات لـ"جسور بوست"، أن الإسلام والمسيحية يتقاطعان في دعوتهما إلى العطاء كواجب أخلاقي وديني؛ في الإسلام يُعتبر العطاء صلة مباشرة بين العبد وربه، ويظهر ذلك بوضوح في فريضة الزكاة التي تفرض توزيع نسبة محددة من أموال الأغنياء على الفقراء، بينما في المسيحية يُعبر عن هذه القيمة من خلال المحبة المسيحية والتوجيهات الإنجيلية للعناية بالفقراء والمحتاجين، على سبيل المثال، يقول المسيح عليه السلام: "أحبب قريبك كنفسك"، وهي دعوة إلى أن يكون الإنسان مُشاركًا في معاناة الآخرين ومساهمًا في تخفيف أعبائهم.

واسترسل: في موسم الكريسماس، يشجع التقليد المسيحي على العطاء بكرم كجزء من الروح الاحتفالية. ولكن إذا نظرنا إلى الواقع بعين ناقدة، نلاحظ أن العطاء، رغم جماله الظاهر، قد يتحول أحيانًا إلى وسيلة تعزز الفوارق الاجتماعية بدلًا من أن تُقلصها، عندما يُقاس العطاء بالمظاهر الخارجية أو يرتبط بأهداف تجارية، يصبح جزءًا من منظومة الاستهلاك التي تفاقم من معاناة الفقراء؛ الإسلام ينتقد هذه النزعة بشدة، حيث يؤكد القرآن الكريم أن العطاء يجب أن يكون خالصًا لوجه الله، دون منٍّ أو أذى، كما جاء في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى"، سورة البقرة.

وذكر: من القضايا الفقهية التي تستحق التطرق إليها في هذا السياق مبدأ "سد الحاجة"، وهو من القيم التي يحرص الإسلام على تحقيقها من خلال العطاء، فالعطاء لا يُقاس بقيمته المادية بقدر ما يُقاس بمدى تأثيره في حياة المحتاج… فإطعام جائع، أو سداد دين مدين، أو توفير كساء دافئ لمن يعاني البرد، هي أفعال تعكس التكافؤ الحقيقي الذي يُفترض أن ينشده العطاء، في المقابل، نجد في بعض الأحيان أن مبادرات العطاء خلال موسم الكريسماس تتركز على الهدايا المظهرية التي قد لا تُلبي الاحتياجات الأساسية للمحرومين.

وقال إن الإسلام يدعو إلى ما يُعرف بـ"حق الجوار"، وهو مفهوم يتفق مع الروح المسيحية التي تحث على العناية بالقريب، فالجار في الإسلام له حق في المساعدة والعناية، بغض النظر عن دينه أو طبقته الاجتماعية، هذا يتجسد في موسم الكريسماس عندما يمد المسلمون يد العون لجيرانهم المسيحيين، مشاركةً في الاحتفال وإظهارًا للتضامن الإنساني. هنا يظهر العطاء ليس فقط كواجب ديني، بل كوسيلة لتعزيز التعايش والسلام بين الأديان.

وتابع: التحدي الحقيقي في كلتا الديانتين هو ضمان أن يكون العطاء عادلًا ومستدامًا، في عالم يزداد فيه التفاوت الاجتماعي، يصبح من الضروري أن نعيد التفكير في كيفية توزيع الموارد في الإسلام، الزكاة والصدقة تُدار غالبًا من خلال نظم جماعية تضمن توزيع الأموال بشكل يحقق العدالة، بينما في المسيحية الجمعيات الخيرية والمؤسسات الكنسية تلعب دورًا مماثلًا، ومع ذلك تبقى الحاجة إلى سياسات أعمق تعالج جذور الفقر والتفاوت الاجتماعي.

وقال إن الكريسماس كموسم احتفالي يحمل رسالة عظيمة يمكن أن تكون فرصة لتحقيق التضامن الحقيقي... لكن إذا لم يتم توجيه العطاء بطريقة تلامس احتياجات الفقراء وتُزيل الفوارق بينهم وبين الأغنياء فإن الرسالة تظل ناقصة، العطاء في الإسلام والمسيحية ليس مجرد فعل مادي، بل هو تعبير عن محبة الله لعباده، وتجسيد لقيم العدالة والرحمة، لذا يتطلب الأمر وعيًا مجتمعيًا مشتركًا يجعل من العطاء وسيلة للتغيير الإيجابي، لا مجرد تقليد موسمي.

وأتم: سماحة الأديان، سواء الإسلام أو المسيحية، تظهر في قدرتها على تحويل العطاء من فعل فردي إلى حركة مجتمعية تسعى إلى تحقيق التكافؤ والقضاء على التفاوت.. هذه هي الرسالة التي يجب أن نتذكرها، ليس فقط في موسم الكريسماس، بل في كل لحظة من حياتنا.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية